"ماما بتزعق كل يوم"
"ماما بتزعق كل يوم وديما عصبية وصوتها عالي.. أنا بحبك أكتر منها" كلمات ألقاها طفل صغير لا يزيد عمره على 5 أعوام في وجه معلمته، التي تلقت الأمر بصدمة شديدة، بعد أن اكتشفت أنها تمارس نفس السلوك مع أطفالها.
المعلمة التي يحبها طلابها ترتبط بمنهج دراسي وتلتزم بأسلوب تعليمي محدد يمنعها من الصراخ في وجه طلابها، حالها في منزلها يشبه الكثير من الأمهات اللاتي يتعرضن لضغوط في البيت أو العمل أو في الحياة عموما، مما يجعل الصراخ والعصبية وسيلة ملازمة لهن.
لكن ما يخفى على كثير من الأمهات أن الصراخ لا يحل المشكلة بل يزيد الأمور سوءا، فلماذا تصرخ الأمهات في أطفالهن؟ معظم الأمهات يصرخن لأنهن يشعرن بالإحباط، ولا يمتلكن أي خيارات أخرى، وبعبارة أخرى لا يفكرن فيما يفعلنه مع أطفالهن.
إذا وجدت نفسك تصرخين في أطفالك كثيرا، فاعلمي أن هذه طريقة سيئة تعطي أطفالك رسالة بأنك لست مسيطرة، وقد يفترضون أنهم هم المسؤولون عن كل شيء. وكلاهما رسائل خطيرة تجعل الأطفال يشعرون بعدم الأمان.
عندما يصبح الصراخ المزمن هو القاعدة السائدة في المنزل، فإن الأطفال يفهمون سريعا أن الصراخ طوال الوقت أيضا أمر جيد. إذا أنت تعلمين أطفالك –بشكل غير مباشر- أن الصراخ يعني الاستجابة لشعور الإحباط، وبالتالي لا يتعلمون أي شيء إيجابي، ولكن يتعلمون أن الحياة خارج نطاق السيطرة وأن الصراخ هو الحل.
وهنا تأتي الخلاصة: إذا استخدم أطفالك الصراخ كوسيلة دائمة، فإنهم لن يضطروا أبدا إلى تغيير سلوكهم، وقد يأخذون الصراخ وسيلة لتلبية رغباتهم. وفي كثير من الأحيان يصبح الصراخ اللغة السائدة أثناء التواصل مع الآباء.
إذا كنت تصرخين في كثير من الأحيان أمام طفلك، فلن يكون من السهل التوقف عن هذا السلوك، ولكن يمكنك تعلم كيفية السيطرة والتواصل مع الأطفال على نحو فعال. وفي ما يلي بعض النصائح التي ستساعدك في العودة إلى المسار الصحيح، بحسب موقع empoweringparents:
1. تذكري دائما أنه يمكنك الخروج من حالة الصراخ بأن تعطي لنفسك الإذن للتوقف والابتعاد عن الوضع المسبب لك نوبة الصراخ، وحاولي قضاء بعض الوقت بعيدا عن طفلك، وفي وقت لاحق تعاملي مع سوء تصرفه.
2. انتظري لمدة عشر دقائق أو لليوم التالي، ثم تحدثي مع طفلك عن لغته أو سلوكه غير الملائم. وفي كثير من الأحيان، ستجدين أن الأمر طفيفيا وليس ملحا، أو أخذ أكبر من حجمه.
3. شيء بسيط جدا يمكنك القيام به هو العد من واحد إلى عشرة للخروج من حالة الصراخ، كما يمكنك السير على الأقدام 10 خطوات، أو الانتقال إلى غرفة مختلفة، أو القيام بنشاط مختلف. وتذكري أن الصراخ هو عادة رد فعل مبالغ فيه ويجب التوقف عنه.
4. امنحي نفسك الوقت المناسب للانتقال من حالة الصراخ، واجمعي أفكارك ثم اخرجي من غرفتك وتحدثي مع أطفالك فيما بدر منهم. سوف يواجه الأطفال صعوبة في البداية في انتظارك 10 دقائق حتى عودتك، ولكنهم سوف يعتادون على ذلك ويتعلمون أن هناك وقت خاص بك لا يمكن تجاهله.
5. فكري بعقلك، فمثلا عند عودتك من العمل وفي طريقك للبيت، ادرسي رد فعلك جيدا، وتناقشي بهدوء مع نفسك "عندما أعود إلى المنزل، ولم يقم ابني بواجبه، أو إذا حدثت فوضى مرة أخرى، هل سأصرخ أم لا.. سأعطي نفسي الوقت للاسترخاء، ومن ثم التعامل مع سلوكه"، وبالتالي يمكنك وضع خطة لرد الفعل.
6. تعرفي على ما يملأ وقتك ويهدئ أعصابك، فمن المفيد للآباء والأمهات أن يعرفوا ما هي محفزاتهم، وما يميزهم، وتعلمي ما يمكنك القيام به حتى لا تدخلين في نوبة الصراخ، والاستجابة بشكل أكثر فعالية.
7. راجعي نفسك فيما حدث، وحاولي التواصل مع أطفالك بشكل جيد لا يخرج عن نطاق السيطرة، ففي بعض الأحيان تعني التفاعلات إيجابية أن الوقت السلبي يصبح أقل.
8. اسألي نفسك أي نوع من الآباء تريدينه في حياة أطفالك، وتذكري أنه يمكنك التوقف عند أي نقطة وفي أي وقت لإجراء التعديلات على سلوكك الأبوي.
9. احصلي على الدعم اللازم، إذا كنت ترغبين في التوقف عن الصراخ، وتحدثي مع زوجك، أو أصدقائك، واعترفي لهم بذلك دون خجل أو حرج، فالجميع يصرخ تقريبا. قد يكون لزوجك بعض الأفكار حول ما يمكنك القيام به، أو يقدم لك المساعدة في المرة القادمة التي تحاولين الصراخ فيها.
الأبوة والأمومة يتخللها لحظات من التوتر الشديد، وغالبا ما يكون صراخ الآباء أمرا تلقائيا، أو عادة تم اكتسابها من الآباء، ولكن تذكري أنه لديك المزيد من الأدوات والوسائل التي لم تكن حاضرة في عهد الآباء، ولديك القدرة على تغيير الأشياء، وتملكين خيارات متعددة في تحسين السلوك.