فيديو| رحلة الحج.. أدعية العشر الأوائل من ذي الحجة

كتب: أحلام حسنين

فى: منوعات

12:10 03 أغسطس 2019

بينما حلت علينا أفضل أيام الدنيا وهي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة المحرم، التي يحرص المسلمون فيها على الأعمال الصالحة تقربا إلى الله عز وجل، هناك الكثيرون ممن يحملون الأماني والهموم ويتشبثون بالدعاءعسى الله أن يتقبل منهم، فهل هناك أدعية بعينها يبنغي على المسلم ذكرها، أم ما هي أفضل الأدعية والأذكار هذه الأيام؟.

 

بداية تعد الأيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، كما قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، أفضل أيام الدنيا، فقد أهداها رب العالمين إلى عباده المسلمين، ليفوزوا بما فيها من أجر عظيم إذا ما حرصوا على الأعمال الصالحة وعظموا شعائره وابتعدوا عن محارمه.

 

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام، قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء".

 

وفي هذه الأيام يحرص المسلمون على أداء الأعمال الصالحة المتعددة بين الصيام والصلاة وقيام الليل والذكر والصدقة وصلة الأرحام وغير ذلك، إلا أنه يبقى الدعاء هو سبيل كل ذي هم وحاجة، فيمضي ليله ونهاره يلتمس أوقات استجابة الدعاء حتى يدعوا الله بما يريد.

 

 

ليس هناك دعاء محدد

 

وحين تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي تجد منشورات يومية تحمل عنوان، دعاء اليوم من ذي الحجة، وهكذا يوم بيوم حتى يوم العيد، ولكن لم يثبت عن الرسول صلى الله عليه أنه كان هناك دعاء بعينه يُقال كل يوم من أيام العشر الأوائل من ذي الحجة، إلا ما روي من الدعاء في يوم عرفة، بحسب الفتوى رقم 103094 بموقع "إسلام ويب".

 

أما ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم، أنه كان يكثر من قول :"الحمد لله، لا إله إلا الله، الله أكبر"، وقيل أنه يكثر من لفظ "لا إله إلا الله" خاصة في يوم عرفة.

 

وقد أوصي رسول الله صلى الله عليه وسلم، أصحابه بالتكبير والتحميد والتهليل قائلا لهم:
"ما من أيام أحب ولا أعظم العمل فيهن من هذه الأيام العشر أكثروا فيهن من التحميد والتهليل والتكبير".

 

والتكبير المقصود به قول: اللّه أكبر، وفي التكبير دلالة على تعظيم المولى عز وجل، فهو إقرار بأن الله تعالى أعظم وأكبر من كل شيء، وأنه هو المستحق وحده بالعبادة، وفيه دلالة أيضًا على التوحيد الذي يعد واحدًا من أعظم مقاصد الحج.


وقد صرح أهل العلم أن أصح الصيغ الواردة في التكبير في أيام العشر من ذي الحجة، هو ما رواه عبد الرزاق عن سلمان بسند صحيح قال: كبروا، الله أكبر الله أكبر كبيرا"، وعن عمر وابن مسعود: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

 

والتحميد المقصود به تكرار قول الحمد لله، والحمد عبادة يؤديها المسلم سواء حدثت له نعمة أو لم تحدث، لإظهار الرضا بقضاء الله كله خيره وشره، وذلك لأن الحمد المطلق إنما يستحقه الله عز وجل لكماله وصفاته، وأعظم نعمة ظاهرة في هذه الأيام أنه عز وجل بلغ العبد إياها، فيها الحسنات، وتغفر فيها الذنوب.

 

أنواع وفضل التكبير

 

والتكبير نوعان: التكبير المطلق: يبدأ من أول شهر ذي الحجة، إلى آخر أيام التشريق، غير مقيد بوقت معين.


والتكبير المقيد: في أدبار الصلوات المفروضة، وقال الحافظ في الفتح:"أصح ما ورد فيه عن الصحابة قول علي وابن مسعود أنه من صبح يوم عرفة إلى عصر آخر أيام منى".

 

 

وقد ورد عن البخاري قوله: كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران فيكبر الناس لتكبيرهما.

 

وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام، وخلف الصلوات، وعلى فراشه، وفي فسطاطه،
ومجلسه، وممشاه، تلك الأيام جميعًا.

 

 

 

دعاء "يوم عرفة"

 

وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وفي الموطأ عن طلحة بن عبيد الله بن كريزأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له". 

 

وروى الترمذي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. والحديث حسنه الألباني.

 

 

وقال في "تحفة الأحوذي" على سنن الترمذي عند شرح هذا الحديث: ولا يخفى أن عبارة هذا الحديث لا تقتضي أن يكون الدعاء قوله لا إله إلا الله.. إلخ، بل المراد أن خير الدعاء ما يكون يوم عرفة أي دعاء كان، وقوله وخير ما قلت إشارة إلى ذكر غير الدعاء فلا حاجة إلى جعل ما قلت بمعنى ما دعوت ويمكن أن يكون هذا الذكر توطئة لتلك الأدعية لما يستحب من الثناء على الله قبل الدعاء. 

 

ومما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من الدعاء في يوم عرفة ما روى الترمذي عن علي بن أبي طالب قال: أكثر ما دعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة في الموقف: 

 

"اللهم لك الحمد كالذي نقول وخيرا مما نقول، اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي وإليك مآبي ولك رب تراثي، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ووسوسة الصدر وشتات الأمر، اللهم إني أعوذ بك من شر ما يجئ به الريح"، وقيل هذا حديث غريب من هذا الوجه وليس إسناده بالقوي.

 

وقال النووي في المجموع بعد أن ذكر هذا الحديث: وحديث عمرو بن شعيب المتقدم، وإسناد هذين الحديثين ضعيف، لكن معناهما صحيح، وأحاديث الفضائل يعمل فيها بالأضعف كما سبق مرات، ويكثر من التلبية رافعا بها صوته ومن الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

وأضاف النووي :"وينبغي أن يأتي بهذه الأذكار كلها فتارة يهلل وتارة يكبر وتارة يسبح وتارة يقرأ القرآن وتارة يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وتارة يدعو وتارة يستغفر ويدعو مفرداً، وفي جماعة وليدع لنفسه ولوالديه ومشائخه وأقاربه وأصحابه وأصدقائه وأحبائه وسائر من أحسن إليه وسائر المسلمين، وليحذر كل الحذر من التقصير في شيء من هذا، فإن هذا اليوم لا يمكن تداركه بخلاف غيره".

 

وينبغي أن يكرر الاستغفار والتلفظ بالتوبة من جميع المخالفات مع الندم بالقلب، وأن يكثر البكاء مع الذكر والدعاء، وقد قيل إذا وافق يوم عرفة يوم جمعة غفر لكل أهل الموقف.

 

 

أدعية مستحبة 

 

ومن الأدعية المختارة:"اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً كبيراً، وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني رحمة أسعد بها في الدارين وتب علي توبة نصوحا لا أنكثها أبدا، وألزمني سبيل الاستقامة لا أزيغ عنها أبدا، أللهم انقلني من ذل المعصية إلى عز الطاعة، واكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك، ونور قلبي وقبري، واغفر لي من الشر كله، واجمع لي الخير، اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم يسرني لليسرى وجنبني العسرى، وارزقني طاعتك ما أبقيتني، أستودعك مني ومن أحبابي والمسلمين أدياننا وأماناتنا وخواتيم أعمالنا، وأقوالنا وأبداننا وجميع ما أنعمت به علينا".

 

من الأدعية المستحبة على وجه العموم :"اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني"، ويعد هذا الدعاء من أجمع الدعوات التي أرشدنا إليها رسول الله.

 

"اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح دنياي التي فيها معاشي،
وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر".

 

"اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين، وغلبة العدو، وشماتة الأعداء، اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء، ومن درك الشقاء، ومن سوء القضاء، ومن شماتة الأعداء، اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجذام، والجبن والبخل، ومن المأثم والمغرم، ومن غلبة الدين وقهر الرجال".

 

"اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير".

 


"اللهم إني أسألك بفضلك وعظمتك وجلالك وهيبتك وجبروتك وقوتك وبأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تفرج عنا ما نحن فيه وأن تقدر لنا الخير فيما نريده وننويه، وأن ترزقنا من رزقك وأن تظلنا بظلك يوم لا ظل إلا ظلك،  اللهم لا تطوي صفحة هذه الايام الفضيلة إلا وقد سترت عورتانا ومحوت سيئاتنا وقبلت توبتنا وفرجت همومنا واستجبت لدعواتنا وأصلحت ابنائنا وبناتنا وأزواجنا وغفرت لموتانا، اللهم أجعل أيام ذي الحجة نصر وعز وخير وفلاح ونجاح لي ولأحبتي ولجميع المسلمين".


 

"اللَّهُمَّ هَذَا يَوْمٌ مُبَارَكٌ مَيْمُونٌ، وَ الْمُسْلِمُونَ فِيهِ مُجْتَمِعُونَ فِي أَقْطَارِ أَرْضِكَ، يَشْهَدُ السَّائِلُ مِنْهُمْ وَ الطَّالِبُ وَ الرَّاغِبُ وَ الرَّاهِبُ، وَ أَنْتَ النَّاظِرُ فِي حَوَائِجِهِمْ ، فَأَسْأَلُكَ بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ وَ هَوَانِ مَا سَأَلْتُكَ عَلَيْكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ".

 

وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :"من يبارك الناس في هذا الشهر الفضيل يحرم عليه النار".

 

اعلان