صحيفة إسبانية: الفيلا لمبارك والسجون للثوار
"بينما يحلم مبارك بالعودة الى الفيلا الفاخرة الخاصة به، يقبع المئات من المواطنين الذين جاهدوا في اشعال الثورة - سواء كانوا تابعين للتيار العلماني أو الإسلامي في السجون المكتظة" وفقا لتقرير بصحيفة الباييس الإسبانية للصحفي ريكاردو جونزاليس.
وأضاف: "في موسمها الخامس، أسدلت مسرحية محاكمة حسني مبارك الستار بقرار محكمة النقض بتبرئته نهائيا من تهمة قتل متظاهري 25 يناير".
وكانت نيابة شرق القاهرة الكلية قد قررت الإثنين الماضي إخلاء سبيل مبارك بعد انقضاء مدة الحبس الاحتياطى المقررة عليه، وسط تقارير أفادت أنه سيعود إلى فيلته بهليوبليس.
وأردفت الصحيفة الإسبانية: “ بعد إنجاز الثورة العظيم، عادت مصر مجددا إلى تجربة أكثر ديكتاتورية بقيادة جنرال آخر، هو الرئيس عبد الفتاح السيسي".
وكانت المحاكمة الأولى للرئيس المخلوع التي أثارت الجماهير وصنفت بمحاكمة القرن، قد أصدرت حكما ضد الرئيس المخلوع بالسجن المؤبد في اتهامات تتعلق بقتل أكثر من 800 متظاهر خلال 18 يوما استغرقتها الثورة التي أنهت ثلاثة عقود من حكم القبضة الحديدية.
بيد أن محكمة الاستئناف ألغت الحكم لاحقا وأمرت بإعادة المحاكمة، وفي المحاكمة الجديدة تمت تبرئة مبارك وعدد من مساعديه بما فيهم وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي.
ورأت الصحيفة الإسبانية أن جلسة براءة مبارك شهدت ظاهرة "ديجا فو" بين الجمهور، وهي الشعور بأنك عايشت لحظة ما سابقا، بعد فقدان الاهتمام بالمحاكمة التي امتدت سنوات طويلة.
وكان مبارك قد وصل جلسة الحسم الأخير على متن طائرة هيليكوبتر, وعاود نفي الاتهامات بإعطائه اوامر لقوات الأمن بمهاجمة المتظاهرين . وأعلن بنبره تحدٍ من على كرسيه المتحرك: " هذا لم يحدث" ليصرخ أنصاره بالهتاف في قاعة المحكمة.
وبالمقابل، استقبل اهالي ضحايا الانتفاضة الشعبية خبر براءة الديكتاتور
السابق بمرارة. وأعرب عثمان الحفناوي محامي عائلات الضحايا أسفه قائلا: " الحكم ليس عادلا، العدالة مسيسة".
وواصل تقرير الباييس: "لا أحد من الأفراد المرتبطين مع النظام القديم وراء القضبان، ما يراه المعارضون دليلا على أن أحداث صيف 2013 بقيادة السيسي كانت بمثابة ثورة مضادة".
وأدين مبارك فقط فقط بالسجن ثلاث سنوات مع نجليه في قضية فساد وقد قضى بالفعل مدة العقوبة، في فترات الحبس الاحتياطي، وكذلك جرى الإفراج عن نجليه علاء وجمال اللذين شوهدا في عدة مناسبات خلال الفترة الأخيرة وربما يكون ذلك نية لاتخاذ خطوة أخرى في تحسين صورة العائلة، بحسب الصحيفة.
ويعتقد الكثيرون من المحللين أن تأخر الإفراج عن مبارك كان لحسابات سياسية للرئيس عبدالفتاح السيسي خوفا من زيادة الاضطرابات بين الشعب الذي يعاني من أعراض أزمة اقتصادية كبرى، وفقا للصحيفة الإسبانية.
واستطرد التقرير: " الحكم الصادر من محكمة النقض نهائي ولا يمكن الطعن فيه
وبالتالي لا يمتلك النظام أي عذر لإبقاء مبارك تحت الاقامة الجبرية . هل
سيتجرأ السيسي على إطلاق سراحه هذه المرة؟"