محلل إسرائيلي: لهذا صمت عباس والسيسي وعبد الله على اغتيال فقهاء
تحت عنوان "الصمت العربي على اغتيال فقهاء" تناول الصحفي الإسرائيلي "يوني بن مناحيم" محلل الشئون العربية، في مقال نشره مركز القدس للشئون العامة والسياسية، ما اعتبرها أسبابا جوهرية لصمت الرئيسين الفلسطيني والمصري والملك الأردني على اغتيال الشهيد مازن فقهاء القيادي بالجناح العسكري لحماس بقطاع غزة الجمعة الماضية.
إلى نص المقال..
تلتزم قيادة السلطة الفلسطينية بصمت مطبق في كل ما يتعلق باغتيال المخرب مازن فقهاء بقطاع غزة، ولم تستنكر العملية، بينما يغلي قادة حركة حماس من الغضب، ويحملون إسرائيل المسئولية ويهددون بالانتقام. ببساطة يتجاهل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ما يجري بقطاع غزة، وكأنه لا يمت بصلة للسلطة الفلسطينية.
بالإضافة إلى أن المسئول الفلسطيني الوحيد من السلطة الفلسطينية الذي تطرق لاغتيال مازن فقهاء كان رئيس المخابرات العامة الفلسطينية ماجد فرج، الذي تقول حماس إنه مقرب من جهاز الشاباك الإسرائيلي ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA.
في حديث أدلى به في 25 مارس لصحيفة "دير شبيجل" الألمانية قال الجنرال فرج إن رجاله لن يسمحوا لحماس بالرد على الاغتيال من أراضي الضفة الغربية.
وأكد على وجود تنسيق أمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل للحيلولة دون حدوث مثل هذا الرد من داخل الضفة، وأن هذا التنسيق راسخ في اتفاقات أوسلو. في الشارع الفلسطيني هناك غضب حيال صمت زعماء السلطة الفلسطينية وتحديدا محمود عباس الذي كان يفترض أن يمثل كل الفلسطينيين كونه رئيسا لمنظمة التحرير.
تزعم المعارضة الفلسطينية أن محمود عباس، يتعامل وكأن قطاع غزة دولة منفصلة غير مرتبطة بالضفة. وتقول إنه رغم حدوث انتهاك واضح للسيادة الفلسطينية بقطاع غزة، يفضل الرئيس عباس دفن رأسه في الرمال لحين انتهاء الغضب.
تفسر عناصر مسئولة في حركة فتح تصرف عباس بأنه يخشى رد الرئيس الأمريكي الجديد ترامب. ويقولون إن عباس وحال أدان اغتيال مازن فقهاء، فسوف تستغل إسرائيل ذلك في الحال لتحريض الرئيس ترامب ضده، وإظهاره كما لو كان يدعم إرهاب حماس.
لذلك، يفضل محمود عباس التزام الصمت، فيما يخشى أن تستغل حماس خلاياها "النائمة" في أراضي الضفة لتنفيذ هجوم انتقامي ضد إسرائيل، الأمر الذي يقدم السلطة الفلسطينية كعاجزة عن منع الإرهاب. لذلك كانت توجيهاته لأجهزة الأمن الفلسطيني بالضفة لمنع هجمات حماس انطلاقا من الضفة بأي ثمن، وتنسيق عمليات مكافحة الإرهاب إلى أقصى حد مع عناصر الأمن الإسرائيلي.
يعرف رئيس السلطة الفلسطينية جيدا ماهية الجناح العسكري لحماس الذي كان مازن فقهاء من زعمائه. هو الجناح نفسه الذي طرد عام 2007 السلطة الفلسطينية من قطاع غزة بقوة السلاح، وألقى نشطاء فتح من فوق أسطح المنازل، وحاول إسقاط نظامه في رام الله مرتين منذ ذلك الوقت.
كان الشاباك الإسرائيلي هو الذي كشف الشبكتين الكبرتين التي أقامتهما حماس بالضفة لتنفيذ المهمة. لذلك فإن أحدا في قيادة فتح لا يذرف دمعة واحدة على موت مازن فقهاء، الذي ومثلما أعد لنشاطات إرهابية ضد إسرائيل بالضفة، كان يعد العمليات نفسها ضد السلطة الفلسطينية.
كذلك تلتزم مصر والأردن الصمت، ولا تدينان اغتيال فقهاء. هم أيضا يدركون جيدا ماهية حركة حماس، يدور الحديث عن الحركة الإبنة لجماعة "الإخوان المسلمين" المصنفة في مصر كتنظيم إرهابي. لذلك بالنسبة لمصر، كان مازن فقهاء إرهابيا بكل معاني الكلمة.
يتهم نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي حماس، رغم التقارب الأخير الحادث بينهما، بالتعاون مع داعش و"الإخوان المسلمين" في مصر في تنفيذ عمليات إرهابية ضد النظام. النموذج الأبرز على ذلك هو مشاركة حركة حماس في اغتيال النائب العام المصري هشام بركات قبل عامين.
في الأردن، جماعة "الإخوان المسلمين" ليست مصنفة كتنظيم إرهابي، لكنها حركة معارضة قوية للغاية، تعمل سرا ضد النظام الملكي. لذلك، يمكن الافتراض أن الرئيس السيسي والملك الأردني يرحبان في أعماق قلبيهما باغتيال فقهاء، فهما يلتزمان الصمت تماما مثل محمود عباس.
في هذه الفترة التي جاء فيها رئيس أمريكي جديد، هدفه الجوهري الحرب على إرهاب الإسلام المتشدد، يمكن أن تضر الإدانة فقط التي هي بمثابة "كلام في الهواء" بمصالح الدول التي يتوقع أن تكون أعضاء في الائتلاف الجديد الذي يشكله ترامب ضد الإرهاب الإسلامي. لذلك كما قيل الصمت حكمة.