هآرتس: تعيين «الغلام» وليا للعهد بالسعودية.. بشرى جيدة لإسرائيل

كتب:

فى: صحافة أجنبية

14:24 21 يونيو 2017

تحت عنوان "ولي العهد الجديد في السعودية بشرى جيدة للولايات المتحدة وإسرائيل"، تطرق "تسفي برئيل" محلل الشئون العربية بصحيفة "هآرتس" العبرية لتعيين الأمير محمد بن سلمان وليًا للعهد في السعودية خلفًا لوزير الداخلية السابق محمد بن نايف.

 

وذهب "برئيل" في مقاله المنشور اليوم الأربعاء 21 يونيو إلى أن الأمير محمد بن سلمان، الذي وصفه بـ"الغلام" هو بشرى جيدة لإسرائيل، كون مواقفه الحازمة تجاه إيران جعلت منه شريكًا استراتيجيًا هامًا، فضلا عن مواقفه ضد إيران وداعش والإخوان المسلمين وحزب الله اللبناني.
 

وكشف صحفي "هآرتس" عن لقاءات منتظمة قال إنها تجري في الأردن بين ضباط سعوديين وإسرائيليين، مشيرا إلى أن هذه الاجتماعات تتطلب في الأساس موافقة بن سلمان كونه وزير الدفاع السعودي.


 

إلى نص المقال..

كان تعيين محمد بن سلمان وليا للعهد في المملكة السعودية مسألة وقت فقط. “الغلام" الذي يحتفل في نهاية أغسطس بعيد ميلاده الـ 32 هو عمليًا الزعيم الفعلي للمملكة، هو الحاكم الناهي في كل ما يتعلق بالسياسات الخارجية، وتدور التقديرات أنه خلال وقت قصير سيستقيل الملك سلمان المريض من منصبه ويتركه لابنه.


 

خلال العامين والنصف الماضيين، ومنذ تتويج سلمان ملكا، جرى إعداد نجله لتولي منصبه الرفيع، سواء كمبعوث للمهام السياسية التي نفذها من أجل أبيه أو بتخطيطه وتنفيذه (بشكل غير ناجح تحديدا) الحرب في اليمن، انطلاقا من دوره كوزير للدفاع.


 

في بداية السيرة الملكية لسلمان كان ابن أخيه، محمد بن نايف، نجل وزير الداخلية السابق، هو من فاز بالعلاقات مع الإدارة الأمريكية وخاصة مع الـ CIA، لكن وخلال وقت قصير جرى تنحية بن نايف جانبًا وفهمت الإدارة الأمريكية من هو الرجل القوي في المملكة بالضبط. أصبح بن سلمان حلقة الوصل ليس فقط مع الإدارة الأمريكية بل أيضًا مع روسيا بوتين، الذي التقاه ولي العهد الجديد عدة مرات للتنسيق السياسات معه بشأن سوريا وإيران.

 

كان محمد بن سلمان حتى ذلك الوقت، بشرى جيدة لإسرائيل والولايات المتحدة، كون مواقفه الحازمة تجاه إيران جعلت منه شريكا إستراتيجيا هاما، وليس فقط في الصراع ضد إيران- إذ ينظر بن سلمان بنفس العين الأمريكية إلى ضرورة كبح النفوذ الروسي بالمنطقة، وإسقاط نظام الأسد والعمل بحزم ضد داعش والتنظيمات الراديكالية الأخرى، من الإخوان المسلمين وصولا إلى حزب الله.


 

تحدثت بعض المواقع العربية خلال السنوات الماضية عن لقاءات جمعت بين مسئولين سعوديين وإسرائيليين. وفقا لتلك التقارير، جرى في عام 2015 أحد هذه اللقاءات في إيلات، وأجري لقاء آخر على هامش القمة العربية التي أقيمت بالأردن في مارس الماضي، وتعقد لقاءات منتظمة بين ضباط سعوديين وإسرائيليين في إطار غرفة الحرب المشتركة للأردن، والسعودية والولايات المتحدة لتنسيق أنشطة المليشيات.


 

تتطلب هذه الاجتماعات موافقة بن سلمان كونه وزير الدفاع السعودي. الأمر غير الواضح حتى الآن إلى أي مدى يمكن ويريد بن سلمان دفع عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين كجزء من برنامج الرئيس ترامب، وهل يمكنه إحداث التحول في منظومة العلاقات بين إسرائيل والسعودية.


 

هذا الأسبوع، نشر المدون السعودي المعروف باسم "مجتهد" سلسلة تغريدات على حسابه الخاص بتويتر كشف فيها "المخطط" المشترك للأمير بن سلمان وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، لتنفيذ انقلاب في قطر.


 

“مجتهد"، الذي اتضح صحة الكثير من تغريداته والذي يعتمد غالبا على مصادر داخلية في القصر الملكي السعودي، كتب بما في ذلك، أن بن سلمان وبن زايد كانا يعتزمان أن يرسلا إلى قطر المقاتلين المرتزقة التابعين لشركة "بلاك ووتر"، المعروفة بسوء سمعتها منذ عملياتها في العراق، جنبا إلى جنب مع قوات من الإمارات، للاستيلاء على الحكم، وفي وقت لاحق لتعيين أحد الأشخاص الموالين للسعودية من عائلة آل ثاني الحاكمة في قطر. بذلك، كما يقول مجتهد، طمح الاثنان في إنهاء الأزمة وإخضاع قطر لإرادة السعودية. وفقا للمدون، كانت الولايات المتحدة هي التي ضغطت بشكل غير مباشر لوقف المؤامرة.


 

ليس هناك الآن أي تأكيد لتلك المعلومات، وليس هناك أي يقين يجزم اعتماد تلك التغريدات على حقائق دامغة. الأمر غير المشكوك فيه هو عمق العلاقة بين وليي العهد السعودي والإماراتي، وهي العلاقة التي خلقت بينهما تحالف شباب واثقين من المهمة العالمية، أو العربية على الأقل، الملقاة على أكتافهما، وأنه ليس بإمكان أحد غيرهما إدارة الشرق الأوسط. هذا هو الجيل الجديد الذي يضم أيضا حاكم قطر، تميم بن حمد البالغ 37 عاما، جيل وصل متأخرا لدول الخليج، بعد أن سبقه زعماء شبان في المغرب والأردن وسوريا.


 

أسلوب الإدارة الحاد للسياسات الخارجية السعودية شُعر به جيدا لدى زعماء عرب، مثل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك الأردني عبد الله، اللذين لم يتعرضا فحسب لانتقادات سعوديةعلى "سلوكها" بل عوقبا عليه أيضا.


 

توقفت واردت النفط إلى مصر منذ نصف عام على خلفية دعمها لمشروع القرار الروسي حول سوريا، وبسبب ما اعتبرته السعودية انسحابا مصريا من قرار نقل جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر إليها. بينما جرى تجميد المساعدات السعودية للأردن حتى وقت قريب، بعد أن رفضت الأردن السماح لقوات خليجية بالعمل ضد قوت سورية انطلاقا من أراضيها. لكن الضربة الأعنف حتى الآن كانت بالطبع من نصيب قطر ، التي جرى إعتبارها كـ"دولة غير مرغوب فيها" من قبل دول الخليج ومصر واليمن والأردن. وتحول الحصار البري والجوي المفروض عليها إلى حصار اقتصادي. في كل هذه القرارات كان ولي العهد السعودي القوة الدافعة بعد أن تطلب منه الأمر فقط الحصول على موافقة رسمية من والده.


 

التعيين الجديد، الذي مر حتى الآن دون معارضة وبدعم جارف من هيئة البيعة، التي تنحصر صلاحياتها وفقا للدستور في الموافقة على تعيين أولياء العهد، لا يتوقع أن يثير هزات جديدة بالمملكة. فالمعارضون المحتملون قد "دُعوا للحديث" في القصر، وزير الداخلية الجديد عبد العزيز بن سعود، الشاب هو الآخر (34 عاما) والمقرب جدا من بن سلمان، والذي سيكون مسئولا منذ الآن بما في ذلك عن إدارة الحرب على الإرهاب الداخلي وشريكا لولي العهد في كل ما يتعلق بقمع التآمر.


 

لرسم الارتياح لدى مواطني المملكة بمناسبة التغيير، أعلن الملك سلمان تمديد إجازة عيد الفطر، الذي ينهي صوم رمضان بأسبوع إضافي، وعن عودة المزايا المالية التي حُرم منها مؤخرا موظفي الحكومة والعسكريون. كانت العلاوات المالية وما تزال وسيلة مدروسة ومختبرة للحفاظ على الهدوء في المملكة.


 

الخبر من المصدر..


 


 

اعلان