«لاكروا» عن أقباط العريش: الحياة أصبحت مستحيلة في شمال سيناء

كتب: عبد المقصود خضر

فى: صحافة أجنبية

18:36 28 فبراير 2017

في 25 فبراير الجاري، اضطر نحو 300 مغادرة العريش بشمال شبه جزيرة سيناء؛ خوفا من تهديدات تنظيم الدولة اﻹسلامية “داعش”.

 

مراسلة صحيفة "لا كروا"الكاثوليكية الفرنسية في مصر، التقت هولاء الضحايا الذين أدلوا بشهاداتهم عن الرعب والعنف والجرائم التي ارتكبها "داعش" ضدهم.

 

سيارة تصل إلى الكنيسة الإنجيلية باﻹسماعيلية التي استقبلت عددا من أقباط العريش، يخرج منها رجل عجوز مقوس الظهر يرتدي بدلة سوداء، تقول الصحيفة.

 

وأضافت "في الوقت الذي بدأ فيه المتطوعون بتفريغ السيارة، قال هذا الرجل، الذي بدا مرتبكا، إنه تخلى صباح اليوم هو وزوجته عن أغراضهما وأثاث منزلهما، حيث لم يكن أمامهما سوى ساعات قليلة لمغادرة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء".

 

وأشارت "لاكروا" إلى أنه منذ يوم أمس، يتكرر هذا المشهد، نحو مائة أسرة – جميع المسيحيين الذين يعيشون في العريش تقريبا، يتوافدون على الإسماعيلية، باحثين عن اﻷمان.

 

شاب يدعى هادي، أحد المتطوعين في الكنيسة الإنجيلية، يرتدي كاب على رأسه، يبدأ في حصد السلع الأساسية، التي قدمها السكان للمهجرين، ويسأل أحد الشباب، أخبرني كم علبة جبن عندك؟ 6، يجيب الشاب، والتونة؟ 4، والقهوة؟ 2.

 

وصول أقباط العريش للإسماعيلية، تسبب في موجة من التضامن، تقول الصحيفة، فالمسلمون والمسيحيون وصولوا إلى الكنيسة لتقديم البطانيات والأدوية والمواد الغذائية، فالبعض بدأ بإعداد الشاي، وآخرون جاءوا فقط للاستفسار ورفع الروح المعنوية للنازحين.

 

 

رجلان يطرقان الباب بعنف
 

ورغم أجواء اﻷطمئنان، بدا التوتر واضح على النازحين، فخلال 25 و 26 فبراير استطاع نحو 300 شخص الهرب من العريش، لكنهم لم يسلموا من رعب “داعش”.

 

من بين هؤلاء نبيلة فوزي، سيدة عجوز ألقت على كتفيها سترة من الصوف الأسود رغم الطقس الربيعي الجميل، التي روت للصحيفة، كيف قُتل زوجها وابنها على أيدي رجال “داعش” قبل أربعة أيام.

 

 

“في أحد الليالي عند الساعة الـ 8.22 دقيقة، طرق رجلان الباب بعنف، ودخلوا المنزل وسئلوني هل أنتم مسيحيون، فأجبتهم نعم، وبعدها بحثوا عن زوجي وقتلوه برصاصة في رأسه ثم اقتادوا ابني وأحرقوا حيا".

 

 

 

فقدنا كل شيء

 

إلى جانبها، ابن أخيها الذي صور بهاتفه الجوال اثنين من الضحايا، أضاف للمراسلة لاكروا "كان معهم قائمة بأسماء أربعين مسيحيا لقتلهم"، ففي الليلة التالية، قطع "داعش" رأس جارهم على سطح منزله أمام زوجته وابنتيه.

 

"الحياة لم تعد ممكنة في شمال سيناء”، تقول مريم فايز أحد الفارين مع عائلتها للإسماعيلية.

 

واضافت "نشعر بالراحة بعد وصولهنا إلى هنا، لقد فقدنا كل شيء، منزلنا، وظائفنا، فقدنا اﻷمن هناك، لو بقينا في العريش لفقدنا أزواجنا وأبنائنا أيضا".

 

ولفتت "لاكروا" إلى أنه في غضون أسبوعين فقط، قُتل سبعة مسيحيين على يد “داعش” وتعهدت هذا المنظمة في شريط فيديو بأنها ستكثف هجماتها ضد اﻷقباط.

 

 

 

 

اعلان