بحسب طبيب بـ«الصليب اﻷحمر»..

المضربون عن الطعام.. ماذا يحدث ﻷجسامهم؟

كتب: جبريل محمد

فى: صحافة أجنبية

14:43 17 مايو 2017

دخل مئات الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية اليوم اﻷربعاء، شهرهم الثاني من الإضراب عن الطعام.

 

ويقود الزعيم الفلسطينى والسجين البارز "مروان البرغوثي" حوالى 840 فلسطينيا فى إضراب مفتوح عن الطعام بدأ يوم 17 أبريل الماضي، وفقا لما ذكرته مصلحة السجون الإسرائيلية.

 

وتحدثت وكالة "فرانس برس" مع "زيراتزيون حشال" من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، و أحد الأجانب القلائل الذين تمكنوا من الوصول إلى السجناء المضربين في إطار مراقبة المنظمة للظروف في السجون الإسرائيلية.

 

وزار الطبيب عددا من المضربين السابقين عن الطعام، وأوضح للوكالة ما يحدث للأشخاص الذين يعيشون على المياه وبعض الملح فقط.

 

وقال حشال: المضربون يشعرون فقط بالجوع الشديد لمدة يومين أو ثلاثة أيام، وخلال تلك الفترة الجسم يبحث عن الطعام بصورة يائسة، مما يؤدي إلى آلام حادة في المعدة.

 

ولكن بعد 3 أيام من اﻹضراب، ترسل المعدة إشارات للمخ بأنه لا يوجد طعام، وهو يتقبل هذا اﻷمر.. ثم تزول آلام المعدة. يضيف الطبيب.

 

وبدلاً من البحث عن طعام جديد، يبدأ الجسم في التغذي على احتياطيات الدهون بداخله.

 

وبعد أكثر من شهر، واستهلاك جميع احتياطيات الدهون، يبدأ الجسم في التغذي على البروتينات بداخله، وهذا يعني العضلات، وفي وقت لاحق يصل حتى الأعضاء الداخلية، إلا أن الجسم يحاول تجنيب الدماغ، والكبد، والكلى، والقلب.

 

وأوضح حشال:" في اﻹضراب عن الطعام اﻷشخاص يأكلون أنفسهم، وفي أول أسبوعين، يمكن للتغيرات الهرمونية أن تجعل المضربين هادئين بشكل غريب، وحتى سعداء.

 

وتابع:" الناس عادة ما تكون مبتهجة، بسبب التغيرات الهرمونية، وعندما تتحدث معهم تجد معنوياتهم مرتفعة.. هم لا يشعرون كثيرًا بالألم ﻷنها تأتي في وقت لاحق".

 

وبعد أسبوعين، المشاكل تظهر، مثل الدوخة، وآلام المفاصل، والصداع.

 

وفي الأسبوع الثالث أو الرابع، عادة ما يتقيأ المضربون بشكل لا يمكن السيطرة عليه، ويصل لعدة مرات في اليوم لمدة ثلاثة إلى أربعة أيام، ويرجع ذلك في جزء كبير منه إلى تدهور التوازن الطبيعي للجسم.. وفي كل مرة يشربون يمكن أن يحدث قيء.

 

وفي هذه المرحلة يصبحون متعبين، وغير مبالين، ويريدون النوم، ولا يريدون التحدث كثيرًا.. وتظهر أعراض الاكتئاب، والنوم في هذه المرحلة يكون أمرًا نادرًا، وفي كثير من الأحيان لا يحدث أكثر من بضع ساعات في اليوم.

 

وأضاف : "ألم المفاصل يجعل النوم أمرا مستبعدا فهو لا يأتي أبدًا .. كل يوم ينامون عدد ساعات أقل".

 

وقال حشال: بعد فقدان 10 % من وزن الجسم يتعين على المضربين إجراء فحوصات طبية منتظمة، ولكن بعد ما يقرب من 30 يوما، المخاطر تزيد بشكل ملحوظ".

 

وبعد 30 يوما المدة التي وصل إليها الأسرى الفلسطينيون، غالبا ما يكونون فقدوا ما بين 18 و 20 % من وزن الجسم، وهذا يعني ضرورة دخولهم المستشفى.

 

وهذا يمكن أن يمثل ﻹسرائيل تحديًا لوجستيًا، ويسمح القانون الإسرائيلي لإطعام المضربين الذين تتعرض حياتهم للخطر، رغم أن الهيئات الطبية في البلاد ترفضه.

 

وبعد حوالي 50 يوما تصبح المخاطر حادة.

 

ويشعر المضربون بالدوخة الشديدة، ويعانون من حركة العين غير المنضبط، ويمكن أن تتباطأ نبضات القلب.

 

ويمكن للبول أن يكون عميقًا، وفي بعض الحالات يتوقف تماما، مما يشير إلى الفشل الكلوي المحتمل.

 

وعادة ما يكون المضربون فقدوا حوالي 30٪ من وزن الجسم، و تآكلت العضلات، ولم تعد قادرة على دعم هياكلها العظمية، مما يجعل الوقوف مستحيلا.

 

وقال حشال:" من ذلك الحين نتوقع مضاعفات خطيرة مثل فشل اﻷجهزة وحتى الموت".

 

الموت هو عادة نتيجة لسكتة قلبية، ولكن التوقيت الدقيق من المستحيل التنبؤ به.

 

يذكر أن عشرة من المضربين عن الطعام المنتمين إلى الجمهوريين الإيرلنديين، بقيادة "بوبي ساندز" جوعوا أنفسهم حتى الموت في السجون البريطانية عام 1981، بعد إضراب يتراوح بين 46 و 73 يومًا.

 

وأوضح:" لكن كلما زادت الأيام ازدادت المضاعفات الخطيرة، وحينها يتوقع الموت فى مرحلة ما".

 

الرابط اﻷصلي

اعلان