آخرها سيجنال
الخصوصية أم الإرهاب؟.. هل تضر أدوات التشفير الديمقراطية أم تدعمها؟
في الأسابيع القليلة الماضية ، انضم ملايين الأمريكيين إلى Signal ، وهو تطبيق دردشة مشفر مفتوح المصدر ومجاني.
يفر المستخدمون من WhatsApp بأعداد كبيرة ، بسبب نافذة منبثقة تكشف عن أن برنامج المراسلة سيشارك البيانات الشخصية مع Facebook ، وبسبب مخاوف أوسع بشأن التكنولوجيا الكبيرة في أعقاب أعمال الشغب في 6 يناير في مبنى الكابيتول.
ولكن في الوقت الذي يشهد فيه التشفير أكبر اختراق له حتى الآن ، تظهر رواية مضادة مرة أخرى مفادها: (يجب أن نكون حذرين من منصات حماية الخصوصية لأنها يمكن أن تساعد المتطرفين والمجرمين).
وتنشر أفضل المنافذ الإعلامية بدءًا من New York Times إلى Associated Press مقالات حول كيفية استخدام أدوات اختراق المراقبة الجماعية مثل Signal و Bitcoin من قبِل المتطرفين المحليين.
وقالت جانيت يلين ، وزيرة الخزانة الأمريكية ، في حكومة الرئيس الجديد جو بايدن: إن العملات المشفرة "مصدر قلق خاص" للإرهاب وغسيل الأموال.
وقد تم نشر عشرات القصص التي تحذر من مخاطر أدوات الخصوصية في الأسابيع القليلة الماضية. لكن هذه ليست المرة الأولى التي تملأ فيها هذه الحجج دورة الأخبار.
في أوائل التسعينيات ، عارضت إدارة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون التشفير القوي على نطاق واسع على أساس أنه سيساعد الإرهابيين والمعتدين على الأطفال.
وقامت وزارة العدل بالتحقيق مع (فيل زيميرمان) Phil Zimmerman ، مبتكر ومخترع تطبيق Pretty Good Privacy ، لتصديره للبرامج بشكل غير قانوني حيث أن "PGP" جعل من السهل على مستخدمي الكمبيوتر تبادل الرسائل المشفرة. حتى أن الإدارة حاولت دفع "Clipper Chip" ، مما يمنحها بابًا خلفيًا في أجهزة المستهلك.
وفي نهاية المطاف ، تم هزيمة Clipper Chip والقيود المناهضة للخصوصية من قبِل تحالف من نشطاء الحريات المدنية وشركات التكنولوجيا و cypherpunks: مجموعة من المبرمجين الذين قدموا أدواتهم التي لا يمكن إيقافها مجانًا.
وتعرضت الخصوصية لهجوم الدولة الأمريكية مرة أخرى بعد 11 سبتمبر باسم مكافحة الإرهاب ، ومنذ ذلك الحين تم انتهاكها مرارًا وتكرارًا في خدمة رأسمالية المراقبة ، لكن الأمريكيون يواصلون القتال من خلال البرامج للحصول على خصوصية أكثر.
ودفعت اكتشافات إدوارد سنودن في عام 2013 المواطنين من جميع الأطياف السياسية إلى التفكير في إمكانية المراقبة الحكومية ؛ خصوصًا بعد فضيحة Cambridge Analytica لعام 2018 ، والتهديدات الأخيرة لرجال الشرطة بالتجسس على متظاهري العدالة العرقية وزيادة التدقيق في التكنولوجيا الكبرى ليست سوى أحدث الحوافز للناس العاديين لتبني أدوات الخصوصية.
وقام مشاهير مثل إيلون ماسك وجاك دورسي بالتغريد عن Signal. في Capitol Hill ، حيث يستخدم أعضاء مجلس الشيوخ التطبيق منذ عام 2017 ، واستخدمته حملة بايدن للمراسلات الرسمية.
واعتمد المتظاهرون في "حياة السود مهمة" التطبيق أيضًا كوسيلة للبقاء في مأمن من مراقبة الشرطة.
وينشر الموسيقيون الكلمة: "لا ترسل رسائل نصية إلى هاتفي إلا إذا ضربتني على Signal".
كما سجل المتصفح DuckDuckGo الذي يركز على الخصوصية للتو يومه الأول بأكثر من 100 مليون عملية بحث ، بينما تجاوز Telegram ، وهو تطبيق دردشة آخر مع ميزات الخصوصية ، 500 مليون مستخدم.
حتى المدير السابق لوكالة الأمن القومي ووكالة المخابرات المركزية مايكل هايدن جادل بأن الأمريكيين أكثر أمانًا باستخدام أدوات الخصوصية. ما يعني أن الأمريكيين لن يتوقفوا عن البحث عن تطبيقات أكثر خصوصية في المستقبل.
ما هو تطبيق سيجنال:
حالة من الجدل الواسع أثارها تطبيق واتساب خلال الأيام الماضية، بعد الإعلان عن تحديث سياسة الخصوصية، التي تتمثل في فرض مشاركة بيانات المستخدمين مع تطبيقات ومنتجات فيس بوك الأخرى، وحال لم يتم قبول شروط سياسة الخصوصية الجديدة، سيتم حذف حساب واتساب الخاص بهم اعتبارًا من يوم 8 فبراير 2021، الأمر الذي جعل البعض يبحث عن بدائل أفضل تحافظ على خصوصية المستخدمين، وكان البديل الأفضل هو تطبيق سيجنال Signal.
ووفقًا للبوابة العربية للأخبار التقنية Aitnews، فإنّ تطبيق Signal يمكنه فعل كل شيء يفعله تطبيق واتساب، إذ يمكن للمستخدمين تفعليه باستخدام رقم الهاتف، ومن ثم يستطيع المستخدم عبر اتصال الإنترنت في الهاتف إمكانية إرسال رسائل نصية مشفرة أو رسائل صوتية أو صور أو مقاطع فيديو للأفراد والمجموعات أيضًا، كما يتيح التطبيق أيضًا إجراء المكالمات الصوتية والمرئية فرديًا أو جماعية مع دعم التشفير في كلاهما.
مميزات استخدام تطبيق سيجنال
وتساءل مستخدمو واتساب عن ما هو تطبيق سيجنال الجديد، وما هي الأسباب التي تجعله البديل الأفضل، إذ جاءت مميزات استخدام التطبيق على النحو التالي:
التطبيق يدعم التشفير
ويعتبر تطبيق سيجنال هو البديل الأفضل لتطبيق واتساب كونه الأكثر أمانًا بين جميع تطبيقات التراسل الأخرى، فهو تطبيق مفتوح المصدر، ومملوك لمنظمة البرمجيات (Open Whisper Systems) وهي مؤسسة غير ربحية هدفها جعل الاتصالات الخاصة في متناول الجميع.
ويدعم التطبيق ميزة التشفير، ويعمل على جميع أنظمة التشغيل تقريبًا، فهو متاح لأنظمة: أندرويد، وiOS، و وويندوز، وmacOS، وlinux، كما يتميز بأنّه سهل الاستخدام بشكل كبير، ويوفر المكالمات الصوتية والمرئية، لذلك لن تفتقد أي شيء يقدمه لك واتساب.
كما يدعم تطبيق سيجنا ميزة «التشفير من طرف إلى طرف» لتأمين محادثاتك، بحيث لا يمكن لأي شخص وكذلك الشركة المطورة للتطبيق نفسه قراءة رسائلك أو الاستماع إلى مكالماتك، حيث تعتمد ميزة التشفير على برتوكول تشفير مفتوح مصدر يُسمى «Signal Protocol»، ما يعني أنّه يمكن للخبراء اختباره والبحث عن الأخطاء، وهو الأمر غير المتاح في تطبيق واتساب، ما يجعل تطبيق Signal أكثر أمانًا.
التطبيق لا يجمع بياناتك الشخصية
يرفع التطبيق شعار حماية الخصوصية، فكل البيانات الشخصية التي يصل إليها هي رقم هاتفك، ولا يحاول ربطه بهويتك، في حين أنّ تطبيق واتساب يجمع الكثير من البيانات المتعلقة بحسابك مثل: رقم الهاتف، وصورة حسابك، وأنماط استخدامك – التي تشمل: الميزات التي تستخدمها والمجموعات التي انضممت إليها، وكيفية تفاعلك مع الآخرين داخل التطبيق، ومعلومات أخرى مثل: استخدام ميزة الحالة – وبيانات الجهاز، وغير ذلك، فضلًا عن تحديث سياسة الخصوصية الجديد والذي يمنح التطبيق مشاركة كل هذه البيانات مع تطبيقات فيسبوك الأخرى.
لن يتم إضافتك في المجموعات دون إذنك
ومن أهم ميزات الخصوصية التي يمنحها لك تطبيق سيجنال، أنّه لن يتم إضافة جميع أعضاء المجموعة تلقائيًا، ولكن يتم إرسال دعوة إلى الأشخاص وعليهم قبول الدعوة أولًا للانضمام إلى المجموعة.
خطوات تحميل تطبيق سيجنال
- من متجر الهاتف الخاص بالأندرويد أو الـIOS، ابحث عن Signal App، ثم اضغط على زر التحميل Install.
- سيطلب منك التطبيق السماح بالدخول إلى جهات اتصالك وملفات الميديا الخاصة بك.
- بعد ذلك أدخل رقم هاتفك، وللتحقق منه ستصلك رسالة نصية تتضمن رمزًا مكون من 6 أرقام، وسيُطلب منك إدخال هذا الرمز، ومن ثم الضغط على زر الإدخال Submit.
- سيطلب منك التطبيق بشكل اختياري أن تضع صورة شخصية لتظهر لجهات اتصالك، بعد ذلك اضغط على زر الانتهاء Finish أو تجاوز الخطوة بالنقر على زر الإكمال لاحقاً Set later في أسفل الشاشة.
وبعد ذلك يطلب منك التطبيق أن تسمح بأن يكون هو التطبيق الأساسي للرسائل النصية في هاتفك.