في الذكرى 108 لميلادها
درية شفيق .. رائدة الحركة النسائية المصرية
"أطالب بإعادة الحرية الكاملة للمصريين، وبوضع حد للحكم الديكتاتوري الذي يدفع بلادنا للإفلاس والفوضى" عبارة سطرها التاريخ وتداولتها الأجيال لرائدة الحركة النسائية والمناضلة الحقوقية من أجل المرأة، وصاحبة الفضل الأكبر في حصول نساء مصر على حق الانتخاب والترشح .. إنها درية شفيق.
ولدت شفيق في 14 ديسمبر 1908 بمدينة طنطا في محافظة الغربية، ودرست في مدرسة البعثة الفرنسية في طنطا، وسافرت فرنسا لتدرس على نفقة الدولة في جامعة السوربون ضمن أول فوج للطالبات من قبل وزارة المعارف المصرية، ثم حصلت منها على درجة الدكتوراه في الفلسفة عام 1940.
رائدة الحركة النسائية
تناولت رسالة الدكتورة الخاصة برائدة المرأة المصرية موضوع "المرأة في الإسلام"، لتثبت في دراستها أن المرأة في الإسلام لها من الحقوق الكثير، وهو ما ليس لأي امرأة أخرى في أي تشريع آخر.
أصدرت شفيق أول مجلة نسائية ناطقة باللغة العربية تساهم في تثقيف المرأة المصرية، كما أسست "اتحاد بنت النيل" وكان يعد حركة للتحرر الكامل ضد المرأة، والذي تحول فيما بعد إلى حزب سياسي نسائي يعد الأول في مصر، كما أسست مدرسة لمحو الأمية في بولاق الدكرور، وهي نتاج حركة أسستها للقضاء على الأمية بين الفتيات في المناطق الشعبية.
قادت شفيق تظاهرة برفقة 1500 امرأة في فبراير 1951، واقتحمت بها مقر البرلمان المصري، للمطالبة بالنظر في قضايا المرأة المصرية، ليصدر المجلس على إثر ذلك قانونا ينص على منح المرأة المصرية حق الانتخاب والترشيح في البرلمان.
النضال ضد العدوان
كان لشفيق دور بارز في مقاومة وحدات الجيش البريطاني في قناة السويس، بسبب تأسيسها فرقة شبه عسكرية من نساء مصر للمقاومة في 1951، وكانت الفرقة على استعداد للقتال وتدريب ممرضات للميدان.
وتعرضت للمحاكمة بسبب قيادتها مظاهرة نسائية حاصرن فيها بنك باركليز البريطاني الكائن في القاهرة داعين لمقاطعته في يناير 1951.
الإضراب والعزلة
أعلنت دخولها في إضراب عن الطعام في السفارة الهندية لمطالبتها بإنهاء التمييز ضد المرأة والديكتاتورية في مصر، وأفردت لها الصحافة الأجنبية مساحات واسعة، حيث وصفتها لندن تايمز بـ "المدافعة المصرية عن حقوق المرأة في السفارة الهندية"، فيما كتبت عنها دي فيلت الألمانية بأنها "امرأة من وادي النيل ترفع راية المقاومة ضد عبد الناصر".
وكتبت عنها أمينة السعيد: "دخلت درية شفيق المستشفى فجأة ودون إنذار مسبق، وأعلنت عزمها الإضراب عن الطعام حتى الموت إذا لم يتنح الرئيس عن الحكم. ولحظة وصولها كان بهو السفارة يعج بالصحفيين الأجانب الذين اتصلب بهم قبل وصولها".
المؤلفات والأعمال أدبية
ترجمت شفيق القرآن الكريم إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، كما أصدرت عدة دوريات أدبية مثل؛ مجلة المرأة الجديدة، ومجلة بنت النيل، ومجلة الكتكوت الصغير للأطفال، ولها عدد من الدواوين الشعرية، بالإضافة إلى ما كتبته في مذكراتها الخاصة.
وفاتها
رحلت درية شفيق من الدنيا في 20 سبتمبر عام 1975 نتيجة حادث سقوطها من شرفة منزلها في حي الزمالك بمدينة القاهرة، وهو ما فسره البعض بأنه انتحار بسبب العزلة التي عاشتها لمدة 18 عاما، بسبب الأوضاع السياسية المتغيرة في البلاد بعد الثورة وعدم وجود نشاط سياسي حقيقي.