«single mother».. ضريبة الحرية

كتب: غادة بريك

فى: منوعات

22:27 15 يناير 2017

شاب وفتاة ربطتهما علاقة خارج إطار الزواج انتهت بإنجاب طفل، القصة مكررة لكنها كانت تنتهي بوفاة الطفل أو التخلص من الجنين قبل قدومه إلى الحياة، كما تناولتها بعض الأعمال الدرامية.
 

في فيلم "أسرار البنات" انتهت القصة بموت الطفلة بعد مولدها بأيام ليسدل الستار على مصير إنسان وُلد بدون هوية، ولينطلق خيالنا بعد كتابة كلمة النهاية، في محاولة لمعرفة مصير الطفلة لو بقيت على قيد الحياة.
 

ولأن الحياة دائمًا ما تفاجئنا، فلن يكون للخيال مكان على أرض الواقع، مع وجود الكثير من الحالات لأطفال وُلدوا بسبب علاقات غير شرعية أو زواج غير رسمي "زواج عرفي".
 

الحكاية لا تبدوا جديدة على مسامعنا، ولكنها عادت للظهور على السطح مجددًا بعيدًا عن الأزمات السياسية والاقتصادية لتشغل الرأي العام بشكل كبير، بعد القصة التي فجرتها المدونة هدير مكاوي، التي أنجبت طفل من زواج غير رسمي.
 

بعد ساعات من تداول القصة انتشر بشكل كبير مصطلح "single mother" بين هجوم شديد من البعض وتأييد من قطاع آخر لحالة الأم العزباء.
 

وعلى الرغم من غرابة المصطلح على المجتمع المصري، الذي يتسم بالعادات المحافظة، فإن الترحيب بمصطلح "single mother" القادم من ثقافة غربية كان لافتًا بشكل كبير.

 

وتعامل البعض مع الأمر باعتباره انتصارًا لحرية المرأة ودعمًا لحقها في الإنجاب والحفاظ على طفل خارج منظومة الزواج، دون الالتفات إلى عواقب الأمور التي يمكن أن يُحدثها انتشار الظاهرة.

 

تاريخ single mother

اطفال الزواج غير الشرعي
عندما يطلق مصطلح الأم العزباء أو single mother، يتبادر إلى الذهن الإنجاب خارج منظومة الزواج، لكن المصطلح بدأ ظهوره في القرن السابع عشر بحسب موقع "ويكيبيديا" بسبب حروب دامية بأوروبا، واستمرت نحو ثلاثين عامًا أدت إلى فقد الكثير من الأطفال لوالديهم، فأطلق حينها مصطلح " single parent" في إشارة إلى أحد الوالدين الذي يقوم بتربية الطفل بشكل منفرد، وتكون في الأغلب الأم هي من تلعب هذا الدور.


تغير ثقافة المجتمع
اطفال الزواج غير الشرعي

البعض يستقبل كل ماهو قادم من الغرب باعتباره ثقافة مبهرة وإن خالفت العادات والتقاليد، محاولًا فرضها على المجتمع رغم مخالفتها للأعراف والقيم الدينية التي ترفض تلك الثقافات.
 

وهو ما ظهر بشكل كبير بعد واقعة هدير مكاوي، التي نشرت قصتها عبر حسابها الإلكتروني بموقع "فيس بوك"، الأمر الذي اعتبره البعض شجاعة لمواجهة الموقف، بينما رأه آخرون جهر بالمعصية.
 

وتعليقًا على الأمر تقول الدكتورة ابتسام مرسي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر، إن الفئة المؤيدة لمصطلح " single mother" تمثل نسبة قليلة في المجتمع.
 

و أضافت مرسي لـ"مصر العربية"، أن تلك الفئة تحاول نقل الثقافة الغربية للمجتمع المصري، من خلال تكرار تلك المصطلحات لتتحول بمرور الوقت إلى نوع من الأمر الواقع، وأن استمر البعض في رفضه.
 

الطفل والمستقبل المجهول
اطفال الزواج غير الشرعي

ورغم توقيع مصر على اتفاقية حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة عام 1990، والتي تنص في المادة السابعة على حق الطفل في تسجيل اسمه فور ولادته وحقه في الحصول على الرعاية من قبل والديه، شهدت واقعة هدير مكاوي حالة غريبة، بعد أن قررت منح اسمها إلى طفلها آدم، بعد رفض والده الاعتراف به.
 

وترى مرسي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر، أن المجتمع بثقافته الحالية سيتعامل مع الطفل باضطهاد ورفض شديد، ليصبح شخص منبوذ اجتماعيًا، الأمر الذي قد يجعله عرضة للأمراض النفسية.
 

وأشارت مرسي، إلى أن الدول الأوروبية تعاني من انتشار الظاهرة، التي تؤدي إلى ارتفاع معدلات الانتحار وارتكاب الجرائم، مايؤدي إلى انهيار المجتمع.
 

ولفتت إلى أهمية التوعية ضد خطورة هذه الظاهرة بدلًا من التوقف عند انتقاد أو تأييد الواقعة.
 

قصة هدير مكاوي لم تكن الأولى وربما لن تكون الأخيرة، ليبقى الأطفال في مواجهة محتومة مع المجتمع، فتتم محاسبتهم على فعل لم يرتكبوه.

اعلان