وفقا لمركز جنيف للسياسة اﻷمنية..
مع دونالد ترامب.. السعودية لا تخشى العزلة
قطعت السعودية، والإمارات والبحرين – إضافة لدول أخرى - علاقاتها دبلوماسية مع قطر، متهمة إياها بـ "دعم الإرهاب" كتنظيم القاعدة، والدولة الإسلامية والإخوان المسلمين، ناهيك عن المنظمات الموالية لإيران في شبه الجزيرة العربية.
وسحبت هذه الدول الخليجية الثلاث دبلوماسييها من الإمارة الصغيرة وأمرت الدبلوماسيين القطريين بمغادرة أراضيها خلال 48 ساعة.
صحيفة "لوتومب" السويسرية حاورت جان مارك ريكلي الخبير بمركز جنيف للسياسة اﻷمنية حول هذا الموضوع.
- كيف تشرح الارتفاع المفاجئ للتوتر في الخليج؟
الانتقادات الموجهة لقطر ليست جديدة، فالسعودية مستمرة في هذا اﻷمر منذ بداية العقد الجاري، مما أدى إلى تنحي الأمير حمد بن خليفة وتنصيب ابنه تميم، وفي وقت لاحق استطاع إقامة علاقات بين حليفه الرئيسي، الولايات المتحدة، وكذلك إيران، في ظل إدارة باراك أوباما.
خوفا من أن تجد نفسها معزولة، انضمت السعودية إلى التحالف السني المعارض للمحور الشيعي بزعامة إيران، لكن مع الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة تغيرت اللعبة، حيث أصبح دونالد ترامب في البيت اﻷبيض وهو معارض بشدة لطهران ومؤيد للرياض.
الترتيبات أعدت قبل أسبوعين من قبل الرئيس الأمريكي الجديد خلال جولته في المنطقة، حيث اتخذت المملكة السعودية قرارا بأنها لن تتسامج مجددا مع قطر.
- تُهم دعم اﻹرهاب الموجهة ضد الدوحة هل بنيت على أسس؟
قطر تدعم رسميا حركة "حماس" الفلسطينية، ولديها علاقات دبلوماسية مع طالبان، لكنها دائما أبقت نفسها على مسافة من الجماعات الجهادية.
بالتأكيد لديها اتصالات مع القاعدة سمحت لها لعب دور الوسيط وتسهيل عملية اﻹفراج عن الرهائن الغربيين الذين خطفوا في سوريا والعراق واليمن، لكنها لا تدعم هذه المنظمات، كما أنها لا تؤيد تنظيم "داعش".
أما إذا كان أي من هذه المنظمات يتلقى دعما من قطر، فهو عن طريق أفراد وليس الحكومة، كما هو الحال بالنسبة للكويت أيضا.
- من بين دول الخليج، ماذا فعلت قطر لتشعل غضب المملكة العربية السعودية؟
السبب الرئيسي هو العلاقة الخاصة لهذا البلد مع طهران، فالقاسم المشترك بين إيران وقطر، هذا البلد الذي يحتوي على أكبر حقل من الغاز بالعالم، في الحقيقة يعمل على تقارب الجمهورية اﻹسلامية وجيرانها في منطقة الشرق اﻷوسط.
لكن النظام السعودي يعتبر التهديد الأول والثاني والثالث لوجوده هو إيران، لذلك فلا يمكنه أن يقف مكتوف اﻷيدى تجاه هذا الموضوع، إضافة إلى اﻹستراتيجية العامة التي تنتهجها الدوحة دوليا.
من خلال الجمع بين إقامة علاقات مع المملكة العربية السعودية وإيران، أرادت قطر أن تسير على نهج ساسة سويسرا التي تعتمد على نوع من الحياد.
لكن على عكس سويسرا التي لا تريد إقامة علاقات وثيقة مع كل العالم، تمنت قطر إقامة علاقات وثيقة مع الجميع، وهذا موقف أصبحت لا تحسد عليه.
- منذ متى أصبحت اﻹستراتيجية القطرية لا تطاق في دول الخليج؟
منذ أحداث "الربيع العربي" أرادت قطر الحفاظ على إقامة علاقات جيدة مع الجميع، وشجعت القوة الصاعدة، أو الإسلام السياسي الذي يمثله "الإخوان المسلمين"، لكن هذه الحركة تعارض دول الخليج، وتمثل تهديدا خطيرا بالنسبة لهم، ولهذا تعتبر هذه الأنظمة أن الدوحة تنشئ "الطابور الخامس" على أراضيها.