واشنطن بوست: قائمة الكيانات الإرهابية تهدد استقرار الشرق الأوسط
وضعت أربع دول عربية اليوم الجمعة عشرات الأشخاص والجماعات ممن لهم صلات بدولة قطر الغنية بمصادر الطاقة، على قوائم الإرهاب، ما يعمق الخلاف الدبلوماسي بين حلفاء أمريكا الأساسيين ويهدد بزعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
جاء هذا في سياق تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم الجمعة على موقعها الإليكتروني والذي سلطت فيه الضوء على الخطوة غير المسبوقة التي اتخذتها ثلاث دول خليجية- السعودية والإمارات والبحرين- ومعهم مصر بتصنيف 59 فردا و12 جمعية خيرية في قوائم الإرهاب وذلك في البيان المشترك الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية في وقت مبكر صباح اليوم الجمعة.
وأوضح التقرير أن القائمة ضمت أيضا الشيخ يوسف القرضاوي، الزعيم الروحي لجماعة الإخوان المسلمين، إضافة إلى العديد من المؤسسات الخيرية التي تمولها قطر.
لكن وفي غضون ساعات من نشر البيان، قللت الحكومة القطرية من أهمية قوائم الإرهاب، قائلة إنها " لا تستند على أي أساس.”
وأشار التقرير إلى أن قائمة الكيانات الإرهابية تعد أحدث خطوة لعزل قطر دبلوماسيا واقتصاديا في الخلاف المتصاعد الذي سرعان ما أحدث شقاقا في أقوى اللاعبين الفاعلين في منطقة الخليج، وأثار قلقا متناميا في واشنطن.
وأوضح التقرير أن العمليات العسكرية الجوية التي تشرف على تنفيذها وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" في الشرق الأوسط تتمركز بوجه عام في قاعدة "العديد" الجوية في قطر والتي تحوي ما لا يقل عن 10 آلاف فردا من القوات الأمريكية.
وفي الخامس من يونيو الماضي، أقدمت السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرية- أعضاء في دول مجلس التعاون الخليجي- على قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر- البلد العضو أيضا في المجلس-متهمين إياها بتقديم الدعم للإرهابيين. وهو الإجراء الذي اتبعته أيضا مصر ودول عربية أخرى.
وتحاول كل من الكويت وعمان- العضوان الآخران في مجلس التعاون الخليجي- التوسط لحل الأزمة بين قطر وجيرانها في المنطقة، برغم أن القرار المثير للجدل الذي اتخذته الرياض وأبو ظبي والمنامة اليوم الجمعة يشير إلى فشل الجهود الساعية إلى نزع فتيل الأزمة.
في غضون ذلك، ذكرت قناة الجزيرة القطرية في بيان أنها كانت هدفا لهجمات هاكرز،" موضحة أن القناة تعرضت لهجوم معلوماتي هو الأكبر، لكنها لا تزال تعمل.
"
وقال مصدر كبير في القناة، طلب عدم الإفصاح عن اسمه: "هناك محاولات قوية لاختراق القناة من خلال هاكرز، لكننا نحاول التصدي لهم".
وكتبت قناة "الجزيرة" في تغريدة لها على تويتر: " شبكة الجزيرة تتعرض لهجوم قرصنة في جميع الأنظمة والمواقع ومنصات مواقع التواصل الاجتماعي".
كما أعلن التلفزيون القطري أيضا أن موقعه سقط لفترة مؤقتة "لأسباب أمنية"، بعد محاولات قرصنة.
لكن وفي المقابل، أعلن عدد من اللاعبين الإقليميين الآخرين دعمهم لقطر، في مقدمتهم تركيا التي وافق رئيسها رجب طيب أردوغان أمس الخميس على تشريع مرره البرلمان لنشر قوات تركية إضافية في قطر، لكن لم يتم الكشف عن توقيت إرسال تلك القوات، أو حتى عددهم، إلى البلد الخليجي.
وتعهدن تركيا أيضا بإرسال الإمدادات الغذائية والمياه إلى قطر متى تطلبت الحاجة. وكان الخلاف الدبلوماسي قد حدا بالدول الخليجية الثلاث- السعودية والإمارات والبحرين- إلى غلق موانئها أمام وسائل النقل القطرية، ما يهدد بقطع العلاقات التجارية الإقليمية مع الدوحة.
كان الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني قد صرح بأن قائمة الإرهاب ضد دولة قطر لا تستند إلى أي أساس، مؤكدا أن الحوار هو الخيار الاستراتيجي لبلاده رغم كل الإجراءات التعسفية ضدها.
وتدهورت علاقة قطر مع جيرانها خلال الشهر الماضي، بعد نشر وكالة الأنباء القطرية الرسمية "قنا"، تصريحات لأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد، لا تتسق مع سياسة مجلس التعاون الخليجي بخصوص الموقف من إيران، لتنفيها الوكالة لاحقا مبررة الأمر باختراق حسابها.