لقاء السيسي وعباس.. هل يداوي طرد الرجوب ودعم دحلان؟
"توترت العلاقات بين محمود عباس والقاهرة، بعد منع أمين سر اللجنة المركزية لحركة (فتح) جبريل الرجوب من دخول مصر، لحضور اجتماع، ومغادرة الوفد الفلسطيني احتجاجا.. الاختلافات الرئيسية بين الطرفين تتعلق بالعلاقة الوطيدة بين الدولة العربية الأكثر تعدادا سكانيا ومحمد دحلان غريم الرئيس الفلسطيني".
جاء ذلك في سياق تقريرين بوكالة أنباء فرانس برس وصحيفة جيروزاليم بوست حول كواليس زيارة الرئيس الفلسطيني للقاهرة غدا الإثنين.
الوكالة الفرنسية ذكرت أن اللقاء يأتي في وقت تتسم فيه العلاقات بين الطرفين بالتوتر وقبل محادثات السلطة الفلسطينية مع دونالد ترامب في واشنطن.
ويلتقي الرئيس الفلسطيني مع ترامب في البيت الأبيض في أبريل المقبل.
ومن المقرر أيضا انعقاد القمة العربية في 29 مارس بالأردن ، ويتوقع أن تتطرق إليها مناقشات عباس مع السيسي.
الاجتماع يتزامن كذلك مع رغبة إدارة ترامب الخوض في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي يمتد لعقود، حيث أجرى أحد كبار مستشاري الرئيس الأمريكي محادثات مع كل من عباس ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي.
وعلاوة على ذلك، ذكرت تقارير أن العاهل الأردني الملك عبد الله سيلتقي ترامب في أبريل، كما أجرى الرئيس الفلسطيني مكالمة مع نتنياهو في وقت سابق هذا الشهر.
يذكر أن مصر والأردن هما الدولتان العربيتان الوحيدتان اللتان يرتبطان بمعاهدتي سلام مع إسرائيل، ومن المقرر أن تلعبا دورا رئيسيا في أي عملية سلام إقليمية.
وكان ترامب قد أثار الشكوك في سنوات من الجهود الدولية الرامية لرعاية حل الدولتين عندما التقى نتنياهو الشهر الماضي.
وفي هذا الاجتماع، كسر ترامب عقودا من السياسة الأمريكية حيث قال إنه ليس ملتزما بحل الدولتين، ومنفتح لحل يعتمد على دولة واحدة إذا كان ذلك يعني السلام.
وتابع التقرير: "توترت العلاقات بين عباس والقاهرة، حيث منعت أمين سر اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) جبريل الرجوب من دخول أراضيها لحضور اجتماع، وغادر الوفد الفلسطيني احتجاجا".
ومضى يقول: "التوتر يرتبط بجهود القاهرة لدعم محمد دحلان والمحاولة الفاشلة لعقد مؤتمر سلام إقليمي يضم إسرائيل".
وعارضت القيادات الفلسطينية مثل هذه القمة لأنهم يعتقدون أن نتنياهو ليس جادًا بشأن السلام.
وفي ذات السياق، رأت صحيفة جيروزاليم بوست أن اجتماع عباس مع الرئيس السيسي في القاهرة يأتي في إطار جهود التصالح بينهما.
وأردفت: “الاختلافات بينهم على مدى العام الماضي أدى إلى تدهور العلاقات بين رام الله والقاهرة، وتراكمت الخلافات حتى وصلت إلى منع مسؤول فتح البارز جبريل الرجوب من دخول العاصمة المصرية".
وبحسب جيروزاليم بوست، فإن الاختلافات الرئيسية بين القائدين المصري والفلسطيني تتعلق بالعلاقة الوطيدة بين غريم عباس محمد دحلان بمصر، والقرار المصري بسحب مشروع قرار في مجلس الأمن يدين المستوطنات الإسرائيلية، والتنسيق بين القاهرة وتل أبيب في عملية السلام دون الأخذ في الاعتبار القيادة الفلسطينية.
ونقلت جيروزاليم بوست ، عن غسان الخطيب نائب رئيس جامعة بيرزيت قوله: “أعتقد أن الاجتماع سوف يخفف التوتر بين الزعيمين، لكنني لست متيقنا إلى متى سيمتد ذلك".
وربما يختار عباس والسيسي تجاهل الاختلافات المؤكدة، والتركيز على هواجس الاهتمام المشتركة والتي تتضمن تنسيق موقفهما قبل الاجتماع مع إدارة ترامب بحسب الخطيب.
ويتوقع أن يلتقي السيسي مع ترامب أوائل أبريل، قبل 15 يوما من لقاء عباس والرئيس الأمريكي.
ونوه ترامب إلى خطة إقليمية لحلحلة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والتي تضم نظريا مصر والسلطة الفلسطينية وعدد من الحلفاء الإقليميين.
وتحدث الرئيس الأمريكي أثناء مؤتمر صحفي مع نتنياهو عن رغبته في إبرام اتفاق أكبر حجما وأهمية يضم العديد من البلدان ويغطي مناطق واسعة النطاق.
المرة الأخيرة التي التقى فيها السيسي وعباس كانت في القمة الإفريقية بأديس أبابا أواخر يناير.