بمشاركة مصر والسعودية وإسرائيل.. هل يشكل ترامب «ناتو» شرق أوسطي؟
"تحالُفنا مع (إسرائيل) هو حجر الأساس للتعاون في بناء معماري أمني أوسع تشمل التعاون مع مصر والأردن والسعودية وشركائنا في دول الخليج. هدفي هو تعزيز شراكتنا في المنطقة من أجل ردع وهزيمة التهديدات".
جاء ذلك على لسان زير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس خلال محادثات أجراها مع وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان الجمعة الماضية في مقر وزارة الدفاع بتل أبيب، وذلك في إطار جولة بالمنطقة شملت السعودية ومصر.
موقع مجلة "إسرائيل ديفينس" العبرية المتخصصة في التحليلات الأمنية والعسكرية، تساءل ما إن كان خلف تصريحات "ماتيس" نية لتشكيل تحالف أمني شرق أوسطي على غرار حلف الناتو.
وقال الموقع في تحليله المنشور الأربعاء 26 أبريل:”لماذا تحديدا تحدث ماتيس عن معمارية إقليمية لهزيمة التهديدات؟. في إسرائيل يلتزمون الصمت، ولا يتوسعون أبعد من تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزراء آخرين خلال السنوات الماضية حول الوضع الممتاز لإسرائيل في المنطقة، وعمليات التعاون التي لا يمكن الحديث عنها".
لكن، لإقامة مثل هذه المعمارية الأمنية الإقليمية بهدف ردع وهزيمة التهديدات يجب أن يكون هناك تعاون عسكري، وتكنولوجي واستخباري. التهديد الذي قصده ماتيس هو على ما يبدو النووي الإيراني والإرهاب الذي تنشره إيران. ومعه، تقف الدول السنية وإسرائيل.
على المستوى العسكري- والكلام للموقع- يتطلب مثل هذا التحالف تدريبات مشتركة. أقلها على مستوى القادة الذين سيضطرون حال اندلاع حرب مع إيران لرؤية تقييم مشترك للوضع الخاص بالنشاطات الإيرانية وقوات التحالف الإقليمي في المقابل. تحالف كهذا يتطلب أيضا قدرة على نقل قوات الثقل بسرعة في أنحاء الشرق الأوسط والخليج العربي بهدف هزيمة إيران، وهو ما يتطلب تنسيقا وتدريبات.
على المستوى الاستخباري، مثل هذا التحالف بحاجة لمشاركة المعلومات على المستوى الإستراتيجي وحتى على المستوى التكتيكي. أي ميزة في مثل هذا التحالف إذا لم يكن بالإمكان الاستفادة من تقاسم القدرات? هل يعني ذلك أن تعمل عناصر استخبارات إسرائيلية وعناصر استخبارات من دول التحالف الأخرى معا؟ يتشاركون المعلومات والمصادر؟ ينفذون عمليات مشتركة؟. يتسائل الموقع الأمني الإسرائيلي.
ويضيف:"على المستوى التكنولوجي، يتطلب مثل هذا التحالف، بما في ذلك، "دمج" قدرات الدفاع الجوي معا في نسيج واحد من أنظمة الرادارات وإطلاق الصواريخ لضمان الحماية من الصواريخ النووية الإيرانية بقدر الإمكان”.
"كون الولايات المتحدة شريكا في تطوير أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي وقد باعت أيضا لدول التحالف الأخرى أنظمة دفاعية خاصة بها، فإن الدمج الفني أمر ممكن. سؤال واحد في هذا السياق هو كيفية دمج أنظمة دفاع روسية في هذا النسيج. فقد اشترت مصر بحسب تقارير أنظمة S-300 وتهتم السعودية بـS-400. هذا سؤال مفتوح”، زاد "إسرائيل ديفينس".
وتابع الموقع :”على مستوى تكنولوجي آخر، سوف يتطلب تحالف كهذا أنظمة قيادة وسيطرة مشتركة- متعددة الأذرع- وكذا أنظمة قتال مشتركة لساحات المعارك. من الناحية التقنية، هذا أمر ممكن، السؤال هو إلى أين تريد الولايات المتحدة أن تأخذ هذه المعمارية الإقليمية؟ إلى حالة مناورات مشتركة في الشرق الأوسط؟ لا يبدو الأمر واضحا”.
يُطرح سؤال آخر، كيف لمثل هذا التحالف أن يتكامل مع التحالف السعودي الذي أقامته الرياض؟ هل تربط الولايات المتحدة بين المبادرتين؟. على ما ذكره الموقع الإسرائيلي.
ويختم "إسرائيل ديفينس" بالقول:”ليس هناك من شك في أن كلام ماتيس، علاوة على الكلام المتسم بالتحفظ من قبل مسئولين بحكومة إسرائيل خلال السنوات الماضية، يعكس أن هناك تعاونا إقليميا ما جاريا بالفعل. ما هي طبيعته؟ ما أهدافه؟ ما هي مصداقيته خلال الحرب أمام إيران؟ كل هذه أسئلة مفتوحة يتعين توجيهها للحكومة الإسرائيلية. في إسرائيل ما زالوا يلتزمون بالصمت في هذا السياق".