فاينانشيال تايمز: بعد هجوم الشانزليزيه.. زلزال سياسي يهز فرنسا

كتب: محمد البرقوقي

فى: صحافة أجنبية

18:08 21 أبريل 2017

اغتيال شرطي في هجوم إرهابي يلقي بظلاله على اليوم الأخير من الجولة الأولى للحملة الانتخابية الرئاسية الفرنسية في الوقت الذي يناقش فيه المرشحون وضع فرنسا في نظام التنقل الحر داخل الاتحاد الأوروبي، ودور الإسلام في البلد الأوروبي.

 

هكذا عقبت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية على واقعة إطلاق النار التي هزت شارع الشانزليزيه بقلب العاصمة الفرنسية باريس مساء أمس الخميس والتي أسفرت عن مقتل شرطي وإصابة اثنين آخرين وسائحة أجنبية بجروح طفيفة.

 

وذكرت الصحيفة أن تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” أعلن مسؤوليته عن الهجوم عبر وكالة “اعماق” المحسوبة على التنظيم الإرهابي، مضيفا أن منفذ الهجوم مسلح يُدعى ابو يوسف البلجيكي، لكن التنظيم لم يقدم مع ذلك ما يفيد صحة مزاعمه.

 

وأكد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أن حادث إطلاق النار فى شارع الشانزليزيه بفرنسا سيكون له تأثير كبير على الانتخابات الرئاسية الفرنسية.

 

وغرد ترامب عبر حسابه على موقع التدوينات الصغيرة "تويتر": "هجوم إرهابى آخر فى باريس.. سيكون له تأثير كبير على الانتخابات الرئاسية".

 

وتابع :” يثير تكهنات بإمكانية أن يتحول الناخبون إلى اليمين في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية والمقرر لها الأحد.”

 

واستغلت ماريان لوبان، مرشحة اليمين المتطرف في الانتخابات الفرنسية الهجوم لتكثف دعواتها بضرورة وقف موجة الهجرة بهدف إبعاد الإرهابيين عن فرنسا، قائلة إن فرنسا كانت " ساذجة" لسماحها بدخول الكثير جدا من الأجانب لأراضيها

 

وفي أعقاب الهجوم، أعلن ثلاثة مرشحين إلغاء لقاءاتهم الأخيرة المقررة قبل نهاية الحملة الرسمية منتصف ليل الجمعة، وهم بجانب لوبان، مرشح يمين الوسط فرانسوا فيون، ومرشح الوسط إيمانويل ماكرون.

 

وأكد فيون الذي تخلف عن لو بان في استطلاعات الرأي الأخيرة ضرورة الإسراع في استعادة السيطرة على الحدود الفرنسية، متعهدا بإعادة التفاوض حول معاهدة "شنغن".

وأضاف فيون:” نحن في حالة حرب، ولا يوجد بديل آخر. فإما نحن أو هم.”

 

أما إيمانويل ماكرون، الذي كان يركز على النهوض بالوضع الاقتصادي في برنامج الانتخابي، قبل أن يتحول، بعد الهجوم، إلى الحديث عن تأسيس قوة مهام لتنسيق الجهود الاستخباراتية ضد "داعش".

 

وخلال الحملات الانتخابية، كان موضوع الأمن ومكافحة الاٍرهاب حاضرا في تجمعات المرشحين وتصريحاتهم، وقد وعدوا برفع موازنة الأجهزة الأمنية، وقدّموا مقترحات لطمأنة الناخبين.

 

ويتصدر إيمانويل ماكرون استطلاعات الرأي الأخيرة بنسبة 24%، تلته لوبان بنسبة 22.5%، ثم فيون في المركز الثالث بنسبة 19.5%، وأخيرا جان-لوك ميلانشون، مرشح أقصى اليسار في المركز الرابع بنسبة 18.5%.

 

وأعلن تنظيم داعش الإرهابى مسئوليته عن هذا الهجوم، زاعما أن منفذ الاعتداء يدعى أبو يوسف البلچيكى، فيما أعلنت الداخلية الفرنسية أنها تلقت مذكرة بحث من السلطات البلجيكية عن مشتبه به ثانى ربما يكون على صلة بهجوم الشانزليزيه.

 

وقالت مصادر مقربة من التحقيق أن المعتدي فرنسي في التاسعة والثلاثين من عمره كان يخضع لتحقيق جهاز مكافحة الإرهاب، ولم يتضح إن كان الرجل نفسه الذي نشر التنظيم اسمه. وأفادت المصادر أن الرجل كان يخضع للتحقيق بعد أن أعرب عن نيته قتل شرطيين وأوقف في الـ 23 من فبراير الماضي ثم أفرج عنه لعدم كفاية الأدلة. وكان منفذ الهجوم قد حكم عليه في العام 2005 بالسجن لنحو 15 سنة لمحاولة قتل شرطي وطالب وأخيه في منطقة باريس.

 

وتفرض فرنسا حالة الطوارئ منذ عام 2015 وقد شهدت سلسلة من هجمات نفذها إسلاميون متشددون معظمهم شبان نشأوا في فرنسا وبلجيكا وتسببت في سقوط أكثر من 230 قتيلا في العامين الأخيرين.

 

لمطالعة النص الأصلي

 

اعلان