بسبب الانتحار..فيسبوك تحذف 2.5 مليون تدوينة
أعلنت شركة فيسبوك اليوم الأربعاء أنها حذفت حوالي 2.5 مليون تدوينة في الربع الثالث من العام الجاري 2019 بسبب تصويرها وتشجيعها للانتحار وإيذاء النفس، بحسب وكالة أنباء رويترز.
وأضافت الوكالة البريطانية الإخبارية أن الشركة الأمريكية حذفت كذلك في ذات الربع الثالث(يوليو وأغسطس وسبتمبر) ما يناهز 4.4 مليون تدوينة تحتوي على محتويات تتعلق بتجارة المخدرات.
ونشرت شركة التواصل الاجتماعي الأشهر في العالم تقريرا يتضمن إحصائيات تتعلق بجهود ضبط المحتوى عى تطبيق "إنستجرام" التابع لفيسبوك أيضا.
ويواجه موقع فيسبوك انتقادات حادة واتهامات بالتساهل مع محتوى العنف والإضرار بالنفس وإلحاق الأذى بالآخرين لا سيما من خلال خدمة البث الحي الذي استغلها البعض في عرض لحظات انتحارهم بشكل مباشر.
وعلاوة على ذلك، استغل الإرهابي الأسترالي برينتون تارانت، المؤمن بهمينة الجنس الأبيض، موقع فيسبوك في البث الحي لجرائمه النكراء وقتله عشرات المسلمين الأبرياء أثناء صلاة الجمعة في مسجدين بنيوزليندا بدافع التعصب الأعمى.
وفي العاشر من أكتوبر الماضي، حذر المكتب الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة من زيادة وتيرة الانتحار على مستوى العالم.
وأشارت المنظمة إلى أن شخصا يفقد حياته كل 40 ثانية في العالم بسبب الانتحار.
وعقدت المنظمة رابطا قويا بين الصحة النفسية ومعدلات الانتحار وضربت مثالا لجهود حدثت في أوكرانيا لتقليص هذه الظاهرة تتمثل في زيادة توعية الأطباء بعلامات الاكتئاب التي تؤدي إلى إلحاق الأذى بالنفس.
وأفادت المنظمة أن متوسط عدد المنتحرين في أوكرانيا يبلغ حوالي 7000 شخص، معظمهم من الذكور.
وسردات المنظمة الأممية كيف استفادت الطبية الأوكرانية تيتيانا أكسنشوك التي تعمل في مركز رعاية طبي في "كراماتورسك" شرق الدولة الأوروبية من مبادرة الأمم المتحدة وباتت تتابع بشكل دقيق التعليمات والتوجيهات مما جعلها أكثر إدراكا وانتباها للأعراض النفسية لدى مرضاها.
ونقلت المنظمة عن الطبيبة المذكورة قولها: "مؤخرا زارني أحد المرضى المعتادين حيث يعاني من نوبات متكررة من آلام الظهر. وعندما بدأت الفحص، لم أكن أدرك مدى الاكتئاب الذي ينتابه".
ومضت تقول: "لكن اختياره للكلمات كان منبها بالنسبة لي حيث ظل يتحدث عن أنه قد فاض فيه الكيل، وحان الوقت ليموت"
وبالرغم من أن المريض نفى نيته الانتحار لكن تيتيانا أصرت على ضرورة حصوله على دعم نفسي.
واستطردت "لقد ساعدت الرجل على التكيف مع التوتر ونصحته بأنه يمكث وقتا أطول في الأنشطة التي يستمتع بها".
وأردفت: "لقد اتفقنا على استمراره في الحديث عن مشاعره خلال زياراته المقبلة، لكنني أستطيع إخباركم أنه بات يشعر بتحسن كبير، وأنا سعيدة لقدرتي على مساعدته في خطواته الأولى نحو التعافي".