آثار التربية الاستبدادية على الأطفال
يتفق خبراء التربية حول حقيقة ثابتة تكمن في أن أسلوب التربية الاستبدادية يجعل الطفل مطيعا وحسن التصرف وفق قواعد وحدود محددة، لكن الضرر النفسي على المدى الطويل يفوق المكاسب السلوكية للطاعة على المدى القصير.
فنمط الأبوة والأمومة الاستبدادي يجعل العلاقة غير مرضية بالنسبة إلى الطفل، لأن التربية المتسلطة تعتمد أن هناك قبول وحب يعتمد على السلوك الجيد للطفل وهو ما يعني أن الحب مشروط في هذا النمط.
وإليك بعض الآثار الشائعة المرتبطة بالأسلوب الاستبدادي في التربية، بحسب موقع momjunction:
1. التأثير الاجتماعي على الأطفال:
الأطفال الذين لديهم آباء صارمين يمتلكون مهارات اجتماعية فقيرة، ولا يملكون القدرة على تكوين صداقات، كما لديهم مستوى منخفض من الثقة بالنفس، ولا يستطيعون التعبير عن مشاعرهم جيدا، بالإضافة إلى أنهم لا يتحركون إلا وفق سلطة واتباع قائد فلا يملكون روح المبادرة.
افتقار في القدرة على اتخاذ القرار
الآباء الاستبداديون دائما يخبرون أطفالهم بما يجب القيام به، وبالتالي يفتقر الأطفال مهارة القدرة على اتخاذ القرارات، ولا يستمعون إلى حدسهم، وغالبا ما يتم الخلط في تربية الاستبدادية بين ما هو صواب وما هو غير كذلك. بالإضافة إلى ذلك؛ يتطور الموقف السلبي للأطفال تجاه دورهم في الحياة، ولا يتحملون المسؤولية.
لا يوجد إبداع
أطفال الأسر الاستبدادية أقل إبداعا من غيرهم، كما أنهم لا يحاولون القيام بالأشياء من خلال طرق مبتكرة، لأنهم لا يستطيعون الاستكشاف أو التصرف بشكل مستقل في حياتهم.
فحرص الآباء على تعزيز مبدأ الخوف للعقاب إذا لم تتم الأمور وفق ما هو متوقع، يجعل الخوف يقيد الأطفال دائما من التجربة أو القيام بشيء خلاف المعتاد عليه.
2. الآثار العقلية
السلوك العدواني أو الاكتئاب
أطفال الأسر الاستبدادية يميلون إلى إظهار السلوك العدواني عندما يجبرون على أداء المهام التي لا يرغبون في القيام بها. وقد يصل الأمر إلى الاكتئاب والدخول في مرحلة المتمرد عند بلوغ سن المراهقة.
كما أن النقد المستمر يجعل الطفل يشعر أن قراره أو رأيه لا يهم أحدا، مما يؤدي إلى تدني مستوى احترامه بذاته بالإضافة إلى شعوره بالنقص.
الخوف من الفشل
يعاني هؤلاء الأطفال من الخوف المستمر بسبب ضغط الآباء والأمهات وإجبارهم على أداء كل نشاط بدقة وفق القواعد التي يضعها الآباء.
ويصر الآباء على أن نجاح الأطفال في كل مرحلة من مراحل حياتهم، ولكن لا يعلمون أن تذوق الفشل أمر مهم للأطفال للتعلم من الأخطاء، والقيام بأداء جيدا في المرات القادمة.
نمط مزدوج في التفكير
من مساوئ التربية الاستبدادية أن الطفل يصبح عقله جامدا، فهو لا يفهم أن الناس لديهم أفكار ورؤى مختلفة، ولكن يرى الناس نوعين إما في المستوى الجيد أو السيء، وبالتالي لا يفهمون أو يتقبلون وجهات النظر المختلفة.
3. الآثار النفسية على الأطفال:
إخفاء المساعر وقمع العواطف
يعتقد الأطفال الذين لديهم آباء متسلطون، أن إخفاء مشاعرهم يجعلهم أقل عرضة للعقوبات، وبالتالي فإنهم يميلون إلى قمع العواطف.
كما أنهم لا يثقون بحقيقة النوايا أو العاطفة أو المشاعر في استخدامهم لكسب الحب، ولكن يفضلون الالتزام بمستوى القواعد المتعارف عليها، وهو ما قد يؤثر على العلاقات التي تحتاج إلى حميمة أو وضوع وأمانة.
صعوبة في التعامل مع المشاعر السلبية
يتصور الأطفال أن المشاعر السلبية أمر غير مقبول، ويمكن أن يخلق صورة ذاتية خاطئة، وهو ما قد يؤدي إلى الغضب الهائل، أو الاكتئاب الذي يطرح نفسه نتيجة قمع عواطفهم.
سلبية العلاقة مع الله
يكبر الأطفال تحت كنف الأبوة المتسلطة، ليعلموا أن طاعة الله هي من أجل الخوف من العقاب، وبالتالي يكبر هؤلاء الأطفال بصحب النظرة السلبية تجاه الخالق، ولا يحاولون تطوير العلاقة بكل أعمق مع الله.
4. الأداء التعليمي
تشير الأبحاث إلى أن مستوى أطفال الأسر الاستبدادية منخفض في الأداء الأكاديمي، والكفاءة الاجتماعية والمعرفية والنفسية، ووفقا لعلماء النفس ميليسا كامينس، وكارول دويك، فإن ضعف الطفل في الأداء الأكاديمي قد يؤدي إلى أداء أكثر ضعفا في حل المشاكل.