"عندي اكتئاب".. لماذا تكررها النساء أكثر من الرجال؟
وجه عابس يرسم الحزن ملامحه وبكاء لساعات متواصلة، صمت طويل يعقبه عبارات مليئة بالغضب، قد تكون العلامات السابقة دليل على الإصابة بمرض الاكتئاب.
والاكتئاب هو مرض نفسي يميّزه الشعور الدائم بالحزن وفقدان الاهتمام في الأنشطة التي يتمتع بها الشخص عادةً، ويقترن بالعجز عن أداء الأنشطة اليومية لمدة أسبوعين على الأقل، بحسب تعريف منظمة الصحة العالمية.
وبفعل الضغوط والمشاكل اليومية قد نسمع هذه العبارة كثيرًا "عندي اكتئاب"، والتي تبدو شائعة ومتكررة، غير أنها تظهر بشكل أكبر على لسان النساء أكثر من الرجال.
الأعراض:
وتوضح منظمة الصحة العالمية بعض أعراض الاكتئاب والمتمثلة في مايلي:
فقدان الطاقة؛ وتغيّر الشهية؛ والنوم لفترات أطول أو أقصر؛ والشعور بالقلق؛ وتدني مستوى التركيز؛ والتردّد؛ والاضطراب؛ والشعور بعدم احترام الذات أو بالذنب أو باليأس؛ والتفكير في إيذاء النفس أو الانتحار.
ولمحاولة معرفة المزيد عن انتشار حالات الاكتئاب بين النساء بشكل أكثر من الرجال، حاورت "مصر العربية" الدكتورة هالة حماد، استشاري الطب النفسي والعلاج الأسري، لمعرفة الأسباب وطرق العلاج.
الأسباب:
ذكرت الدكتورة هالة حماد، أن هناك العديد من الأسباب التي تجعل المرأة أكثر عُرضة للاكتئاب والتي جاءت على النحو التالي:
تغيير الهرمونات: قد يكون من أكثر الأسباب شيوعًا هو التغيير في الهرمونات التي تحدث بجسم المرأة قبل الدورة الشهرية، والتي تظهر في مرورها بحالة من الحزن والقلق وتقلب المزاج، وهو ما يحدث أحيانًا أثناء الحمل وبعد الولادة.
الأعباء والواجبات المنزلية: تساهم الأعباء المنزلية الكثيرة التي تقوم بها المرأة في تعرضها لنوبات من الاكتئاب، حيث تهتم بعملها وشؤون المنزل وتربية الأطفال، مايجعلها تقوم بدور الأم والزوجة والمرأة العاملة في وقت واحد.
ضغوط اجتماعية: نظرة المجتمع والتعامل مع المرأة بدونية في بعض الأحيان، لها دور مهم في تعرض المرأة للاكتئاب، كتفرقة الأهل في التربية بين الشاب والفتاة، كما تتعرض المرأة للتفرقة العنصرية في نطاق العمل، كضياع فرصة للترقية رغم كفاءتها مقارنةً بالرجال الذين يحصلون على فرصهم كاملة.
مشاكل زوجية: تعتبر المشاكل الزوجية عامل رئيسي في اكتئاب المرأة، والتي تحدث نتيجة للخلافات المستمرة بين الزوجين والتي تؤثر على نفسية المرأة وتجعلها أكثر عرضة للاكتئاب.
الحلول
كما أوضحت الدكتورة هالة حماد بعض الحلول للتغلب على أعراض الاكتئاب والحد من الوصول إليها على النحو التالي:
قوة الشخصية: دفاع المرأة عن نفسها والتمسك بحقوقها، وعدم الاستسلام للضغوط والمشاكل، يجعلها أكثر قدرة على التغلب على أعراض الاكتئاب، حيث أن استسلام المرأة للضغوط والشعور بالقهر والضعف من جانب الرجل أحيانًا ومن المجتمع أحيانًا أخرى، يجعلها فريسة سهلة لمرض الاكتئاب.
تنظيم الوقت: ترتيب الأويات وتنظيم الوقت، يجعل قيام المهام يتم بشكل أفضل، ويخفف عن كاهل المرأة الكثير من الجهد المبذول في حال إتمام المهام المطلوبة منها بطريقة عشوائية.
الرياضة: ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم يحسن من الحالة النفسية للمرأة بشكل كبير، وتعتبر علاج فعال في حال تعرضها للاكتئاب.
كتمان المشاعر السلبية: رغم ما يعرف عن المرأة من قدرتها على الحديث بشكل متواصل لساعات طويلة، إلا أن بعض الأمور في حياتها لا تجيد التحدث لأسباب تتعلق بالخوف أحيانًا أو الخجل أحيانًا أخرى، وعدم إيجاد اهتمام من الطرف المستمع، فتميل إلى كتمان مشاعرها السلبية خاصةً تلك المتعلقة بالخلافات الزوجية، فتصل إلى لحظة الانفجار التي قد لا تحدث عقباها.
وتنصح "حماد" في هذا الشأن بلجوء المرأة إلى النقاش المستمر مع زوجها حول مشاكلها الخاصة، فالنقاش في بداية المشكلة يمكن أن يساعد على حلها قبل أن تتفاقم بشكل أسوأ.
طلب المساعدة: كثير من الرجال لا يقدرون ما تقوم المرأة للحفاظ على أسرتها، فيتخلون عن كل المهام المنزلية باعتبارها تخص المرأة وحدها، إلا أنه لا مانع من طلب المساعدة من الرجل من حين لآخر، للتخفيف عن المرأة وإيجاد أجواء تعاونية بين الزوجين لجعل الحياة بينهما تسير بشكل أفضل.
الاهتمام بنفسها: عناية المرأة بمظهرها وصحتها، والاهتمام بأناقتها يساعد في تخفيف أعراض الاكتئاب ويقلل منها بشكل كبير، فالمرأة عند مرورها بحالة من الاكتئاب تميل إلى إهمال مظهرها وصحتها بشكل واضح ما يجعل حالتها تسوء بشكل أكبر.
كما أن الاهتمام بالنفس لا يقتصر على الشكل الخارجي فقط، فالقراءة وتعلم مهارات جديدة يجعل المرأة تكتسب ثقة أكبر في نفسها، ويساعد في بناء حاجز بينها وبين إصابتها بالاكتئاب.