كاتب بريطاني: ترامب حصان طروادة الانتخابات اﻹيرانية

كتب: جبريل محمد

فى: صحافة أجنبية

16:29 17 مايو 2017

تحت عنوان "الانتخابات اﻹيرانية.. لماذا الناخبون في طهران قلقون بشأن تأثير ترامب".. سلط الكاتب "كيم سينجبتا" الضوء على الانتخابات الرئاسية اﻹيرانية المقررة الجمعة القادمة، وتأثير الرئيس اﻷمريكي دونالد ترامب عليها.

 

وفيما يلي نص المقال:

 

حملة الانتخابات الرئاسية في إيران متوترة، ونتائجها تزداد حدة، والخصم الشرس للرئيس حسن روحاني، إبراهيم رئيسي يكسب أرضًا جديدة كل يوم، وخوف الليبراليين الكبير يتمثل في أنّ رئيسي - الذي كان في السابق قاضيا في "لجان الموت" التي أرسلت آلاف السجناء السياسيين إلى المشنقة - قد يفوز، وبهذه الطريقة، سوف تنزلق البلاد مرة أخرى إلى حكم ثيوقراطي قاسٍ في الداخل، وعزلة في الخارج.

 

الرجل الذي قد يساعد على تحقيق هذا هو الرئيس اﻷمريكي "دونالد ترامب" - الذي قد يؤثر ظله في هذه الانتخابات ذات الأهمية الحيوية- وترامب هدد بإلغاء الاتفاق النووى - الذى رفع بموجبه بعض العقوبات الشاقة عن طهران-، وبدأت فى إعادة إقامة علاقات مع المجتمع الدولي.

 

إلا أنّ هذه يغضب المتشددين الذين كانوا دائمًا يعتقدون أن الغرب، وأمريكا على وجه الخصوص، لا يمكن الوثوق بهم، والرئيس روحاني، يتهمونه بأنه ساذج وغير مسؤول، وخان أمن الأمة باتفاق سوف يفشل.

 

ومنذ فوزه غير المتوقع في نوفمبر الماضي، خفف ترامب موقفه من عدد من القضايا، ويقول إنه لم يعد يشعر أن الناتو لا فائدة منه، ولم يعد يهدد بسحب القوات الأمريكية من اليابان، وكوريا الجنوبية، أو انسحاب بلاده من اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية ما لم تقبل كندا والمكسيك مطالبه.

 

ورغم ذلك لا يزال الرئيس الأمريكي معاديًا علنا ﻹيران، وخلال حملته الانتخابية، أعلن أن الاتفاق النووى - الذى تعتبره الدول الغربية الأخرى بما فيها بريطانيا إنجازا بارزًا- هو "أسوأ صفقة فى التاريخ"، وأنه "سوف يصحح هذا الخطأ الكارثي".

 

ومنذ ذلك الحين أرسلت إدارة ترامب إشارات مختلطة خطيرة تستند ،في بعض الأحيان، على تأكيدات كاذبة. واعترف وزير الخارجية "ريكس تيلرسون" أمام الكونجرس أن طهران تفي بالتزاماتها بموجب الاتفاق، ولكن بعد ذلك، في مؤتمر صحفي، قال إن الصفقة "فشلت في تحقيق هدف إيران غير نووية".

 

ووسع هجومه قائلا: "أود أن أتطرق إلى الاستفزازات المثيرة التي تقوم بها إيران، حيث تصدر الإرهاب والعنف، وتزعزع استقرار أكثر من بلد في وقت واحد".

 

وحصلت حملة رئيسي على دفعة قوية من ترامب الاثنين الماضي عندما انسحب "محمد باقر جليباف" رئيس بلدية طهران، الرئيس السابق للشرطة، من السباق الانتخابي، قائلا:" أدعو جميع المؤيدين لدعم أخي الكريم إبراهيم رئيسي، ودفعه للنجاح في تشكيل حكومة العمل والكرامة ".

 

ويشرع  ترامب الجمعة القادم في أول جولة خارجية تبدأ بالسعودية، واسرائيل، وهما دولتان تعتبران إيران العدو.

 

وترى إسرائيل، طهران تهديدا وجوديا، ويقود السعوديون حربا ضد إيران في عدد من دول المنطقة، بما في ذلك اليمن، حيث يقوم السعوديون بحملة قصف مدمرة قتل فيها الآلاف ودمرت المدارس والمستشفيات.

 

تصريحات ترامب حول رحلته بشأن الاتفاق النووي والعقوبات، لا يمكن أن يكون لها تأثير على التصويت في إيران،  وهناك بالفعل إحباط من أن الاتفاق النووي لم تتبعه مكاسب اقتصادية سريعة كانت متوقعة.

 

وينعكس التأثير على الأرض على استطلاعات الرأي التي تبين أن عدد الذين "وافقوا بشدة" على الاتفاق، انخفض من 43 % قبل عامين إلى 21 %، رغم أن أولئك الذين "وافقوا إلى حد ما" ظلوا على حالهم عند 33 %.

 

واستفاد المحافظون من هذه المسألة، وأشار رئيسي في مناظرة إلى أن "روحاني وعد بأن جميع العقوبات سوف ترفع بعد الاتفاق، ولكن أين هذا التغيير على طاولات الشعوب؟ وهل حلت مشكلة الركود والبطالة؟".

 

وأضاف قليباف في انتقاده: "شجرة لم تثمر لمدة أربع سنوات لن تسفر عن أي شيء إيجابي في المستقبل ".

 

وقال ماجد جعفر مستشار رئيسي:" بالنظر إلى الاختيار بين هيلاري كلينتون، ودونالد ترامب، أود أن أقول مع ترامب، تعلمون ما تحصلون عليه، ولكن في الحقيقة يتعلق الأمر بسياسة الولايات المتحدة تجاه إيران، فإننا لا نعتقد أنهم سوف يوفون بكلماتهم، وكان ﻷمريكا تأثير كبير على هذا البلد عندما كان تحت حكم الشاه، ولم ينسوا أبدًا تخلصنا منه.

 

الرابط اﻷصلي

اعلان