بعد جدال وفاة «مصطفى حفناوي»..كيف تحصن نفسك من الحسد؟

شغل الحديث عن الحسد حيزا كبيرا من اهتمامات رواد مواقع التواصل الاجتماعي، منذ وفاة اليوتيوبر مصطفى حفناوي، الذي أرجع البعض سبب وفاته إلى الحسد قبل أن يخرج التقرير الطبي الذي كشف عن تعاطيه مقويات وهرمونات بناء عضلات، أدت إلى إصابته بجلطة دماغية.

 

وبعيدا عما إذا كان الحسد سببا في موت مصطفى حفناوي أو لا، فهناك الكثير ممن يخشون تأثير الحسد على أنفسهم، فبعد أن تصدر "تريند الحسد" مواقع التواصل الاجتماعي، حكى البعض كيف عانوا من الحسد في حياتهم، ولهذا ينصح دائما رجال الدين بتحصين النفس بالأذكار والقرآن.

 

وتوفى اليوتيوبر مصطفى حفناوي، أمس الأول الاثنين، بعد أيام من إصابته بجلطة في المخ، وتبين أن سبب الوفاة يرجع إلى تناول حفناوي عقاقير تعمل على التجلط الدموي. 

 

وتباينت ردود أفعال الجمهور على "السوشيال ميديا" حول وفاة حفناوي، فعلق البعض: "شاب عنده 25 سنة مالحقش يتهني بالفلوس ولا بالنجاح مات في لحظة وساب كل حاجة.. مكانش بيشتكي من اي حاجة وكان طالع قبلها بساعات يعلن عن الكافيه الجديد اللي فتحه. فجأة تعب وفي خلال 48 ساعة مات العين حق، الحسد حق".

 

واختلف مغرد آخر عن علاقة الحسد بموت حفناوي:" :"الحسد مش بيغير إعمار ولا بيقللها.. مش معقول كل حاجة نقول حسد.. هو عمره كده ومكتوب ليه هيعيش الفترة دي الدعاء بالرحمة ليه أفضل شيء".

الجندي: الحسد وراء وفاة حفناوي

 

الشيخ خالد الجندي فقد تحدث في برنامجه الذي يقدم على dmc عن قوة الحسد، وتأثيرها على الإنسان، وضرب مثالا باليوتيوبر الراحل مصطفى حفناوي، ونجاحه ووسامته وقوته البدنية، لكنه رحل عن عالمنا بشكل سريع.

 

وقال "الجندي"، إن حفناوي يعتبر واحدا من أشهر اليوتيوبر في العالم العربي، ولديه متابعين بالملايين وحقق نجاح منقطع النظير، كان مرشح لأن يكون نجم سينمائي وتلفزيوني، وكل النجوم الكبار كانوا بيتواصلوا معه، وكانت الدنيا معه حلوة ومنورة، وفجأة عانى من ألم وراح المستشفى والتشخيص كان خاطئ".

 

وتابع:"كانوا فاكرين التهابات في الجهاز الهضمي، وفجأة طلعت جلطة في المخ وقلبت بشلل، ودخل في غيبوبة حتى انتقل إلى رحمة الله، دا حسد إيه دا ياجماعة، نحن في شدة الألم على فراقه، وكل نفس ذائقة الموت".

 

 

الحسد يضر الحاسد

 

وتوضح دار الإفتاء، عبر موقعه الإلكتروني، أن الحسد هو أن يتمنى الحاسد زوال نعمة المحسود، وهو حرام بإجماع الأمة؛ لأنه اعتراض على الحق سبحانه وتعالى، ومعاندة له، ومحاولة لنقضِ ما فعله وإزالةِ فضل الله عمَّن أهَّلَه له.

 

وحذرت الإفتاء من أضرار الحسد على الحاسد، مستشهدة بقول الإمام الغزالي في إحياء علوم الدين "اعلم أن الحسد من الأمراض العظيمة للقلوب، ولا تداوي أمراض القلوب إلا بالعلم والعمل، والعلم النافع لمرض الحسد هو أن تعرف حقيقا أن الحسد ضرر عليك في الدنيا والدين".

 

ويضيف الغزالي:" واعلم أنه لا ضرر على المحسود في الدنيا والدين، بل ينتفع به فيهما، ومهما عرفت هذا عن بصيرة ولم تكن عدو نفسك وصديق عدوك فارقت الحسد لا محالة".

 

 

وأوضحت الإفتاء أن المقصود بأنه لا ضرر على المحسود في دينه ودنياه، أن النعمة لا تزول عن المحسود بحسد الحاسد، ولكن بقدر الله تعالى من إقبال ونعمة، فلابد أن يدوم إلى أجل غير معلوم قدره الله سبحانه، فلا حيلة في دفعه، بل كل شيء عنده بمقدار، ولكل أجل كتاب.

 

أما كونه ضررا على الحاسد في الدين، فالمقصود به أن الحسد سخط على قصاء الله تعالى، وكره نعمته التي قسمها بين عباده وعدله الذي أقامه في ملكه، فالحاسد استنكر ذلك.

 

والحسد ضرر للحاسد على دنياه، لأن الحاسد يتألم بحسده في الدنيا أو يتعذب به، ويظل في كمد وغم إذا وجد الله يفيض على أعدائه بفيض نعمه عليهم، فيتعذب الحاسد بكل نعمة يراها على غيره، ويتألم بكل بلية تنصرف عمن يحسده، فيبقى معموما محروما ضيق الصدر، فكان يريد المحنة لعدوه فأصبحت محنته هو، وفقا للإفتاء.

 

ماذا يفعل المحسود؟

 

أما من أصابه الحسد، فهناك بعض النصائح التي وجهتها دار الإفتاء للمحسود، ينبغي أن يواظب عليها حتي يقي نفسه ويحصنها من تأثير الحسد، وهي كالتالي: 

 

- المواظبة على أذكار الصباح والمساء، وقراءة المعوذتين، وفاتحة الكتاب، وآية الكرسي، وقراءة القرآن والذكر بصفة عامة، وفواتح وخواتيم سورة البقرة. 

 

- التعوذات النبوية؛ مثل "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق"، وتقال 3 مرات صباحبا ومساء.

 

- كثرة الدعاء والتضرع واللجوء إلى الله ليصرف عنه السوء والعين والحسد.

 

- طلب الرقية شريطة يكون راقيا صالحا بعيدا عن الدجالين والمشعوذين.

 

-  دعاء التحصين من الحسد والعين والسحر، كما وردت في السنة النبوية، ومنها :"أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ومن همزات الشيطان وأن يحضرون" 3 مرات صباحا ومساء. 

 

- ومن أدعية التحصين "بسم الله الذي لا يضر من اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم" 3 مرات صباحا ومساء.

 

- الاستعانة على قضاء الحوائج بالكتمان . 

 

وحذرت الإفتاء من أنه لا يبنعي للمسلم أن يسيء الظن بإخوانه، ويتهمهم بأنهم حسدوه لمجردِ مصادفةِ أحداثٍ تقع، قد لا يكون لها علاقة بمن يظن فيهم ذلك.