فورين بوليسي: خدع حزب الله القديمة لن تجدي في لبنان
قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إن استقالة رئيس الوزراء اللبناني عمر الحريري جراء الاحتجاجات الواسعة التي تشهدها البلاد اعتراضا على الأوضاع الاقتصادية المتردية، تركت حزب الله في حالة من عدم الاتزان.
جاء هذا في تقرير نشرته المجلة على موقعها الإليكتروني تحت عنوان:" خدع حزب الله القديمة لن تجدي في لبنان".
ورأت المجلة أن الحريري باستقالته يكون قد قفز من السفينة، الأمر الذي دفع الرئيس ميشيل عون حليف حزب الله إلى لدعوة لتشكيل حكومة تكنوقراط.
وقالت إن حزب الله يبدو مدركا جيدا للمخاطر المحتملة، فقبل استقالة الحريري في 29 أكتوبر، تردد أن مستشار لحزب الله مارس ضغوطا على رئيس الوزراء لإعادة التفكير في خياره وأخبره أن الاحتجاجات كانت تقترب من نهايتها.
من جانبه قال مصطفى علوش عضو البرلمان اللبناني السابق، والعضو في المكتب السياسي لحزب تيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري :" ما يريده حزب الله هو وضع مشابه للذي اعتاد عليه من قبل وهو نفس الائتلاف الحاكم مع بعض الاختلاف في الأسماء".
وأضاف :" الجميع يعرف أن إعادة التفاوض على نفس الشروط التي اعتاد عليها خلال السنوات الثلاث الماضية لن تؤتي أكلها مع الناس في الشارع".
واعتبرت المجلة أنه في حال تم تشكيل حكومة تكنوقراط فإن ما يهم حزب الله هو إيجاد طرق للحفاظ على نفوذه في الحكومة حتى لو كان هذا سيتلاعب بقواعد ما قبل الاحتجاجات.
تمثل الاستقالة ضربة كبيرة لحزب الله الذي انخرط أكثر من أي وقت مضى في شؤون الحكومة اللبنانية ويحرص مثل أي طرف على تفادي مشكلات مالية أعمق قد تقود إلى أزمة عملة من شأنها أن تحدث حالة من عدم الاستقرار.
وقبيل الاستقالة قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في مناسبتين إنه يعارض استقالة حكومة الحريري وأشار إلى أن بعض المحتجين يحصلون على تمويل من أعداء خارجيين لحزب الله وينفذون مخططاتهم.
وبموجب نظام المحاصصة المتبع لاقتسام السلطة في لبنان فإن منصب رئيس الحكومة يجب أن يشغله سني مسلم. وفي حين أن لحزب الله حلفاء من السنة فإن الحريري يعتبر عاملا حاسما للخروج من هذه الأزمة بفضل الدعم الدولي الذي يحظى به.
وقال مصدر مطلع على فكر حزب الله "هذه ضربة قوية للحزب. أصبح مكبل الأيدي.. الفائز الأكبر هو الحريري".
وتولى الحريري رئاسة الحكومة للمرة الثالثة وقد أصبح ميزان السلطة يميل إلى حزب الله الذي حصل مع حلفائه على أكثر من 70 من مقاعد البرلمان البالغ عددها 128 في الانتخابات التي أجريت عام 2018.
وخسر الحريري أكثر من ثلث المقاعد في تلك الانتخابات ومنها مقاعد فاز بها سنة متحالفون مع حزب الله.
ونال حلفاء حزب الله ومنهم التيار الوطني الحر الذي ينتمي إليه باسيل وعون على نصيب الأسد في الحقائب الوزارية في حكومة الحريري. واختلف الحريري مع باسيل خاصة فيما يتعلق بالإصلاحات الضرورية لسد الفجوة في المالية العامة للدولة.
وشكل حزب الله تحالفه مع التيار الوطني الحر عام 2006 وحصل على صديق مسيحي يتمتع بالنفوذ في وقت شهد إعادة تشكيل الوضع السياسي اللبناني نتيجة انسحاب قوات الحكومة السورية التي هيمنت على البلاد منذ انتهاء الحرب الأهلية من 1975 إلى 1990.