«أنا مراهق».. قنبلة موقوتة داخل الأسرة

مشكلات المراهقين

"يتأخر ابنك في العودة للمنزل!.. لا يقبل النصيحة ويريد أن يكون ذات شخصية مستقلة! تواجهه مشكلة في الدراسة أو بدأ يعاني من السمنة.. وغيرها من المشكلات التي تظهر للأسرة يوميًا.."، لا تقلق ففي منزلك مراهق وكل تلك الأمور من الوارد أت تحدث، لكن الأهم طريقة التعامل معها واحتوائها وحلها.

 

فترة المراهقة، من أصعب الفترات العمرية على الأبناء والآباء ولا تخلو من المشاكل حيث يمر الطفل بتغيرات جسدية ومعرفية وسلوكية تدفعهم إلى السعي لمزيد من الاستقلالية بما يخالف رغبة الآباء، وهنا تكمن خطورة الموقف.

 

ورصدت العديد من الدراسات المشاكل الأكثر شيُوعًا في أثناء مرحلة المراهقة، ومنها: "النُمو والنماء، الدراسة، اضطرابات الصحة النفسية، والسلُوكيات الخطرة أو غير القانونية".

 

كما صدرت كتب كثيرة تتطرق لجوانب كثيرة تظهر في مرحلة تطور الأبناء من الطفولة للمراهقة، تجيب عن عدة تساؤلات منها: "كيف تفهم طفلك المراهق؟ وما هي أبرز مشاكل المراهقين؟ كيف تساعد ابنك المراهق على حل مشاكله؟و نصائح لفهم مرحلة المراهقة والتعامل مع مشاكل المراهقين؟.

 

فرحة تتحول لصدمة

 

ما أجمل من أن يرى الآباء أبنائهم وهو يكبرون أمام أعينهم وتتطور شخصياتهم ويشعرون بالفخر من بعض تصرفات الصغار بل يشجعوهم على ما يقومون به.

 

لكن ما أن يكبر الأطفال قليلًا ويصلوا إلى سن العاشرة أو الحادية عشر، يتغير هذا الشعور من الفرحة والفخر إلى صدمة، نتية تغير تصرفات الأطفال وكذلك طريقة تعاملهم مع والديهم مما يسبب لهم أنزعاجًا شديدًا.

 

ورغم أن الآباء كان يمروا بنفس الأوضاع وهو في نفس المرحلة العمرية، لكنهم يتفاجئون من تصرفات أبنائهم، والأمر ليس بسيطًا لكنه يتطلب تفهمًا أن الأطفال في هذا العمر يتم إعادة تشكيل الدماغ لتنضج أكثر لذلك يتعرضون للكثير من التغيرات والضغوطات التي تساهم في تكوين شخصيتهم.

 

 

أكبر استثمار

 

هناك العديد من الطرق المناسبة للتعامل مع المراهقين، كشف عنها حسن مختار؛ خبير تطوير الذات، قائلًا: إن أهم فترة فى حياة الإنسان هى من سن الـ12 إلى الـ20 عامًا، مشيرًا إلى أنها تعتبر سنوات لتحديد المصير.

 

وأضاف حسن مختار، خلال حواره ببرنامج "حلو الكلام" المذاع عبر فضائية "صدى البلد"، أنه يجب على الوالدين إعطاء الحرية لأبنائهم لاختيار ما يناسبهم فى الحياة، موضحًا: "أنك تقوله عايز تعمل أى فى حياتك دا يعتبر أكبر استثمار فى حياته".

 

وأشار إلى أن المراهق له وضعه الخاص، كما أنه لا يريد دائمًا أن يضع نفسه أمام تحدي في حياته الدراسية وأنه يجب أن يكون الأفضل، حيث أنها تضع ضغط نفسي كبير عليه.

 

ونصح الأهالى أنه يجب أن يرون ما يريده المراهق فى حياته، لافتا إلى أن وظيفة مدرب لتطوير الذات هي مساعدة المراهق لاكتشاف نفسه، "لو بدأ يلاقي موهبته هيلاقى نفسه بيتميز فيها وهتديله شعور بالرضا والاطمئنان".

 

ونوه إلى ضرورة أن يتعامل الآباء مع أبنائهم المراهقين على أنهم أصدقائهم، مضيفًا إلى أن الحياة ليست دراسة ومؤهلات فقط، بل الأهم هو التعرف على المهارات والقدرات لدى الشخص ليتميز بها.

 

 

أحذر الوحدة

 

تختلف مشاكل المراهقين من جيل لآخر والتطورات التي تظهر مع الزمن، فمثلًا مشاكل المراهقين منذ خمسين عام ليست نفس مشاكل المراهقين في هذه الأيام، وحاليًا مع الانفتاح من خلال الإنترنت والتوسع في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، ساهم ذلك في شعور المراهقين بالوحدة.

وأفادت دراسة طبية، أن الشعور بالوحدة أصبح منتشرًا بشكل متزايد بين المراهقين، الذين يقضون فترات أطول على شبكة الإنترنت.

 

قالت كاتارينا سالميلا أرو؛ الأستاذ بجامعة هلسنكي: "فى فترة جائحة الفيروس التاجي، ازداد الشعور بالوحدة بشكل ملحوظ بين المراهقين.. فهم يبحثون عن شعور بالانتماء عبر شبكة الإنترنت، حيث يتوجه المراهقون الذين يشعرون بالوحدة إلى الإنترنت وهم معرضون لخطر الإدمان، والذى يتضمن إدمان الألعاب أو المراقبة المستمرة للإعجابات على وسائل التواصل الاجتماعى والمقارنات مع الآخرين".

شارك فى الدراسة - المنشورة بمجلة "تنمية الطفل" - نحو 1,750 مشاركًا للتحقيق فى معدلات استخدامهم الضار لشبكة الإنترنت من قبل المراهقين.

وأجريت الدراسة على الفئات العمرية بين 16 و18 عامًا، ووجد أن خطر الانجراف وراء الإفراط فى استخدام شبكة الإنترنت المثير للكثير من المشاكل فى أعلى مستوياته بين المراهقين البالغين 16 عامًا، وكانت هذه الظاهرة أكثر شيوعًا بين الأولاد، مقارنة بالفتيات.

وأشارت الدراسة أن المشكلة تستمر حتى مرحلة البلوغ، لكن بالنسبة للآخرين، فإنها تتلاشى مع تقدمهم فى السن، ولفتت النتائج إلى أن الحد من استخدام الإنترنت يرتبط غالبًا بنمو المراهقين، ويتحسن التنظيم الذاتى والتحكم، وتتكيف أدمغتهم وتوجه المهام المتعلقة بالتعليم انتباههم.

 

 

قنبلة موقوتة

 

فجرت وسائل التواصل الاجتماعي واستخدام شبكة الإنترنت، العديد من المشكلات بين المراهقين، فهي سلاح ذو حدين، لذا يجب أن يخضع لرقابة الأهل لكن بريقة غير مباشرة.

 

ورغم أن وسائل التواصل الاجتماعي، طريقة جيدة للتواصل، إلا أن أثرها السلبي واضح  على المراهقين، خاصة مما يقضون معظهم يومهم في التصفح مما يخلق حالة من الإدمان، وبالتالي عدم القدرة على التركيز على المهام الضرورية التي يجب على المراهق تنفيذها.

 

لم يكن أدمان الإنترنت، هي المشكلة الوحيدة التي قد تظهر، لكن هذا الأدمان من الممكن أن يصاحبه الإصابة بالاكتئاب نتيجة للشعور بالوحدة، إلى جانب أن الاستخدام المفرط للإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى يتنبأ بضعف النجاح الأكاديمي، حيث يستهلك المراهق قدرًا كبيرًا من الوقت، مما يعطله عن الدراسة أو أخذ القسط اليومي الكافي من النوم، مما يأثر على نموه العقلي.

 

وأشار المهعد الوطني للصحة العقلية عام 2017، أن الاكتئاب من أكثر المشاكل التي يتعرض المراهقون لها، وهناك  أكثر من 3.2 مليون مراهق مكتئب في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، مما يعني أن أكثر من 13% من المراهقين يعانون من الاكتئاب قبل بلوغهم سن الرشد.

 

ليس هذا فقط، فطبقًا لاحصائية المعهد الوطني، فإن معدل الاكتئاب عند الفتيات المراهقات زاد أيضاً في العقد الأخير، ليشير في النتائج  أن أكثر من 8% من المراهقات اليوم يعانين من الاكتئاب.

وتفتح وسائل التواصل الاجتماعي، الأعين، على مشكلة أخرى، وهي "التنمر" التي يعاني منها كثيرًا من المراهقين في المدرسة الثانوية، عن طريق تصوير بعض الفيديوهات التي يعتقد المتنمرون أنها ظريفة، ومن ثم نشرها على السوشيال ميديا، مما يؤدي إلى تأذي نفسية المراهق وجرحه بشكل كبير.

 

التعامل صعبًا لكن ليس مستحيلًا

 

تصرفات الأبناء في تلك المرحلة العمرية، تجعل الآباء يخرجون عن شعورهم ومن الممكن أن يلجأوا للعنف في الكثير من المواقف، في حقيقة الأمر التعامل مع المراهقين صعبًا لكنه ليس مستحيلًا.

ونرصد خلال هذه السطور، عدد من الكتب التي تقدم روشته للتعامل مع المراهقين ومشكلاتهم والحلول الممكنة.

أنا مراهق..

 

صدر حديثًا عن سلسلة"كتاب اليوم" كتاب جديد بعنوان " أنا مراهق !" تأليف نخبة من أطباء الجمعية المصرية لطب المراهقين .

 

يتناول الكتاب بالتفصيل مشاكل المراهقين وأسبابها وطرق علاجها, والتي تعد مرحلة من أخطر وأحرج المراحل فى حياتهم , مرحلة يشوبها القلق والتوتر والبحث عن الذات والاستقلالية , فهي فترة تحدد فيها شخصية الإنسان وطباعه وميوله وممارسته ومستقبله.

 

كما يحتوى الكتاب على روشتة طبية للأباء والأمهات فى كيفية التعامل مع المراهقين , فالمراهق فى أمس الحاجة للرعاية والمساندة والعناية المستمرة من أجل أن يستطع أن يتخطى هذه المرحلة بسلام .

 

ويقول علاء عبد الهادي؛ رئيس تحرير "كتاب اليوم"  فى تقديمه للكتاب المراهقة فترة التغيرات الجذرية جسديًا ونفسيًا، والمراهق يحتاج إلى من يتفهم ما يمر به، فيحسن التعامل معه بدون إفراط ولا تفريط، حتى تعتدل سفينة حياته ويجتاز فترة المراهقة بسلامة نفسية، ويكمل رحلة حياته.

 

وأضاف: "كثير من المصائب وقعت لمن هم فى فترة المراهقة، لأنهم لم يجدوا الأب أو الأم الذى يحنو، ويعطف أو يكون حاسما وقت أن يكون الحسم ضروريًا" .

 

وتابع: "لا يكاد يوجد بيت من غير مراهق أو أكثر، وجميعنا مر بالمراهقة، ويدرك حساسيتها، ومع تسارع العصر الذى نحياه ، ومع زيادة المغريات أصبح التعامل مع المراهق أكثر صعوبة، وأكثر إلحاحًا ، ولم تعد السياسات النمطية التى قد نكون ورثناها عن أجدادنا تجدى نفعا مع مراهق اليوم الذى يجب أن تصادقه، وتحتويه وتستوعب تركيبته النفسية" .

 

 

العادات السبع للمراهقين

 

بيع كتاب "العادات السبع للمراهقين الأكثر فعالية" ملايين النسخ وترجم للعديد من اللغات، الذي ألفه "ديل كارنيجى" ويعد أشهر الكتب التحفيزية، وساعد عددًا لا حصر له من الأشخاص على النجاح في كل من حياتهم المهنية والخاصة.

والكتاب منحة حقيقة لروح سن المراهقة،  ويقدم الأمل والرؤية والقوة للتغلب على التحديات التي تواجه المراهقين ويتحدث إليهم بطريقة تجمع بين الإمتاع وإثارة الفكر ليقدم لهم خريطة طريق دقيقة تقودهم نحو مستقبل ناجح وذلك من خلال لفت الانظار إلى عادات سبع تجعل من صاحبها مراهقها فعالا لة نظرة مختلفة يغمرها الأمل والطموح والإنجاز ثم النجاح. الكتاب مليء بالقصص المدهشة يرويها مراهقوا اليوم عن أنفسهم وهي قصص كتبت بدوافع عديدة مثل الغضب والإحباط والمرح والحماس والوحدة والنجاح والأمل والإلهام، الرسوم الإلكرتونية والأفكار والاقتباسات التي يحتويها الكتاب تجعله مثيرًا وجذابًا وموائما للموضوع.

 

يضع الكتاب، دليلًا مفصلًا خطوة بخطوة يساعد المراهقين على بناء صورة الذات وعلاقات الصداقة ومقاومة ضغط النظراء وتعلمهم كيفية تحقيق أهدافهم طويلة الأجل.

 

 

 

50 طريقة لمصادقة ابنك المراهق

يتضمن الكتاب مواقف كثيرة وأحداث بالغة في علاقة الآباء بالأبناء، وسلسلة من مطالب الأبناء وتطورات حياتهم الجديدة خلال مرحلة المراهقة التي تتضمن كل يوم أحداثا جديدة، وخبرات غير مسبوقة، يعالجها الكتاب بمنظور علمي دقيق لا يغفل حقيقة واحدة، أو يتجاهلها.

 

ويقدم الكتاب، المواقف في صورة مواقف تفاعلية وإيضاحات لما يجب أن يفعله الوالدان، وكيف يفعلونه، وكيف يبنون مع أبنائهم رصيدًا من المشاعر الوجدانية والذكريات والانطباعات التي تدوم معهم على امتداد العمر، وهو يحقق بذلك المعادلة الصعبة، معادلة اللقاء والتفاعل بين أجيال متباعدة.

 

فن التعامل مع المراهقين

 

يقول ناصر الشافعي، مؤلف كتاب "فن التعامل مع المراهقين"، إن التعامل مع المراهقين أمر متعب لما تشتمل عليه افكارهم من تناقضات فى تلك الفترة، ولذلك كرس كتابه في إيجاد حلول للمشاكل التى تواجهنا في تللك الفترة بأسلوب سهل وشيق وطريقه سهلة فى عرض المشكلة وأسلوب رائع فى حلها.

 

ويضمن الكتاب العديد من المحاور، منها: "مرحلة المراهقة التعريف والطبيعة كرحلة المراهقة، والفرق بين المراهقة والبلوغ، ونصائح عامة تخص مرحلة المراهقة، دور الأهل وأطباء الأطفال خلال هذه الفترة، التطور المعرفي والأخلاقي، التغيرات النفسية في سن المراهقة، والمراهقة والتغذية".

 

مقالات متعلقة