محللون:
بمساعدات مواجهة كورونا.. الصين تمدد قوتها الناعمة في العالم
رأى محللون سياسيون أن المساعدات الطبية الصينية المقدمة للدول الأوروبية المنكوبة بتفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، توسع من نفوذ بكين وقوتها الناعمة حول العالم، بحسب إذاعة "صوت أمريكا".
وقالت الإذاعة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني:" في الوقت الذي بدأت تترنح فيه إسبانيا وإيطاليا بشكل سريع من زيادة العدوى بفيروس كورونا وزيادة العدوى في دول أخرى الشهر الماضي، تقدمت الصين بمعدات اختبار، وملابس وقائية، ومساعدات طبية أخرى ضرورية لمواجهة المرض."
ورحبت العديد من الدول الأوروبية البائسة، بالمساعدات على الرغم من أن بعضها تبين أنه معيب.
ونقلت الإذاعة عن روبرت ديلي المحلل المتخصص في الشأن الصيني في مركز ويلسون قوله إن الصين تصنع الكثير من الملابس الطبية الوقائية، هذه المعدات إلى جانب أدوات الاختبار وخبرة أطبائها في مواجهة الفيروس ثمنتها الدول بشكل مبالغ فيه، في مواجهة أزمتها الطبية الخاصة.
وأضاف أن الدبلوماسية العامة الإيجابية للصين والقائمة على المنافع العامة خاصة في الدول النامية والأقل تقدما، قد تحقق للصين فوائد القوة الناعمة.
ووجهت الإذاعة الأمريكية سؤالا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الأسبوع بشأن المساعدات الصينية، قال إنه يرحب بها.
وأخبر ترامب الصحفيين يوم الأربعاء:" لدينا 151 دولة تحت حصار الفيروس حتى الآن، إذا كانت الصين قادرة على تقديم المساعدة لهم، فأنا أؤيد ذلك، أنا مع أن نساعد جميعا أي شخص".
لكن ينظر أيضًا إلى هذه المساعدات، بحسب التقرير، على أنها جزء أساسي من خطة بكين لتتفادى إلقاء اللوم لكون الوباء الذي نشأ في الصين لا يزال غير مفسر، خاصة أن الكثيرين لا يزالون يشككون في الأرقام الصحية والاقتصادية التي أصدرتها الحكومة الصينية بشأن الوباء.
وفي الأسابيع الأخيرة، روج مسئولون صينيون لـ "رواية زائفة" تقول إن الجيش الأمريكي هو من جلب الفيروس إلى الصين.
دان روندي المحلل السياسي المتخصص في الشأن الصيني في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن قال إن: "المساعدات الخارجية لا تستطيع أن تغطي على اتهامات الصين التي لا أساس لها، ولا على الأصول الغامضة لتفشي الفيروس، واستمرار عدم رغبة الحكومة في توضيح حجم الضرر الذي أصابها".
وأضاف روندي:" الصين هي من أشعل الحريق وتريد أن تستدير وتخمد النيران التي بدأتها، ونحن نريد لهم أن ينالوا هذا الشرف".
وكانت الصين، أعلنت نهاية الشهر الماضي، أنها قدمت مساعدات عاجلة إلى 83 دولة ومنظمة دولية لمكافحة فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
وقال نائب وزير الخارجية الصينى لوه تشاو هوى - فى تصريح خلال مؤتمر صحفي بمقر مجلس الدولة الصيني (مجلس الوزراء) في العاصمة بكين - إن المساعدات تم تقديمها إلى دول ومنظمات دولية وإقليمية مثل منظمة الصحة العالمية والاتحاد الأفريقي، وتشمل إمدادات طبية مثل كواشف الاختبار والكمامات، مشيرا إلى أن الصين تبرعت أيضا بمبلغ 20 مليون دولار لمنظمة الصحة العالمية لتسهيل التعاون الدولي ذي الصلة.