بالفيديو| أم شهد.. «ست بميت راجل»
امرأة تجعل ميزان تفكيرك لم يستقر، عندما تجدها جالسة أمام أحد الأرصفة بمنطقة الدقي دون أن يحمي ظهرها رجل، تعمل في صمت راضية بما كتبه الله لها، فلم تستسلم للعثرات التي اعترضت طريقها بل تتحداها كي تسطيع العيش.
تراها جالسة أمام عدتها التي تتكون من "ورنيش" وفرشاة وصندوق خشبي مال إلى السواد من كثرة تساقط قطرات الورنيش عليه في سكينة واستسلام ورضا.
"أم شهد" 27 عامًا تستطيع القول بأن القدر وضع مسار حياتها بعد طلاقها من زوجها وامتناعه عن إعطائها مبلغا ماليا لها أو لطفلتهما التي لا تتعدى 6 سنوات، فقررت أن تتحدى الظروف من أجل ابنتها.
تبدأ رحلتها في كل صباح الساعة الخامسة فجرا تفترش الأرض تاركة همومها على ربها وبجوراها طفلتها، تنتظر رزقهما حتى غروب الشمس ثم تهم إلى بيتها لتأخذ قسطا من الراحة يجعلها قادرة على تحمل شقاء يومها التالي.
أمواج من البشر القادمين والمغادرين كانوا سببا في بهجة السيدة المكافحة إلا أنها لم تسلم من الانتقادات التي تسكب عليها من قبل المارة دون رحمة أو شفقة.
لم تبالِ بثرثرة من حولها ووضعت أمام أعيونها ابنتها الوحيدة التي أصابها المرض الخبيث "السرطان"، وتمنت أن تراها كباقي أقرانها، وباتت تعمل بكل ما لديها من قوة لتنتشل طفلتها من هذا المرض اللعين.
في مشهد تراجيدي مؤسف تجدها فور أن تلمح بحدسها رجال "البلدية" تحمل صندوقها بيدها وممسكة بطفلتها بيدها الأخرى، هاربة من قدرها الغامض الذي ينتظرها.
"أنا حلمي أن بنتي تكبر وتلبس أحسن حاجة وتتعلم في أحسن مدارس وتاكل انظف اكل، وبعمل كل حاجة علشان احقق الحلم ده، اما الشباب الي قاعدين في البيت انزل اشتغل اي حاجة بدل قاعدة البيت" هكذا نصحت السيدة الدؤوبة جميع الشباب.