برسالة صباحية وساندوتش.. سمر تحقق حلمها بـ«صندوق السعادة»
ظلت تحلم لسنوات أن تكون مثل "همام في امستردام"، ولكن نظرًا لاختلاف الظروف والطقوس أجرت بعض من التعديلات على حلمها البسيط.. الذي تحقق هذا العام واعدته من بين انجازاتها لـ 2019 الذي أوشك على الرحيل..
صندوق بلاستيكي ذا لون وردي يحوي شطائر من الخبز صنيع يد صاحبته، إلى جواره كوبًا ورقيًا به رسائل صباحية من الفتاة العشرينية هدية لزبائنها..
"صندوق السعادة".. هو اسم مشروعها الذي اعتلى علبتها التي تحوي الشطائر، بعدما قررت أن تستغل موهبتها في فنون الطهي ، غير عابئة بالقيل والقال بشأن شهادتها الجامعية، حيث تقف به في قارعة الطريق أما كلية التربية ..
صاحبة "صندوق السعادة" تُدعى سمر سمير، تبلغ من العمر 24 ربيعًا، خريجة كلية شريعة جامعة الأزهر، خططت بمجرد انتهائها من دراستها الجامعية أن تقوم بمشروعها الخاص المتمثل في إعداد شطائر تحوى ما لذ وطاب من طعام.
تبدأ "سمر" في تجهيز حاويات صندوق السعادة قبلها بيوم، وتكمل المتبقى منها في الساعات الأولى من صباح اليوم التالي كما تحرص على كتابة رسائل تحوي عبارات مثل: "قد يؤخر الله الجميل ليجعله أجمل..ثق بالوصول ما دمت تجاهد..".
تضع "سمر" صندوقها داخل حقيبة سفر وتنتقل به من بيتها حيث محل سكنها إلى أن تصل بها لوجهتها بمحيط البحوث، ثم تبدأ رحلتها اليومية.
تقول صانعة الشطائر: اليوم باتت الكثيرات من طالبات الجامعة يألفوا وجهي ويعرفوني ويمطروني ايضًا بكلمات التشجيع.
تتذكر "سمر" تلك المرة الأولى لتنفيذ فكرتها كان يتملكها الخوف والرهبة، حينها اعتقدت أن كل العيون تحدق بها كونها تقف حاملة صندوقها، إلا إنها مع الوقت ألفت الأمر.
تقول الفتاة: صندوق السعادة هو أجمل انجاز لي في 2019، خاصة أنني عاشقة للطهي، وهدفي كان تقديم أكل بيتي نظيف.
تضيف: "كان حلمى اعمل مشروع عربية أكل زى همام فى امستردام بس مش معايا الفلوس اللى اعمل بيها المشروع وأنا مش عايزه حد يساعدني، وكانت الفكرة إني أعمل أكل وابيع في الشارع والحلم ده من سنين معايا بس كنت محتاجه الشجاعه اللى توصلني للمرحلة دي".
أرجعت صانعة الشطائر الفضل الأول لوالدتها التي كانت بمثابة خير داعم لها، حيث تتذكر أنها بدأت مشروعها بمبلغ بسيط وفرته أمها لها، ودائمًا ما كانت تدعمها بكلمات التشجيع بين الحين والآخر..