كيف تعلم أطفالك كيفية وضع الأهداف؟

كتب: رفيدة الصفتي

فى: منوعات

21:39 16 ديسمبر 2016

وضع الأهداف مهارة صعبة التحقيق خاصة عندما يتعلق الأمر بالأطفال، حيث يوجه الآباء صعوبة بالغة في تربية الأطفال وفي كيفية غرس قيمة وضع الأهداف والتخطيط للمستقبل في السن الصغير.

 

ويرى المختصون أن تعليم الطفل في الصغر يؤهله جيدا للتعامل مع الآخرين والتخطيط لحياته ووضع الأهداف في المستقبل، وأن التأخير في غرس هذه القيمة قد يولد طفلا ضعيفا لا يستطيع تحمل المسؤولية فيما بعد.

 

وقالت الدكتورة دعاء راجح الاستشارية الاجتماعية والأسرية: "مهم جدا لما تتعلم مهارة جديدة في حياتك أنك تحط في بالك تعلمها لأولادك، لأن العلم والمهارة لما بتتغرس في الصغر بيبقى سهل اكتسابها، وبتأثر في تكوين شخصياتهم إلى حد كبير، وأسلوب تفكيرهم في حياتهم بعد كده".

 

وأضافت راجح عبر فيسبوك: "كتير من الآباء بيشتكوا أن أولادهم مش عارفين هم عايزين إيه، وكتير من الشباب في مرحلة المراهقة بيوصل لمرحلة تحديد مستقبله، وهو مش عارف هو ناوي يطلع إيه أو يعمل إيه في حياته المستقبلية وسايب نفسه لمكتب التنسيق، وكتير من الشباب من الجنسين عايش من غير أهداف في حياته وسايب نفسه للدنيا كالريشة في مهب الريح ملوش رؤية مستقبلية لحياته، وفيه شباب ماشيين وفق أهداف والديهم وعايشين في جلباب آبائهم، ودي مشكلة لأنه حاسس أنه مش ماشي في حياته زي ما هو عايز".

 

وتابعت الاستشارية الاجتماعية: "احنا ممكن ندرب الطفل من بداية حياته أنه يحط هدف ويسعى إليه.. الطفل الرضيع خلال السنتين الأولى من حياته بيبقى عايز يتعلم مهارات زي الكبار أنه يقعد ويحبي علشان يوصل للعبة بتاعته، ويمشي وعايز يأكل نفسه، وعايز يلبس نفسه، وعايز يدخل الحمام بنفسه، وعايز يغسل سنانه بنفسه، وعايز يعمل حاجاته بنفسه، ودي أولى محاولاته في وضع الأهداف وتحقيق الإنجازات".

 

وأشارت راجح إلى هناك بعض الأمهات اللاتي "بتحبط المحاولات دي وتقوله أنت لسه صغير، وأنا هعملك" موضحة أن "الطفل بيكون متحفز ومتحمس جدا ولما بينجح بيبقى في منتهى السعادة، ودا بيزود ثقته في نفسه واحترامه لذاته، ولما بيفشل بينرفز ويعيط، وساعتها بنعلمه إزاي يتجاوز الفشل ويحاول مرة تانية".

 

واستطردت الاستشارية الأسرية: "وهو دا الي عايزين نطوره ونشجعه ونحفزه في أولادنا ولا نحبطه، ونخليه في كل جانب من جوانب حياته" لافتة إلى أن الطفل "لما بيوصل لمرحلة الطفولة المبكرة بيبدأ يسأل كل حاجة ( ليه )، وبرده علشان يعرف الهدف؛ ليه بنغسل أسناننا ووشنا لما نقوم من النوم، ليه عمو فلان اتجوز طنط فلانة، ليه الفرخة بتحط بيضة، ليه الأسد بيفترس الحيوانات الصغيرة".

 

وأوضحت راجح أن "تغذية عقل الطفل وإشباعه بالإجابات بيخليه يحس من جواه أن حركة الحياة ليها هدف أو على الأقل ليها سبب"، مطالبة الآباء بضرورة مساعدة أطفالهم في التركيز على الهدف.

 

وأضافت: "احنا بنروح المدرسة ليه؟ ناوي تجيب كام في امتحان بكره؟ ناوي تجيب كام جون في الماتش، ناوي تحقق المركز الكام في البطولة، ناوي تزور صاحبك ليه وهتلعبوا إيه، ناوي تدخل فريق النادي امتى؟ دايما خليه يحط هدف".

 

وأكدت راجح أن وضع الهدف "بيخلى العقل أكثر حماسا وتصميما للوصول له، ولما يكبر ويوصل للمراهقة نبدأ نتكلم معاه عن المستقبل ورؤيته هو لما يريد أن يكونه، ومتطلبات الهدف دا، وهل الهدف دا مناسب لإمكاناته ولا هو محتاج يزود قدراته أكتر، ونبدأ نتكلم معاه في النقطة دي فى الهدف والرؤية المستقبلية لحياته".

 

وتابعت: "المهارات دي تدرس في المدارس وهتلاقوها في كتب الدراسة والمدرسة في التدريبات المختلفة، لكن للأسف المعلم الي حاسس أن كل مهمته أنه يلصق المعلومات في مخ طلابه علشان يقدروا يسترجعوها وقت الامتحان، غير معلم يثير تفكير الطلاب ويثير خيالهم بالحوار والمناقشة".

 

واختتمت الاستشارية الاجتماعية حديثها قائلة: "نحاول نسدد ونقارب احنا، وربنا يقدرنا على حسن تربيتهم".

اعلان