هل يغرق ماسبيرو فى "الخطايا"
“يا روايح الزمن الجميل هفهفى وخدينا للماضي وسحره الخفى"، ذكريات سعيدة وحزينة، أفلام أبيض أسود، يحملها "ماسبيرو" المبنى العريق الذى يرتبط بأذهان الجميع.
خرجت منه الفوازير والمسلسلات، والحفلات الغنائية، وخطابات الرؤساء الثورية، كان مُوثِّقا لكل لحظة فى تاريخ مصر، ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، فالمبنى حاليًا أصبح يحتوى على فساد لا حصر له الكل يريد الاستفادة منه بدون أن يفيده.
الأمر فج، فالفساد أصبح جللا فى كل القطاعات، هذا ما جعل البعض لا يتحمل السكوت على الظلم والفساد الذى كسا المبنى العريق، ليصبح أفشل جهاز فى مصر حاليًا.
"مصر العربية " من خلال هذا التحقيق تكشف أنواعا عديدة من الفساد داخل ماسبيرو، منها الرشوة، والسرقة، والجنس، وكثير من أنواع الفساد.
واحد من المخرجين العالميين بالقناة الأولى أكد أن ماسبيرو حاليًا أصبح مبنى عائلات وشلل، وهذا الأمر كفيل بتدميره ما لم يُنقَّ ويُطهر وإما أن تحميه الدوله أو تبيعه، وتستفيد هي منه بدلًا من سرقة الآخرين له.
وتابع بأنه يوجد العديد من العاملين بماسبيرو ليس لديهم أى خبرة فى مجال العمل الإعلامي، ولكن تم تعيينهم بالواسطة فقط، وأشخاص يعملون فى مجالات ليسوا متخصصين بها، وقضايا كثيرة تحتاج لمجلدات كى تُكتب.
وأضاف: هناك معد برامج أختار له اسم "وافى"، مقيد فى ماسبيرو أنه معد ويحصل على بدل مراجع من موازنة الدولة، وهو لم يمارس الإعداد يومًا ما، ويعمل فى نفس المكان "مخرج" ولا يعرف أحد كيف يتم الأمر، ويتقاضى أجرا كاملا عن هذا العمل الثاني، وهذا يعتبر إهدارا لمال الدولة.
هذا الشخص ليس وحده فيوجد شخصيات عديدة تعمل فى أكثر من عمل ويحصلون على مقابل مادى وهذا لا يصح، لأن الشباب والخريجين يجلسون فى بيوتهم.
وهناك أشخاص يطلقون عليهم مخرجين، وفى الحقيقة هم حاصلون على دبلومات تجارية، بشهادات رسمية، ولكن المجاملات تفعل أى شيء، وهذا بالرغم من أن أبناء الشعب على المقاهى معهم ليسانس وبكالوريس ودكتوراه.
ويوجد العديد من الأمثلة على ذلك منها “مخرج اسمه و.م.، وآخر يُدعى أ.س، وأ.ع" هؤلاء حاصلون على دبلومات تجارة، ولكن مجدى لاشين رئيس التليفزيون حصل لهم على استثناء من جهاز التنظيم والإدارة لكى يتقاضوا مقابلا ماديا مثل المخرجين، ويقيدون كمخرجين بالقنوات، وهذا الأمر غير قانونى فى المبنى الذى يعتبر ضمير الأمة.
كما يتم تعين بعض الأفراد بالواسطه من قبل القيادات الكبيرة داخل ماسبيرو، ولا يستيطع أحد أن يقتر ب إليها.
ضبط حالات جنسية فى ماسبيرو..
وأكد أنه كان هناك مسابقة لتعيين مذيعين جدد، منذ عامين ولكن تم إلغاؤها، بدون أن يعرف أحد السبب، وبعد شهر من إلغائها ظهر سبب وهو أن أفراد الأمن، أبلغوا بأن بعض القائمين عليها كانوا يختلون بالفتيات فى أماكن مظلمة وفى مكاتبهم الخاصة، وكانت النتيجة كلها فى صالحهم، وعندما أبلغ مكتب الأمن بهذه الأشياء تم إلغاء المسابقة كاملة.
وأضاف: أجريت بعض التحقيقات مع القائمين على المسابقة، ولكن كانت بدون فائدة، وتم لفت نظر لهم فقط، وكأن مبنى الإعلام، أصبح مبنى لممارسة الرذيلة.
يوجد حالات كثرة تتعاطى المخدرات ولا يتم الكشف عنهم..
وفى سياق متصل أكد أن هناك أشخاصا عديدة تتعاطى مخدرات ولكن لا يتم الكشف عليهم، وإن قام المسؤولون بالكشف الطبى على العاملين فسوف يجدون عددا كبيرا من العاملين يتعاطون مواد مخدرة، وتم ضبط بعض الحالات من قبل رؤسائهم ، ولم يفعلوا شيئا.
القبض على مونتير بحوزته أقراص مخدرة في ماسبيرو
تمكن فردان من الأمن باتحاد الإذاعة والتليفزيون "ماسبيرو"، وهما رمضان عبد اللطيف ومحمد حجاج، من ضبط مونتير "أ.ر" بحوزته ٩ شرائط لعقار التامول المصنف ضمن جدول المخدرات أثناء محاولته الدخول بها مقر التليفزيون.
وكان أفراد الأمن شكوا في الموظف أثناء عبوره من باب "١٤" وأثناء تفتيشه هرول مسرعًا إلى الحديقة بباب "١٥" وتمكن الأمن من ضبطه وتحويله إلى رئيس مباحث المبنى الذي حرر محضرًا بالواقعة وأحال المونتير إلى النيابة التي تباشر التحقيق في القضية.
يشار إلى أن قطاع الأمن برئاسة اللواء محمد عبد الجواد، تمكن خلال الفترة الماضية من ضبط عدة مخالفات وإحكام السيطرة على مجريات الأمور داخل المبنى.
خصخصة ماسبيرو..
فى ظل الازمات تظهر دائما عبقرية الإدارة.. وفى ظل الأزمات أيضا يظهر المنتفعون وأصحاب المصالح ولكن يجب أن يكون كل شيء بالقانون، حتى تشريد أكثر من 40 موظف بـ40 أسرة يجب أن يكون بالقانون.
قرر قطاع الأمانة العامة عرض كافيتريا العاشر فى المزاد، للإيجار بواسطة مستثمرين من الخارج، بدون دراسة سلبيات هذا القرار الذى يقضى على ثروة بشرية هائلة وخبرة لا مثيل لها ، فأغلب العاملين فى كافيتريا العاشر من أمهر الشيفات والعاملين فى مجال المطاعم والأغذية، إلا أن قطاع الأمانة العامة فشل فى إدارة الكافيتريا وبدلا من التطوير والتجديد تم اتخاذ القرار الأسهل لأى إدارة وهو عرض الكافيتريا للإيجار.. عذر أقبح من ذنب.
سرقة العديد من أعمال التراث السينمائية والغنائية..
وأكد أن التراث الفني لماسبيرو من أفلام ومسلسلات سُرق من العاملين بالمبنى، وتوجد بعض الحالات التي قبض فيها على السارق وهو يحاول تهريب شرائط، وإسطوانات خاصة بالتراث، وحقق معهم، ومنهم من حُبس، وغيره فُصل من العمل.
وأضاف: "توجد العديد من الفضائيات الخاصة التي تحمل تردد عبر قمر النايل سات، ولكنها تبث من خارج مصر، وتعرض أفلام ومسلسلات قديمة، ولم تعرض على شاشة التلفزيون المصري، وكنت أشاهد التلفزيون ووجدت قناة تسمي (القرموطي) تعرض فيلما لنبيلة عبيد وفريد شوقي غير موجود من الأساس، فمن أين جاءوا به".
وتوجد العديد من التساؤلات التي يُريد الجميع إجابة عليها لأنها تشغل بال الجميع، منها: إلى أين يذهب ماسبيرو؟ ولمن سيذهب؟ ومن المستفيد من كل هذا؟ وهل الأمر أصبح فجا لدرجة تجعل الجميع يفعلون ما يشاءون بدون أن يخافوا العقاب؟.
وحاولت "مصر العربية" التواصل مع مصادر أخرى من داخل ماسبيرو، وهو "م و") الذي أقر بصحة كل هذه الأحداث السابق ذكرها، والذي أقر بوجود الفساد داخل ماسبيرو، لكنه تحفظ على الكلام تفصيلا لأسباب شخصية.