"تعويم الجنيه" يضع معرض الكتاب في مأزق.. وناشرون: مأساة
تزامن قرار البنك المركزى بتحرير تعويم سعر صرف الجنيه المصرى، وأن يتم التسعير وفقا لآليات العرض والطلب، مع التجهيزات للدورة 48 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، والتي ستحمل شعار "الشباب وثقافة المستقبل"، ومقرر انطلاقها في الفترة من 27 يناير حتى 10 فبراير 2017.
فخلق هذا القرار آثار سلبية على صناعة النشر، وهو الأمر الذي عبر عنه عدد من الناشرين المصريين، الذين يعدون عدتهم للمشاركة في الدورة المقبلة من المعرض، وهو ما أوضحوه لـ"مصر العربية" في هذا التقرير.
فأكد الناشر عادل المصرى، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، أن كل المؤشرات توضح أن الدورة المقبلة من معرض القاهرة الدولي للكتاب ستكون في مأزق، بعد قرار تعويم الجنيه المصري، خاصة مع تخوف الناشرين العرب من القدوم لمصر والمشاركة بالمعرض، وسط خوف الناشرين المصريين.
وطلب المصري من الحكومة المصرية ضرورة التدخل ﻹنجاح وإنقاذ المعرض، حتى يجد القارئ كتابه بسعر رخيص وسط الغلاء الذي أصاب مستلزمات الطبع بعد قرار التعويم.
ووجه المصري رسالته إلى وزارة التجارة والصناعة التي تمتلك أرض المعارض بأن تعطي الأرض لوزارة الثقافة بدعم، بدلًا من تأجيرها لهيئة الكتاب بمبلغ 8 ملايين جنيه، وأن تُدعم المعرض كلًا من وزارتي الشباب والرياضة والسياحة.
ووصف الناشر فتحى المزين صاحب، دار ليان للنشر، آثار تعويم الجنية على صناعة النشر بالمأساة، التي ﻻ حل لها، وخاصة أن مستلزمات الطباعة زادت 35%، وﻻ يفهم أحد الوضع إلى أين يسير حتى الآن، وخاصة مع عدم توافر الورق.
وأوضح أن أغلب الناشرين سيلجأون إلى سياسة تخفيض عدد المطبوعات، فمن كان يخطط لطباعة 40 كتابًا؛ للمشاركة في الدورة الـ48 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، سيطبع 20 فقط، ﻷنه ﻻ يضمن القوى الشرائية بالمعرض.
وقال إن الدورة السابقة من معرض القاهرة الدولي للكتاب وصل عدد زوار المعرض إلى 3 مليون زائر، ولكن كان الأمر "جعجعة بلا طحن" حيث كانت القوى الشرائية ضعيفة جدًا.
وأتفق معه مصطفى الفرماوي، مدير مشتريات الكتب بمكتبات الشروق، مؤكدًا أن الأمور مبهمة حتى الآن، ولكن الأمر صعب ومن المتوقع أن تقل نسبة الطباعة، ﻷن هناك صعوبة في إيجاد الورق.
وتابع الفرماوي إلى أن دار الشروق لديها الورق الذي يكفي مطبوعتها، ولكن هناك العديد من دور النشر التي ستقابل أزمة طاحنة مع قرار التعويم.
وأعرب مدير مشتريات الكتب بمكتبات الشروق عن استغرابه من استمرار مزوري الكتب في التزوير، دون أن يتأثروا بالسوق نهائيًا، في ظل أنهم ﻻ يوجد لديهم مصاريف ﻹعداد كتاب كامل، وكل ما يفعلونه هو شراء نسخة من الكتاب، وتزويره.
وأشار على عبدالمنعم، مدير دار سما للنشر، إلى أن تأثير التعويم سينعكس على صناعة النشر حيث يثبت سعر الخامات المستخدمة في عملية الطباعة، وسيرفع سعر الكتاب، ويشجع على التصدير.