لعنة كلينتون تطارد جيمس كومي
بات جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي في ورطة حقيقية بعد أن اتضح عدم دقة شهادته بشأن الرسائل الإلكترونية لهوما عابدين مساعدة وزيرة الخارجية السابقة والمرشحة الديمقراطية الخاسرة هيلاري كلينتون.
واتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارا بإقالة جيمس كومي من منصبه، رغم أنه كان أحد العوامل التي أطاحت بغريمته هيلاري كلينتون من سباق الرئاسة.
موقع التحقيقات الاستقصائية "بروبابليكا" أورد القصة الكاملة، حيث أشار إلى أن "إف بي آي" لم يقرر بعد كيف يصلح خطأ مديره الذي زعم أن عابدين أرسلت مئات الآلاف من رسائل كلينتون الإلكترونية إلى جهاز كمبيوتر يخص زوجها عضو الكونجرس السابق أنتوني وينر.
وكان جيمس كومي قد احتل صدارة مانشيتات الأخبار الأسبوع الماضي بشهادته الدرامية أمام لجنة قضائية بمجلس الشيوخ لتبرير قراره "المؤلم بشدة" بالإعلان عن العثور على رسائل كلينتون في جهاز لاب توب أنتوي وينر.
وأفاد الموقع أن الأكثر إثارة للدهشة في شهادة كومي هو ادعاؤه بأن عابدين مارست على "نحو معتاد" نقل "مئات الآلاف"من رسائل كلينتون إلى "لابتوب" زوجها, بعضها يحتوي على "معلومات سرية"، على حد قوله.
وشهد كومي أن عابدين فعلت ذلك وطلبت من زوجها طباعة الرسائل من أجل هيلاري كلينتون.
يذكر أن جهاز اللابتوب الخاص بعضو الكونجرس السابق جرت مصادرته إثر تحقيقات جنائية في جرائم جنسية في أعقاب تقرير إعلامي حول علاقته على الإنترنت مع مراهقة.
صحيفة نيويورك بوست وضعت صورة وينر مرتديا سراولا داخليا مع مانشيت: “هوما أرسلت إلى وينر إيميلات سرية خاصة بكلينتون لطباعتها".
صحيفة ديلي نيوز قالت :”خطيئة هوما: أرسلت إيميلات سرية إلى المهووس بالجنس وينر".
لكثير مما تفوه به جيمس كومي اتضح أنه يفتقد الصحة، ويحاول مكتب التحقيقات الفيدرالي الخروج من المأزق.
واعترف مسؤولو إف بي آي سرًا أن كومي بالغ فيما فعلته هوما عابدين، وفي حجم الرسائل التي أرسلتها.
الإثنين، ذكرت تقارير أن إف بي آي يتأهب لتصحيح الخطأ من خلال رسالة للكونجرس، لكن ثمة ارتباك بشأن الأمر.
ونقل بروبابليكا عن مصدرين مطلعين قولهما إن عابدين أرسلت فقط حفنة من الرسائل إلى زوجها لطباعتها وليس "مئات الآلاف" كما قال كومي.
وعلاوة على ذلك، أفاد المصدران أن عابدين لم تفعل ذلك بشكل منتظم.
ولفت مسؤولون آخرون أنه من المرجح أن معظم هذه الرسائل الإلكترونية ذهبت لكمبيوتر وينر كنتيجة لعملية "نسخ احتياطي" من هاتفها البلاكبيري.
وفي 28 أكتوبر، قبل أيام معدودة من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، اتخذ كومي قرارا بالإعلان عن العثور على رسائل كلينتون في جهاز وينر.
وف حوار أجرته كلينتون مؤخرا مع المذيعة الشهيرة كريستيان أمانبور بشبكة سي إن إن تطرقت إلى التحول الجذري في حظوظها الانتخابية بسبب تصرفات جيمس كومي قائلة: لو حدثت الانتخابات في 27 أكتوبر كنت سأكون الرئيسة، لقد كنت المرشحة التي ستفوز، وصاحبة المسؤولية، والفائزة في استطلاعات الرأي".
واستدركت وزيرة الخارجية السابقة :" لكن تجمعت ضدي مجموعة عوامل، أبرزها خطاب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي إلى الكونجرس في 28 أكتوبرـ وتسريبات ويكيليكس، بما أثار الشك في نفوس الأشخاص الذين كانوا سيصوتون لصالحي".
وفي 29 أكتوبر الماضي، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن المستجدات تسببت في شعور حملة كلينتون بحالة من الغضب والتشوش لا سيما وأنها تصب في صالح غريمها دونالد ترامب، وتعزز ادعاءاته، وتمثل إنقاذا له بعد موجة من الانشقاقات من الحزب الجمهوري ومواقفه المثيرة للجدل.
وقالت المرشحة الديمقراطية في مؤتمر صحفي آنذاك "نطالب إف بي آي بإخراج كل المعلومات التي لديه".
أما ترامب، المرشح الجمهوري في ذلك الوقت، فقد استغل الفرصة حشد انتخابي بنيو هامبشاير قائلا: "ربما أخيرا ستتحقق العدالة"، وردد مؤيدوه هتافات "اسجنها.. اسجنها".