حاربي المواقع الإباحية واحتوي زوجك وابنك
كثرت مشاهدة أفلام البورنو والدخول على المواقع الإباحية مع زيادة مواقع التواصل الاجتماعي، والانفتاح على الثقافة الأجنبية بشكل مبالغ، على الرغم من وجود تلك الظاهرة منذ القدم في المجلات وشرائط الفيديو.
نشر محرك البحث المتخصص في البحث عن الأفلام الإباحية أكثر 10 دول مشاهدة لتلك الأفلام، واحتلت مصر المركز الثاني بين دول العالم، وفي تقرير نشره موقع " هافينجتون بوست" أن السيدات المصريات تحتل رقم 16 عالميًا.
تحاورت مصر العربية مع بعض الأشخاص الذين تعاملوا مع تلك الأفلام، أو أفراد تعرضوا لتلك الأزمة مع أفراد عائلتهم.
ذكرت علياء رشدي "31 عامًا" أنها متزوجة منذ 4 سنوات وكانت حياتها مستقرة، ماعدا ما يقرب آخر 3 شهور وأصبحت حياتها مليئة بالخلل والخناقات مع زوجها باستمرار، ولم تعرف سبب لذلك، إلا أنها اكتشفت مؤخرًا أنه يشاهد الأفلام الإباحية بكثرة، مشيرة إلى أنها في بداية الأمر كانت تعتقد بأنه شيء طبيعي وسيعود إليها مرة أخرى، إلا أنها وجدت أنه أصبح لا يريدها أن تتحدث معه أو تقترب منه بأي شكل.
وأضافت رشدي أنها قامت باستشارة إحدى صديقاتها المقربات واقترحت عليها، التحدث إليه بهدوء، ثم تحاول باتخاذه إلى طبيب مختص يقوم بعلاجه من مشاهدة هذه الأفلام، إلا أنها لم تعرف أي حلول لتلك الموضوع.
بينما علقت فتحية محمد "47 عامًا" على هذا الموضوع بأنها منغلقة تمامًا على نفسها وأولادها، حتى أنها مسحت جميع القنوات التلفزيونية، ومنعت دخول الأنترنت إلا عندما دخل ابنها الجامعة، وعقب ذلك بفترة كبيرة وجدت ابنها يغلق غرفته كثيرًا، وأحيانًا لا يخرج منها، ومن ثم اكتشفت مشاهدة ابنها لتلك الأفلام، على الرغم من محاولتها في إبعاده عن كل تلك المواقع والأفلام.
وتحدثت نجوى إبراهيم "27 عامًا" أنها كانت تشاهد هذه الأفلام وهي بفترة الجامعة مع صديقاتها، ولكنها عندما علمت مدى خطورتها توقفت عنها لفترة، ثم عادت مرة أخرى وعندما علم أخيها، تحدث إليها وأوضح لها أضرار تلك الأفلام، وبدأت تدريجيًا في التخلص من مشاهداتها، مضيفة إلى أنها نزلت برامج تمنع الدخول إلى تلك المواقع مرة أخرى.
رأي الخبير النفسي في هذا الموضوع
قال الخبير النفسي الدكتور جمال فرويز إن الحرمان العاطفي يعتبر من أهم المسببات التي تؤدي إلى اللجوء لمشاهدة الأفلام والمواقع الإباحية، مشيرًا إلى وصول مجتمعنا إلى العصر الفيكتوري التي كانت تعيش فيه أوروبا منذ 400 عامًا.
وأضاف أن الوعظ الديني بشكل خاطئ له تأثير كبير في الدخول بكثرة على المواقع الإباحية التي هي ناتجة عن سوء فهم الدين وتطبيقه بطريقة خاطئة تبعد الشباب عن دينهم وتجعلهم يلجأن إلى تلك الأفلام والمواقع.
وأخيرًا الكبت بكافة أنواعه، فهو يمنع الشباب والأطفال من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، ويجبرهم على عدم التعامل مع أشخاص معينة أو الانفتاح بشكل عام، مما يجعلهم يذهبون بكل ثقة إلى مشاهدة تلك الأفلام.
وأوضح الخبير النفسي الدكتور جمال فرويز أن لمشاهدة هذه الأفلام والمواقع تأثير سلبي على الأزواج ومنها زيادة نسبة الطلاق، وكثرة المقارنات بينهم، مما يؤدي إلى هدم الحياة الزوجية.
وفيما يتعلق بكيفية التعامل المرأة مع زوجها إذا علمت أنه يشاهد هذه المواقع، نصح فرويز بضرورة التعامل مع الزوج بهدوء وعقلانية والتقرب منه، وتتفهم لماذا يلجأ إلى تلك الأفلام، وتبدأ في تصحيح الذي قد أوصله إلى هذه المرحلة حتى تمنعه تماماً من الرجوع إليها.
ومن جهته ذكر أن الأم إذا علمت أن أبنائها يشاهدون أفلام البورنو يجب عليها أن تصاحب ابنها وتتحدث إليه، وتتقرب منه، وتعلمه مدى حرمته بهدوء، وتقارن له بين الحرام والحلال بهدوء ودون عصبية.
ملاحظة: أسماء الأشخاص مستعارة نظرًا لرفض ذكر أسمائهم.