إندبندنت:
بعد تهنئته بنتائج الاستفتاء.. ترامب يصادق على دكتاتورية أردوغان
ربما يكون ذلك أكثر شيء صادم يفعله ترامب على الإطلاق. إنه يهنئ ديكتاتورًا على الاقتراب من فرض سيطرته الكاملة على البلاد.
كانت تلك واحدة من التعليقات التي غرّد بها رواد موقع التدوينات المصغرة "تويتر" على التهنئة التي قدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنظيره التركي رجب طيب أردوغان على فوزه في استفتاء أمس الأول الأحد الذي يُنظر إليه على أنه يسير بتركيا في طريق الاستبداد.
وذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية أن ترامب واجه سيلاً من الانتقادات الشديد في أعقاب تلك الخطوة، قائلة إنها تتناقض مع القلق الذي سيطر على قادة الدول الأوروبية ممن أشاروا إلى أن نتائج التصويت (51.4% لصالح التعديلات الدستورية) تكشف انقسامًا عميقًا في المجتمع التركي.
ونقلت الصحيفة ما غرد به إيفان ماكمولين، الجمهوري السابق الذي خاض سباق الرئاسة كمرشح مستقل منافس لـ ترامب في انتخابات السنة الماضية، على "تويتر":" الرئيس الأمريكي لا ينبغي أبدًا أن يدعم انتزاع سلطة من جانب ديكتاتور أجنبي. فهذا التلميح البسيط من الممكن أن يقوض الحريات هنا وفي الخارج."
وكتب حساب آخر باسم ماكس فيشر، على "تويتر" قائلا:" حتى بعد كل شيء، يبدو هذا شيئا صاعقا؛ فتهنئة الاستبداد رسميا وعلينا شيء صاعق حقا."
وذكرت الصحيفة أن ترامب تجاهل مخاوف مجموعات المراقبة الدولية، وهنأ نظيره التركي في مكالمة هاتفية، على فوزه بنتائج استفتاء الأحد الذي يمنحه سلطات جديد كاسحة دون رقابة.
وأوضحت الصحيفة أن ترامب أقدم على تلك الخطوة برغم احتجاجات من أحزاب المعارضة التركية، ومجموعات المراقبة الدولية، بما فيها وزارة الخارجية الأمريكية، على الخروقات التي شابت عملية الاقتراع.
ويقول منتقدون إن الإصلاحات الدستورية الممنوحة لـ أردوغان ستمنح صلاحيات واسعة لرجل مستبد في الأساس، دون تقييد أو رقابة تّذكر.
ويحق للرئيس التركي، بموجب الإصلاحات الدستورية، أن يعين الوزراء وكبار المسؤولين الحكوميين، وأن يصدر القرارات ويعلن حالة الطوارئ.
كان رجب طيب أردوغان قد صرح بأنه سيوافق على تطبيق عقوبة الإعدام حال فوزه في الاستفتاء، أو حتى إذا ما عرض عليه مشروع قانون عبر البرلمان، وهو ما سيطيح بآمال الأتراك في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
كان أردوغان قد رفض انتقاد المراقبين الدوليين الذين قالوا إن فوزه كان وراءه "حملة غير متكافئة". وقال لمنتقديه "الزموا حدودكم".
وقالت اللجنة المشرفة على الاستفتاء إنه سار بحسب القواعد وكان صحيحًا، بالرغم من ادعاءات المعارضة بحدوث بعض الانتهاكات.
وقالت منظمة الأمن والتعاون الأوروبي إن التصويت تم "بطريقة جيدة" ولكنها انتقدت مسار الحملة، ورأت أن طرفًا واحدًا فيها كان لديه إمكانات أكبر من الطرف الثاني.
كان البيت الأبيض قد ذكر في بيان أن الرئيس ترامب ناقش مع نظيره التركي "الضربة الأمريكية ردا على استعمال النظام السوري للأسلحة الكيمياوية في الـ4 من أبريل".
وأضاف البيان أن الزعيمين "متفقان على ضرورة محاسبة الرئيس السوري"، وناقشا الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية.
ومددت تركيا الاثنين حالة الطوارئ لفترة ثلاثة أشهر أخرى. وكان من المفترض أن تنتهي فترة حالة الطوارئ السابقة - التي بدأ العمل بها عقب فشل الانقلاب في يوليو - بعد يومين.