على خلفية الهجمات الدامية التي استهدفتهم هناك:
أسوشيتيد برس: نزوح المسيحيين من سيناء.. دليل فشل للحكومة المصرية
"نزوح عشرات الأسر المسيحية من سيناء هربًا بحياتهم من الهجمات الدامية التي تستهدفهم من قبل المسلحين المتشددين ، هو علامة واضحة على أنَّ الحكومة فشلت في توفير الأمن للأقلية المسيحية في المنطقة المضطربة الواقعة شمالي مصر".
هكذا علقت وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية على ما وصفته بفرار العديد من الأسر المسيحية من مدينة العريش الواقعة في سيناء جراء الهجمات التي يشنها ضدهم مسلحو تنظيم "ولاية سيناء"- فرع "داعش" في مصر- في الآونة الأخيرة والتي أسفرت عن مقتل 7 منهم عل الأقل.
ونقلت الوكالة في سياق تقرير على نسختها الإلكترونية شهادات بعض الفارين من المنطقة المهترئة أمنيًا، ومن بينهم سامح عادل فوزي الذي اضطر لترك منزله والفرار مع باقي أفراد أسرته من العريش إلى الإسماعيلية، لينضم بذلك إلى مئات المسيحيين الآخرين الذين فعلوا نفس الشيء بعد حوادث القتل التي تعرض لهم أبناء دينهم مؤخرًا.
وقال فوزي، 35 عاما، ويعمل سباكا في العريش:" المسلحون الملثمون اقتادوا ابن عمي إلى داخل المنزل ثم قتلوه برصاصة في الرأس وطردوا أمه إلى الخارج، وما زالت الأم في حالة صدمة مما رأته أمام عينها."
وقالت وفاء فوزي، شقيقة زوجة سعد حنا الذي قُتل برفقة ابنه:" إنهم (المسلحون) متعطشون لدماء أي مسيحي،" مضيفة:" كانوا واضحين تماما حينما قالوا إنهم لن يتركوا أي مسيحي يعيش في سلام."
وأشار التقرير إلى أن هذه الحوادث تأتي بعد التفجير الانتحاري المدمر الذي استهدف الكنيسة البطرسية في منطقة العباسية بالقاهرة في ديسمبر الماضي، وأودى بحياة 30 شخصا.
وأكد التقرير أن هذا العنف يمثل تحدياً جديداً لحكومة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لإخماد تمرد يقوده تنظيم الدولة في شمال سيناء، ومنع امتداده الذي وصل في بعض الأحيان إلى القاهرة والوادي.
وتعهد تنظيم "ولاية سيناء" مؤخرًا في تسجيل مصور بتسريع وتيرة الهجمات على الأقلية المسيحية، لافتين إلى تحول في التكتيك المتعلق باستهداف المسيحيين ودور العبادة الخاصة بهم.
واعتبرت سيناء، على مدار سنوات، المركز الرئيسي لتمرد يقوده المسلحين المتشددين، واستمر مسيحيو المنطقة في النزوح منها بوتيرة بطيئة إلا أنَّ مغادرة المنطقة تسارعت بعد قيام المتشددين بقتل مسيحي أمام عائلته بعد يومين من مقتل عم فوزي وابن عمه، مما أشعل حالة من الذعر بين المسيحيين، بحسب التقرير
وأشارت الصحيفة إلى أن المسيحيين الذين يشكلون قرابة 10% من سكان مصر، كانوا دائمًا أهدافًا مفضلة للإرهابيين، لكن تسارعت وتيرة الهجمات التي تستهدف الكنائس في مصر منذ عزل المؤسسة العسكري الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين.
ويقول نبيل شكر الله، أحد المسيحيين الفارين: "هناك 7 مبانٍ أمنية متراصة على الطريق إلى المدينة، لكن في الداخل، لا تستطيع رؤية جندي"، مضيفا: "عندما يحدث هجوم؛ يأتون بعد أن نتصل بهم، وأحيانًا يأتون بعد أيام، ويسألون عن أوصاف المهاجمين، وهذا كل شيء".