واشنطن بوست: بتسهيل مرور السيخ لمعبدهم .. باكستان تغازل الهند
وصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إعلان الحكومة الباكستانية فتح معبر حدودي، وبناء طريق ربط تعتزم افتتاحه نوفمبر 2019 لتسهيل وصول السيخ إلى المعبد الذي دفن فيه مؤسسة عقيدتهم "جورو ناناك ديفجي" على الحدود مع الهند، بأنها "لفتة متواضعة" ولكنها ربما تساعد في تحسين العلاقات بين البلدين.
وقالت الصحيفة، على مدى السنوات الـ 70 الماضية، كانت الحدود بين البلدين أسيرة للعداوة التاريخية الناجمة عن التقسيم، وتم بموجبها إنشاء باكستان كوطن مسلم.
ويقع المعبد على بعد ثلاثة أميال فقط من الحدود مع الهند، لكن المسافة النفسية أكبر بكثير، وهذه الحدود الأكثر عدوانية وعسكرة في العالم، مع الآلاف من القوات على جانبي الأسوار، والأسلاك الشائكة، وخاضت الدولتان حربين، وغالبًا ما تشتعل عمليات إطلاق النار عبر "خط السيطرة" الذي يقسم إقليم كشمير المتنازع عليه في جبال الهيمالايا.
ويجب على الحجاج الهنود الذين يرغبون في زيارة المعبد في مناسبات خاصة، الحصول على تأشيرات باكستانية ، والمشي عبر الحدود الرسمية الوحيدة المفتوحة على بعد 75 ميلاً، والسفر لمدة ساعتين بالحافلة للوصول للمعبد المعزول.
وأضافت، لكن الآن، أعلنت الحكومة الباكستانية عن خطط لفتح معبر حدودي عبر المعبد مباشرة، وبناء طريق ربط، الذي تعتزم فتحه في نوفمبر 2019، وهي لفتة متواضعة، ولكن مسؤولون يأملون أن تساعد على تحسين العلاقات بين البلدين.
وتابعت، أن الفكرة ظهرت في محادثة بين قائد الجيش الباكستاني "الجنرال قمر جاويد باجوا"، ونجم الكريكيت السابق "عمران خان" عند تنصيبه رئيسا للوزراء في أغسطس، وفي 28 نوفمبر، انضم كلا المسؤولين إلى خان في حفل وضع حجر الأساس خارج المعبد، بجانب السفراء الأجانب والصحفيين الهنود.
وقال خان أمام الحشد إن الحكومة الباكستانية والجيش والأحزاب السياسية الباكستانية:" كلهم على قلب رجل واحد .. نريد أن نتحرك للأمام".
لكن سنوات من العداء المتأصل سرعان ما تحولت للحظة مفعمة بالأمل، ورفض وزير خارجية الهند حضور الحفل، متحججا بالتزامات مسبقة، وأرسل اثنين من كبار المسؤولين من السيخ.
ورغم الجدل، أعرب العديد من الباكستانيين عن دعمهم القوي لفتح الحدود، قائلين: إنهم يأملون في تخفيف التوترات التي طال أمدها، والتي أبقت جيشا مجاورين في حالة تأهب، وشبح حرب نووية معلقة فوق المنطقة.
وكان أعضاء طائفة السيخ الصغيرة في باكستان، الذين بلغ عددهم عدة ملايين قبل التقسيم، ولكنهم تضاءلوا إلى نحو 30 ألف شخص، متحمسون بشكل خاص، وقال الكثيرون إنهم يزورون المعبد مرة واحدة على الأقل في السنة، موضحين أنه يحتفظ بمكانة قوية في عواطفهم ومعتقداتهم.
يتميز المسار إلى المعبد في كارتاربور، قبالة طريق المزرعة الوعر، بعلامة باللغات الإنجليزية، والأردية والهنديكية، وتحيط به حقول قصب السكر، والحدود في الأفق، حيث تعمل الجرافات لبناء الطريق الجديد.
ويدار المعبد من قبل رجل باكستاني من السيخ وهو "جوفيند سينغ"، وعاش في المعبد منذ عام 2000 ، عندما أعيد فتح الموقع بعد إغلاقه منذ عام 1947.