عامر منيب.. الغواص الذي تمنى تسجيل القرآن بصوته
"اللهم أنت حسبي وأنت وكيلي يارب"صاحب هذا الدعاء فنان غيبه الموت في وقت مبكر من عمره، ليخلف في قلب الفن العربي وقلب محبيه الحزن لفراقه، إنه الفنان المصري الراحل عامر منيب، الذي تمر اليوم الذكرى الخامسة لرحيله، بعد صراعه مع مرض السرطان لمدة عامين.
ولد عامر منيب بحي الدقي في الثاني من سبتمبر 1963، وهو حفيد الفنانة الراحلة ماري منيب.
عايش منيب فترة صراع بين موهبته وطريق الفن وبين عمله الأكاديمي، فبعد تخرجه من كلية التجارة جامعة عين شمس عام 1985 بتقدير جيد جدًا، أصبح معيدًا بالجامعة، وفي عام 1987 جاءته فرصة السفر إلى أستراليا للحصول على الدكتوراه والعمل بإحدى الجامعات هناك.
ثم لاحت له فرصة الفن في رمضان 1987 أثناء تناوله السحور مع أصدقائه في أحد الفنادق تصادف وجود عدد من كبار الفنانين هم "فاروق الفيشاوي، محمود ياسين، نور الشريف والموسيقار حلمي بكر"، وألح عليه زملاؤه للغناء فأدى أغنية "الفن" الموسيقار عبد الوهاب.
خلقت تلك الأغنية حالة من الإعجاب لدى الحضور بصوت منيب، وعلى الخصوص الموسيقار حلمي بكر، والذي أيقن أن تلك الحنجرة ﻻ يمتلكها سوى فنان يستحق أن يضاف إلى الوسط الفني، فتحدث معه على انفراد وشجعه بشدة، وأخبره أن أمامه مستقبل كبير في الفن إذا أثقل موهبته بالدراسة.
استمع منيب لنصيحة بكر بعدم السفر خارج مصر، عقب عودته للمنزل مزق تذكرة السفر، وفى اليوم التالي خضع بشكل كامل لدروس عاطف عبد الحميد، أستاذ الموسيقى الشهير لآلة العود وعميد كلية التربية الموسيقية بجامعة حلوان.
وبعد أن أثقل موهبته بالدراسة كون فرقة موسيقية صغيرة انتقل بالغناء بها في الفنادق الكبرى، ولم يكن له أغاني خاصة به بل كان يقدم أشهر أغاني عبد الحليم حافظ وحقق بها شهرة داخل الوسط.
لتكن تلك المراحل هي عامل التشجيع الذي حصل عليه منيب، ليصدر بعد ذلك أول ألبوم غنائي له عام 1990 بعنوان "لمحي" على نفقته الخاصة، بعد أن باع سيارته واستدان من أصداقائه ﻹنتاج الألبوم.
كان هذا الألبوم هو فاتحة الخير على منيب حيث أقدمت عليه العديد من شركات الإنتاج، لتتوالى ألبوماته، ومن أشهرها "أيام و ليالي، أول حب، حظي من السما، وياك، حب العمر".
وبخطوة جديدة داخل الوسط الفني، إتجه منيب إلى عالم التمثيل، حيث بدأ ببطولة فيلم "سحر العيون" مع الفنانة نيللي كريم عام 2002، ومن ثم قدم عدة أفلام تحمل جميعها الطابع الرومانسي مثل "كميو و أنتيمو، الغواص، وكامل الأوصاف".
خطف الموت عامر منيب في عز تحقيقه لحلم الشهرة والنجاح، حيث توفي صباح يوم السبت 26 نوفمبر 2011، في مستشفى دار الفؤاد عن عمر يناهز 48 عامًا بعد صراعٍ طويلٍ مع مرض السرطان دام أكثر من عامين، قبل أن يحقق أمنيته بتسجيل صوته بتلاوة القرآن الكريم كاملاً.