جارديان عن احتجاجات الخبز: الحكومة تتجاوز "الخط الأحمر"
"بيد أن دعم الخبز يعد خطا أحمر بين المصريين، لا سيما وأنه سلعة أساسية على مائدة كافة العائلات، أغنياء كانوا أو فقراء".
جاء ذلك في تقرير بصحيفة الجارديان بعنوان "نريد خبزا، تقليص الدعوم يشعل احتجاجات عبر أنحاء مصر".
وإلى النص الكامل
أصيبت بعض المدن المصرية الكبرى بالشلل جراء مظاهرات نادرة كرد فعل على خفض كمية الخبز المدعم.
وقللت وزارة التموين حصة الخبز المدعم للمخبز الواحد (بالنسبة للكارت الذهبي) من 4000 إلى 500 رغيف يوميا.
وتأتي الخطوة لتحل محل اقتراحا آخر أكثر إثارة للجدل بتقليل حصة الفرد من الخبز المدعم من 5 إلى 3 أرغفة يوميا.
ولكن بالرغم من أن قرار التخفيض لا يرجح أن يحدث تأثيرا دراماتيكيا على حصة العيش للمواطن، لكنه مس وترا حساسا بين الشعب المصري.
وكرد فعل على القرار، ملأ المئات من المواطنين الأكثر فقرا الشوارع في كل من الإسكندرية والجيزة وكفر الشيخ والمنيا.
وقُطعت طرق، وأحاط مواطنون بمبان حكومية.
وردد المشاركون في احتجاج بمدينة الإسكندرية هتاف "عاوزين عيش" “إلا رغيف العيش"، بحسب لقطات فيديو.
وانتشر هاشتاج "انتفاضة التموين" على موقع تويتر في جميع أنحاء مصر.
وجاءت الاحتجاجات في وقت تتزايد فيه تكلفة المعيشة للمواطن العادي بشكل متسارع.
واتخذت مصر قرارا بتعويم الجنيه وتقليص دعم الطاقة في نوفمبر الماضي، مما قلص من قيمة العملة المحلية إلى نحو النصف، وخلق طوابير من المواطنين الغاضبين في محطات البنزين.
تقليص الدعوم يستهدف إصلاح الاقتصاد المصري المحتضر، من أجل تلقي قرض 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولي.
بيد أن دعم الخبز يعد خطا أحمر بين المصريين، لا سيما وأنه سلعة أساسية على مائدة كافة العائلات، أغنياء كانوا أو فقراء.
واحتج المصريون على الخبز مرات عديدة في تاريخ الدولة، أحدثها أثناء ثورة 2011 التي كان هتاف "عيش، حرية، عدالة اجتماعية" هو النداء الذي جذب احتجاجات حاشدة.
الحكومة المصرية، تحت نظام الرئيس السيسي، دافعت عن تخفيض الخبز المدعم باعتباره خطوة ضرورية لمحاربة الفساد داخل النظام، وشددت على أن تأثير القرار يرتبط بالمخابز لا المواطنين.
تيموثي قلدس، الباحث بمعهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط قال إن اتفاق مصر مع صندوق النقد الدولي لا يتضمن تقليصا في دعوم الغذاء.
قلدس رأى أنه ربما تكون تلك التخفيضات ضرورية لمحاربة الفساد المستشري في صناعة القمح بمصر، لكن الحكومة فشلت في شرح الخطوة.
وفسر ذلك قائلا: “المشكلة أنهم لم يقدموا أي معلومات، وتركوا الناس يتوصلون إلى استنتاجاتهم الخاصة".
الدولة العربية الأكثر تعدادا سكانيا شهدت انفجارا مستمرا من الغضب ضد ارتفاع تكلفة المعيشة منذ اجتياح الازمة الاقتصادية مصر عام 2016.
وفي أكتوبر الماضي، أضرم سائق النيران في جسده بالإسكندرية متهما المسؤولين الحكوميين بالمسؤولية عن ارتفاع تكلفة المعيشة.
وقبلها بيومين، انتشر فيديو لسائق توكتوك يصرخ من الوضع الاقتصادي.
وقال سائق التوكتوك: “"نتفرج على التليفزيون نلاقي مصر فيينا.. ننزل في الشارع نلاقيها بنت عم الصومال..والمواطن الفقير مش لاقي كيلو أرز".