بسبب غلاء الأسعار.. هل يتخلى المصريون عن عادات رمضان؟

الياميش

"ياميش رمضان نزل، بس غالي جدا، هنعمل ايه لازم نجيب كل سنة وانتوا طيبين"، استوقفتني هذه الجملة التي تكررت أمامي من أشخاص مختلفين في حوار دار عن أسعار المكسرات والياميش الذي اعتاد المصريين على شرائها منذ سنوات طويلة.

 

كان هذا الحوار كفيلا بطرح العديد من التساؤلات حول ماهية وأهيمة "ياميش رمضان" كنوع من أنواع العادات والتقاليد التي لا يتخلى عنها المصريون.

 

والملفت أن بالرغم من الظروف الاقتصادية الطاحنة التي تسببب فيها فيروس كورونا إلا أن هذه المنتجات تجد إقبالا كبييرا في الأسواق رغم الغلاء.

 

توجهت "مصر العربية" بسؤال إلى عدد من السيدات حول ضرورة شراء "ياميش رمضان" و"هل يمكن التخلص من هذه العادات في ظل الظروف الاقتصادية الحالية؟".

 

تقليل الكميات "حل وسط"

 

يرى عدد من السيدات أن التخلي عن عادة تربى عليها الأجيال فاجئة أمر صعب، فبعض الأسر تعودت على هذه الطقوس؛ لذلك تجدن أن تقليل الكميات قد يكون حلا وسطا بين الحفاظ على العادات والتأقلم مع الظروف الحالية.

 

تقول "أميرة" وهي سيدة في أواخر الثلاثينيات في تصريحات لـ"مصر العربية" :" بسبب الأسعار قللت الكميات ففي بعض الأصناف بدلا من شراء كيلو منها أصبحت أشتري نصف أو ربع كيلو فقط".

 

وترى أن شراء هذه الأشياء هو نوع من أنواع الاحتفال بقدوم الشهر الفضيل: "بنجيب الحاجات دي كنوع من الفرحة والاحتفال مثل كحك العيد".

 

وأضافت "أميرة" أنه يمكن الاستغناء عن هذه الأشياء بالفعل فهي ترفض فكرة أن تصبح عبئا على رب الأسرة، معلقة: "أرفض فكرة  الضغط على رب الأسرة من أجل شراء ياميش رمضان، أنا خلال 15 سنة من الزواج نحضر هذه الأشياء بما يتناسب مع ميزانية الأسرة".

 

وعن المقارنة بين أسعار زمان والوقت الحالي، أوضحت أميرة أن أسعار هذه الأشياء تعتبر مرتفة من سنوات طويلة ولكن لم تكن بهذا الغلاء الذي وصلت له في السنوات الأخيرة.

 

 

تقول "آية" فتاة في أواخر العشرينيات في تصريحات خاصة: "زمان طبعًا كنا نشتري كميات كبيرة ولكن في السنوات الأخيرة بدأت تقل  بالتدريج، وذلك لعدد من الأسباب أولها  الأسعار ممكن يبقى مبالغ فيها مؤخرًا، بالإضافة إلى أن الأوضاع الاقتصادية لبيوت كثيرة  غير مستقرة زي الأول،  لذلك  هناك  أولويات أهم تحتاجها الأسرة".

 

 

وترى "آية" أن يمكن أن نحضر صنفا واحدا أو عدد من الأصناف بكمات أقل، مؤكدة أنه لا توجد مشكلة في الإستغناء عنها وخاصة المكسرات مثل "عين الجمل والبندق".

 

 

واختتمت حديثها :" نحن نشتري هذه الأشياء  بس الأجواء والطقوس مش أكثر، وهي عادات مش ملزمة لأن مش هنموت لو  لم نتناولها، وخاصًة أنها ترى أن هناك استغلال من التجار للموسم بشكل مبالغ فيه".

 

 

"مش هنموت من غيرها"

 

أما "نور" التي تزوجت حديثا، تقول إنها بالرغم من أنها تربت على هذه العادات إلا أنها تخلت عن فكرة الياميش منذ سنتين تقريبا، قائلة: "أنا بقالي سنتين بشتري بلح وتمر وقمر الدين فقط ولم عد اشتري مكسرات، ولا باقي الياميش لأنه غالي، لكن البلح والقمر الدين مش غالي، وهذا العام سأستمر على نفس النظام".

 

وتابعت في حديثها مع مصر العربية :" بصراحة مش بيفرق معايا العادات ولا التقاليد، أنا مش هضغط على مصاريف المنزل من اجل العادات، فهناك أشياء  يمكن صنعها بأقل التكاليف وتحقق السعادة والفرحة أيضا".

 

 

أما "أحلام" تحكي عن تجربتها لشراء متطلبات رمضان قائلة: أانا نزلت السوق عشان اشتي خزين رمضان وجدت  زحمة جدا الناس حرفيا فوق بعضها أمام البايعين، بس معظمهم بيسأل وبيمشي أو بيشتري حاجات بسيطة جدا.. معظمنا اتفاجأ بأن في أسعار سلع أساسية كمان زادت يعني مش بس ياميش رمضان ".

 

وتابعت :"الياميش ممكن نستغنى عن حاجات كتير فيه زي المكسرات وقمر الدين وغيره.. لكن السلع الاساسية في شهر صيم صعب جدا.. السمنة مثلا بقت بـ 45 جنيه .. المكرونة غليت وكله ارتفع ... ولسة متوقع أنها تزيد على دخول رمضان عشان كده في ناس كتير بدأت تشتري من دلوقتي، أما ياميش رمضان فهو عادة صحيح لكن مضطرين نستغنى عنها وكل سنة بتنازل أكتر من الأول".

 

 

واختتمت حديثها :" يعني الاول كان الواحد بيجيب كميات بسيطة دلوقتي حتى الكميات دي هنضطر نستغنى عنها .. لأن يدوب هنشتري الأساسيات".

 

 

أما "سحر" وهي سيدة في منتصف الأربيعنيات، تقول أنها تربعت على هذه العادات لكنها توقفت عنها منذ 20 عاما، وبالرغم من أن مستوى عائلتها المادي جيد إلا أنها لا تشتري سوى البلح والتمر وذلك لأنها تمتلك أسرة كبيرة.

 

كم يكلف ياميش رمضان الأسرة؟

 

وبأسعار تقريبية لأسعار الياميش والمكسرات التي تتواجد في الأسواق سنجد أن تأتي كالآتي في أشهر السوبر مارك أو هايبر.

 

لفة قمر الدين400 جم  من 23 لـ39 جنيه

 

كيلو فستق مقشر  من  245 لـ300 جنيه

 

كيلو قراصيا من 45 لـ60 

 

كيلو المشمشية من 79 لـ110

 

كيلو اللوز المقشر 110 لـ160

 

الزبيب من 28 إلى 50

 

كيلو التين 95 لـ110

 

كيلو البلح 10 لـ35

 

وكانت تقارير صحفية أشارت العام الماضي أن هناك تراجع كبير على شراء المصريين للياميش ، وأنه في العام الماضي 2020لم تتخط حركة المبيعات مع بداية شهر الصوم المبارك 25%.

 

 

فوائد الياميش

 

ويحتوي "الياميش" على الكثير من الفوائد التي تتواجد في "المشمش المجفف" و"التين المجفف"، و"البرقوق المجفف"، و"الزبيب"، إلا أنه ينصح بعدم الإفراط فيها لأنها تحتوي على سعرات حرارية وتؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر، كما ينصح بغسل هذه الفواكه المجففه قبل استخدامها.

 

يساعد "التين" على سبيل المثال  على زيادة الشعور بالشبع، وبالتالي يمنع الإفراط في تناول الطعام ، لكن يجب عدم الإفراط في  تناوله لأنه يحتوي على السكر.

 

يحتوي على القليل من السعرات الحرارية، ويساعد المشمش المجفف  في تعزيز عملية الهضم في الجسم.

 

أما "القراصيا"  وهو "البرقوق المجفف"، ويحتوي على  البوتاسيوم الذي يساعد  تسهيل الهضم ، وتنظيم نبض القلب وضغط الدم، ويقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون.

 

يحتوي الكاجو على مضادات الأكسدة، والدهون الأحادية غير المشبعة، مما يجعله مفيداً للقلب، والفوسفور، ويحتوي على نسبة دهون أقل من المكسرات الأخرى.

 

مقالات متعلقة