محلل إسرائيلي: داعش يعوق السيسي عن استعادة أمجاد مصر
قال "آساف جبور" المحلل الإسرائيلي للشئون العربية: إن تنظيم داعش يمثل مصدر إزعاج كبير للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي كلما حاول تجاوز الأوضاع الاقتصادية السيئة وانهيار السياحة، أعاده التنظيم مجددًا للمربع رقم صفر، وأعاقه عن إعادة مصر لأيام عظمتها وأمجادها. على حد قوله.
وتحت عنوان "الهجوم في سيناء: داعش- الإزعاج القومي لمصر"، اعتبر "جبور" في مقاله بموقع "nrg” أن تنفيذ التنظيم هجومًا بالقرب من دير سانت كاترين يحمل في طياته إشارة إلى أنه عاد لأسلوبه القديم، استهداف الأقليات، والمواقع السياحية.
إلى نص المقال..
أدى الهجوم الذي نفذه مسلحو تنظيم داعش أمس الأول (الثلاثاء) في سانت كاترين إلى مقتل ضابط وإصابة أربعة جنود. الثمن، وأيًا كان فادحًا بالنسبة للمصريين، فإنه يعتبر معقولًا تمامًا مقارنة بما دفعته مصر حتى الآن في حربها ضد التنظيمات الإرهابية بشبه جزيرة سيناء.
لكن وبعكس الخسائر الكثيرة التي تكبدها الجيش المصري في منطقة رفح والشيخ زويد بشمال سيناء، فإن دير سنات كاترين قصة أخرى تشير ربما إلى اتجاه جديد- قديم عاد إليه ناشطو تنظيم داعش: التركيز على البؤر السياحية والأقليات المصرية.
رغم تصريحات الرئيس المصري، ينجح تنظيم داعش في تحدي قوات الجيش، والشرطة والاستخبارات المصرية. هجوم دير سانت كاترين هو الهجوم الثالث خلال 10 أيام الذي يستهدف الأقلية المسيحية. كان الهجومان السابقان في طنطا والإسكندرية أكثر فتكا وقتل فيهما ما يزيد عن 45 شخصًا. كذلك جاء استهداف الدير بجنوب سيناء قبل 10 أيام من الزيارة المرتقبة لبابا الفاتيكان فرانسيس للقاهرة.
أدت الهجمات ضد الأقلية المسيحية التي تشكل 10% من سكان مصر، لإعلان الرئيس المصري حالة الطوارئ في البلاد، وهو الإعلان الذي نال تأييد البرلمان وانتشرت في أعقابه الكثير من قوات الأمن في أنحاء مصر لمنع وقوع هجمات جديدة.
حتى قبل الهجمات ضد الكنائس في أنحاء مصر، اضطرت عوائل مسيحية عاشت في شمال سيناء لمغادرة منازلها والفرار، بعد وقوع سلسلة أعمال قتل على خلفية دينية. نزحوا للجنوب على أمل أن يستطيعوا العيش في أمان بفضل القرب من الأماكن السياحية.
منذ قرابة 6 سنوات يخوض عبد الفتاح السيسي صراعًا ضد خلايا الإرهاب، التي تبلورت بمرور الوقت تحت أجنحة تنظيم داعش. بدأ صراعه الشخصي عندما كان في الجيش مسئولاً عن قطاع سيناء قبل وصوله للرئاسة. اعتاد الرؤساء السابقون له حسني مبارك ومحمد مرسي بشكل عام تجاهل الفناء الخلفي- سيناء. حيث سمحا للبدو بالعمل بحرية في تجارة المخدرات والسلاح والبشر، وفي وقت لاحق الانضمام للتنظيمات الإرهابية الدولية، القاعدة وادعش. كان يكفي حسني مبارك أن تكون منطقة جنوب سيناء مؤمنة والتي تضم البؤر السياحية وكذلك القصر الفخم الذي كان دائم الذهاب إليه في الصيف.
ورث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دولة في أزمة اقتصادية عميقة، أضرت الثورتين اللتين شهدتهما البلاد، إضافة لزعزعة الوضع الأمني الخزينة المصرية المتناقصة. واختفت السياحة تماما، بعدما كانت تدخل لمصر أكثر من 10 مليارات دولار سنويًا ويعمل بها 7 ملايين شخص في الدوائر المختلفة، خشي السياح الوصول إلى بلد النيل حيث الأهرامات والفراعنة، وفضلوا في البداية سيناء المنعزلة.
لكن هنا بدأ جناح داعش في سيناء تنفيذ عمليات إرهابية ضد المواقع السياحية، أصبحت الفنادق خاوية، بل أغلق بعضها أبوابه. كان المسمار الأخير في نعش السياحة المصرية هو إسقاط الطائرة الروسية في نوفمبر 2015 على يد داعش بسيناء. بعدها أوقفت روسيا وتبعتها دول أخرى رحلاتها لمصر، وأعلنت في الحقيقة أن الإرهاب هزم مصر.
بدأ السيسي عملية كسح عميقة لمواجهة الإرهاب بسيناء ونجح في إعادة الاستقرار جزئيًا ما أعاد السياح. عادت ألمانيا وروسيا ودول أوروبية أخرى لبيع حزمها السياحية لمصر وأعادت الرحلات للقاهرة.
بشكل مواز، وضع الرئيس عددًا من الخطط الاقتصادية التي تهدف لإخراج مصر من المستنقع: اتفاقات تجارة مع دول أوروبية، وأدّت لقاءاته في الصين، والهند وإثيوبيا، والولايات المتحدة وروسيا لتوقيع اتفاقات تجارة ومشروعات بقيمة مليارات الدولارات.
يمثل مسلحو داعش في سيناء إزعاجا كبيرا في طريق عبد الفتاح السيسي لإعادة مصر إلى أمجادها. يريد الرئيس أن ينشغل بمسائل التطور الاقتصادي والنفوذ الإقليمي، وليس بهجوم جديد لأصحاب الريات السوداء.