إبراهيم يسري: العاصمة الإدارية تخدم ديناصورات التربح

انتقد السفير إبراهيم يسري مساعد وزير الخارجية الأسبق، مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، التي تنفذه وزارة الإسكان.

وقال في تدوينة عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "خطورة مشروع العاصمة الجديدة، أجد إن من واجبي أن أعيد مضمون مقالاتي و مساهماتي عن خطل و هبل وخطر إقامة مثل هذه المدينة الضخمة بينما تئن المدن الجديدة التي أقيمت من صعوبات وضعف خدمة البني الأساسية وحركة المرور".

وأضاف: "فضلًا أنها تبن لصالح المليونيرات والمتربحين بينما لا يجد الشباب مسكنا لتكوين أسرة، وفي الستينيات عاصرت في زيارة لمدينة ربو ديجانيرو عاصمة البرازيل في ذلك الوقت وهي تقع في شمال قارة البرازيل، وهي مدينة جميلة تكاد تكون اجمل المدن في العالم ومهرجانها الموسيقي والشعبي الراقص لا يضاهيه أي مكان ولكنها أصبحت مأوى للعشوائيات والمخدرات".

وتابع: "وجدت زملائي أعضاء السفارة يتحسبون من مشروع إنشاء عاصمة جديدة اسمها برازيليا في نقطة صحراوية قاحلة تتوسط الدولة وتشيد علي أسس و تصميمات جديدة تسهل تواصل المواطنين مع الوزراء والمسؤولين".

وواصل: "وكانت السفارات عازفة عن الانتقال للعاصمة الجديدة لولا خشيتها من فقدان الحصانة الدبلوماسية، ولكن تم تنفيذ المشروع وبزغت مدينة جديدة علي أرقي تصميم هندسي".

وذكر: "وفي أفريقيا تغلبت نيجيريا وتنزانيا على مشاكل العواصم بنقلها لأماكن بعيدة عن العواصم وتكرر هذا النموذج في دول أخري".

واستطرد: "ما لماذا نصر على إقامة قطاع سكني كبير غرب المنياوي يمتد من أكتوبر للسويس ويقطنه نصف المصريين فهذا نهج غير مفهوم".

وأردف: "والتفسير الذي توصلت له هو أن ديناصورات التربح يفضلون ذلك حتى يربحوا المليارات يشترون المتر بخمسين جنيها ويبيعونه ربما بخمسين ألفا".

واختتم: "وهكذا تصبح مصر بلد الانبعاج العجيب، وبدلا من ذلك اقترحت إقامة العاصمة الجديدة في منتصف البلاد تقع في صحراء غرب المنيا ولكن هذا سيفيد مصر ويغضب الديناصورات".