انتخابات الرئاسة الفرنسية
بعد رفع حصانتها.. مصائب لوبان عند ماكرون فوائد
يوم سيئ لمارين لوبان.. عنوان تصدر صحيفة "شالونج" الفرنسية تعليقا على رفع البرلمان اﻷوروبي الحصانة عن مرشحة "الجبهة الوطنية" لانتخابات الرئاسة الفرنسية تمهيدا لمثولها القضاء.
وقالت الصحيفة وافق البرلمان الأوروبي، اليوم الخميس، على رفع الحصانة عن زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، بناء على طلب من القضاء الفرنسي.
وأوضحت الصحيفة أن زعيمة حزب "الجبهة الوطنية" في البرلمان الأوروبي، تخضع لتحقيق في فرنسا على خلفية نشرها ثلاث صور لعمليات إعدام نفذها تنظيم الدولة اﻹسلامية داعش في ديسمبر 2015، بينها قطع رأس الصحفي الأمريكي جيمس فولي.
والتهم الموجهة إلى لوبان بسبب هذه القضية، قد تصل عقوبتها إلى السجن لمدة ثلاث سنوات وغرامة 75 ألف يورو في الظروف الطبيعية.
تصويت اليوم الذي جاء بأغلبية كبيرة، كان تأييدا لقرار لجنة الشؤون القانونية بالبرلمان الأوروبي قبل أيام.
وبذلك يكون اثنان من أبرز مرشحي الرئاسة الفرنسية، خاضعين لتحقيقات القضاء، فإضافة إلى لوبان مرشح أحزاب يمين الوسط فرنسوا فيون يخضع للتحقيق في مسألة الوظائف الوهمية لزوجته واثنين من أولاده.
وكانت مجلة "كانار أنشينيه" كشفت عن استفادة زوجة فيون من وظائف وهمية مفترضة، وقالت إن المرشح اليميني، عيّن زوجته بينيلوبي كـ"مساعدة برلمانية" حصلت من خلالها على حوالي 500 ألف يورو.
كما أقدم أيضا على توظيف اثنين من أبناءه عندما كان عضواً في مجلس الشيوخ ليرتفع بذلك ما تلقته العائلة إلى حوالي مليون يورو.
وفقا لصحيفة "ليبراسيون" عُيّن القاضي سيرج تورنير للتحقيق بهذه المسألة، مشيرة إلى أنه من أكثر القضاة خبرة وتشددا، حيث أحال من قبل الرئيس السابق نيكولا ساركوزي للمحاكمة لتخطيه السقف القانوني للنفقات المسموح بها في حملته لانتخابات الرئاسة عام 2012.
"ليبراسيون" أوضحت أيضا أن وقوع لوبان وفيون تحت تهديد التحقيقات القضائية، يعد سابقة في انتخابات الرئاسة الفرنسية، وأمر محرج للقضاة.
فإما عليهم الاستمرار في التحقيقات وهو ما قد يؤثر على نتائج الانتخابات الرئاسية أو إعطاء لوبان وفيون مهلة قضائية لحين انتهاء الانتخابات ما قد يزيد من الشعور بإفلات السياسيين من المساءلة.
وقوع فيون ولوبان تحت تهديد القضاء، يصب بالطبع في صالح المرشح المستقل ووزير الاقتصاد السابق إيمانويل ماكرون الذي استطاع خلال اﻷسبوع الجاري تقليص الفارق بينه وبين فيون ليحل ثانيا في استطلاعات الرأي بعد مرشحة اليمين المتطرف.
وبحسب الاستطلاع، الذي أجرته مؤسسة "أودوكسا" فرص ماكرون تعززت بفضل تحالفه مع السياسي الوسطي فرانسوا بايرو،
وأظهر الاستطلاع أن المرشح المستقل، البالغ من العمر 39 عاما، سيفوز على لوبان في جولة الإعادة، المقررة 7 مايو بنسبة 61 % مقابل 39 %، وبذلك يكون اﻹليزيه مفتوحا أمام ماكرون.
وبعد تعرضه لفترة طويلة للانتقادات بسبب عدم الكشف عن برنامجه، أعلن ماكرون اليوم الخميس عن تفاصيل برنامجه الانتخابي للرئاسة، حيث اقترح إجراءات سياسية واجتماعية تشمل تغييرا كليا في فرنسا، كما تعهد بإصلاح نظام التقاعد وبإصدار تشريع يمنع النواب من توظيف أقاربهم.