ثورة البنات .. كيف تبدأ وما مراحلها؟
ثورة البنات على العادات والتقاليد والمواريث الاجتماعية تأتي نتيجة تعرضها للقهر والظلم سواء كان ذلك في بيت أبيها أو في المجتمع المحيط بها.
وتسعى الفتاة في البحث عن وسائل مساعدة لنيل حقوقها المسلوبة منها، وقد تصل أحيانا إلى رفض القيم التي نشأت عليها، وقد تصل إلى الإلحاد أحيانا والإنحرافات الأخلاقية أيضا.
وأوضحت الدكتورة دعاء راجح الاستشارية الاجتماعية الأسرية أن المرأة عند المطالبة بحقوقها تمر بثلاث مراحل، وهي "مرحلة الوعي والإدراك، ومرحلة الثورة، ومرحلة التوازن النفسي".
مرحلة الوعي والإدراك
وقالت راجح: "وهنا تنتقل من مرحلة الجهل والعيش على تقاليد الآباء والأعراف المجتمعية إلى مرحلة الوعي؛ أنها إنسان حر مستقل ليس لأحد وصاية عليها، وأن ربنا خلقها إنسان مكرم وحق لها حقوق وأوجب عليها واجبات، وأنها ستحاسب على ذلك بشكل فردي تماما".
وأضافت في تدوينة بها عبر فيسبوك: "والخطوة دي بتكون خطوة زيادة الإدراك والوعى بذاتها، ونمو الرفض الشديد للقديم من الأفكار والمعتقدات المجتمعية".
مرحلة الثورة
وعن المرحلة الثانية، قالت راجح: "الثورة على نفسها وعلى مجتمعها، وهي مرحلة الانفعالات الثائرة من أي ظلم أو قهر كان يقع عليها أو على غيرها، عايزة تعمل حاجات كتير لنفسها وتطورها ومش عارفة تبدأ منين، وممكن تبدأ شوية وماتكملش وتحس أن مش هو دا الي هي عايزاه".
وتابعت راجح: "هي في حالة رفض لوضعها الحالي لكن مش عارفة إيه بالظبط الوضع الي هي عايزاه، وتدخل في حرب مع الآخرين لإقرار حقها في ذلك، وبتكون الحرب دي سجال مرة بتنتصر ومرة تنهزم، لكن هي بتكون في حالة رفض لما تربت عليه ومرحلة تمرد، ولسان حالها بيقول: عبوكوا كلكوا".
وأشارت الاستشارية الاجتماعية إلى أن "المرحلة دي بتكون البنت غالبا في العشرينات أو بدايات التلاتينات، ودي الفترة الي أغلب البنات بتطلق فيها، وساعات تخلع الحجاب لو كانت لابساه، وممكن كمان توصل للإلحاد والانحرافات الفكرية أو الأخلاقية".
ولفتت راجح إلى أن: "ساعات الموضوع بيتأخر معاها للأربعينات أو الخمسينات لما الأولاد يكبروا، وبتلاقى معدلات الطلاق بتزيد في المرحلة دي تاني والدخول في أزمة منتصف العمر".
مرحلة التوازن النفسي
وتأتي المرحلة الثالثة، وهي مرحلة التوازن النفسي، حيث أوضحت راجح: "بعد ما بتتعب من الحرب، وبعد ما فكرها بينضج وتهدأ قليلا، ويعلو صوت العقل على صوت الثورة داخلها، بتبدأ تتلمس طريقها بهدوء ووعي أكثر، وتبدأ تفكر هي عايزه إيه تحديدا وتخطو خطوات رصينة وثابته ناحية هدفها".
وأضافت الاستشارية الأسرية: "وتبدأ تتوازن نفسيا وتحس أن حقها لابد أن يتوازن مع واجباتها، وأن الأخذ لابد أن يتوازن مع العطاء، وأن الحياة لن تمنحها كل ماتريد فلتحصل على ماتريد على قدر إمكاناتها والظروف المحيطة بيها".
وكشفت راجح عن أن "تعرض البنت لقهر وظلم في بيت أبيها أو في مجتمعها، وعدم العدل بينها وبين أخواتها من الذكور بيخلي مرحلة الثورة دي تحصل بعد الزواج ودا أحد أسباب ارتفاع معدلات الطلاق".
ونصحت راجح المرأة بأن "تكون واعية لنفسها في مرحلة الثورة دي علشان تعديها بأقل الخسائر الممكنة"، مطالبة الآباء بأن "يتفهموا المرحلة دي ويحتووا بنتهم بالمساندة النفسية والدعم، ولا يضغطوا عليها لأن الضغط ممكن يولد الانفجار".