هكذا يكون رمضان في روسيا
تحدثت صحيفة "أرجومنتي أي فاكتي" عن احتفال مسلمي روسيا بشهر رمضان والطقوس المعتادة لشهر الصيام.
وإلى نص التقرير
يأتي شهر رمضان مرة في كل سنة، لكن فضله خير من أعوام عديدة؛ حيث نزت فيه آيات القرآن في ليلة القدر التي يعادل ثوابها ألف شهر.
ويتجسد في رمضان عبادة الصوم التي ترتبط بالصبر على الجوع و العطش ، والسيطرة على الشهوات.
مسلمو روسيا كغيرهم من المسلمين، ينتظرون شهر رمضان بشغف، فهم يعتبرونه فرصة ثمينة من أجل تثبيت دعائم دينهم وثقافتهم في نفوسهم.
يوجد أكثر من 23 مليون مسلم في روسيا يقيمون شعائر شهر رمضان بارتياد المساجد التي يربو عددها في البلاد على ثمانية آلاف مسجد، لأداء الصلوات والدعاء.
ثمة خمسة مساجد رئيسية في موسكو تؤدى فيها كافة الفرائض والشعائر الإسلامية، ويرفع بها الآذان كل يوم خمس مرات، إضافة إلى صلاة التراويح.
يعيش المسلمون الروس في مجتمع غير مسلم وبالتالي تتأثر حياتهم كثيرًا بالنظر إلى اختلاف العادات والتقاليد ما بين المجتمع الإسلامي في روسيا وبين باقي أفراد المجتمع الذي يدين غالبية أفراده بالمسيحية الأرثوذكسية.
لكن على الرغم من ذلك فإن المسلمين يتمسكون بدينهم وينتهزون فرصة شهر رمضان الكريم من أجل تثبيت دعائم دينهم وثقافتهم في نفوس أفراد المجتمع الإسلامي الروسي.
المسلمون في روسيا
لم يدخل الإسلام إلى روسيا عن طريق الفتوحات ولكن من خلال المعاملات التجارية واختلاط المسلمين بالروس.
كذلك تسببت الفتوحات الإسلامية التي تمت في مناطق قريبة من حدود الدولة الروسية الحالية في انتشار الإسلام، حيث اعتنقه أفراد قبائل وأعراق تعيش في جمهوريات آسيا الوسطى حاليا - والتي يتبع بعضها الاتحاد الروسي كجمهورية "الشيشان" فيما يتمتع البعض الآخر باستقلاله كطاجيكستان.
أحوال المسلمين الآن في روسيا
وفي روسيا العديد من القوميات التي تنتسب إلى الإسلام مثل الشيشانيين والقبائل المقيمة في "داغستان"، ويتيح هذا الشهر الكريم للمسلمين أن يمارسوا شعائر دينهم الأمر الذي يوفر جوا إيمانيا يساعد كثيرين من المسلمين الذين ينتمون إلى الدين الإسلامي اسميا فقط على العودة إلى الدين الصحيح.
كما تؤدي هذه الأجواء الرمضانية إلى إقبال البعض من غير المسلمين على اعتناق الدين الإسلامي.
وتتلخص الشعائر الرمضانية عند الروس في الاجتماع حول موائد الإفطار والذهاب إلى أداء صلاة الجماعة، وتقوم المساجد الرئيسية بختم القرآن الكريم طوال الشهر، الأمر الذي يجعل من رمضان عيدا يمتد على مدار ثلاثين يوما.
كذلك يحرص المسلمون الروس على أداء صلاة التراويح وتعتبر هذه العبادة هامة جدا في توحيد المسلمين حيث يشعر المسلم القادم إلى أداء صلاة التراويح بأنه قادم إلى جماعة فيستقر لديه الشعور الديني الإيماني.
ومن العادات أيضاً أنه أثناء موائد الإفطار تتم دعوة من يتقن قراءة القرآن ويعلم شيئاً عن الدين ليقوم بقراءة ما تيسر من القرآن ويلقي درساً أو موعظة مما يترك أثرا طيبا في المدعوين كما يساعد على جذب غير المتدينين من المدعوين إلى التدين والالتزام بالتعاليم الإسلامية.
كما تنتشر موائد الإفطار الجماعي التي تنظمها الجمعيات الخيرية، وتشارك العديد من الدول العربية والإسلامية في إقامة مثل هذه الموائد عن طريق البعثات الدبلوماسية مما يشعر المسلم الروسي بعمق الروابط بينه وبين باقي شعوب العالم الإسلامي.
وبخصوص تعامل الشعب الروسي والدولة الروسية عموما مع رمضان لا يوجد تغيير عن باقي أيام السنة فالبرامج التليفزيونية والإذاعية كما هي تبث من دون احترام لمشاعر المسلمين كما يتواصل عمل المقاهي وأماكن تقديم الخمور طوال
شهر الصيام.
ويشير ذلك الذي يشير إلى طبيعة مشكلات المسلمين في روسيا والتي ترتبط بعدم اعتبار المجتمع الروسي الأرثوذكسي لجزء أساسي من أجزاء المجتمع مما يتطلب تحركا من المسلمين الروس وكذلك من بلاد العالم الإسلامي من أجل نيل المزيد من الحقوق للمسلمين الروس في ممارستهم عباداتهم بصورة عامة وخلال شهر رمضان.