في الملتقى الدولي الرابع| شعراء: الشعر شغف.. وبوصلتنا للتغيير
"العالم الآن في أمس الحاجة للشعر والشعراء، وسط كل الحرائق التي تدور في الوطن العربي، خاصة فلسطين التي كاد العرب أن ينساها رغم أنها الحريق الأول والأكبر بالمنطقة العربية، ورغم نجاح الرواية ومنافستها لجميع الفنون الأدبية، إلا أن الشعر يبقى ديوان العرب الأول".. بهذه الكلمات افتتحت الدورة الرابعة لشعر" target="_blank">ملتقى القاهرة الدولي للشعر.
وتحت شعار "ضرورة الشعر" افتتح الكاتب الصحفي حلمي النمنم، والدكتور هيثم الحاج علي القائم علي تيسير أعمال المجلس الأعلي للثقافة، فعاليات الملتقى والتي تستمر ملتقي لمدة أربعة أيام، بمشاركة عدد كبير من الدول العربية.
وشهد حفل الافتتاح حضور كبير لعدد من الشعراء المصريين والعرب والنقاد والمترجمين ومنهم: "الدكتور جابر عصفور، وعبد السلام المسدي، وعز الدين المناصرة، وأحمد عبد المعطي حجازى، والدكتور محمد عبد المطلب مقرر لجنة الشعر، والدكتور محمود الضبع رئيس دار الكتب، والدكتورة إيناس عبد الدايم، والدكتور أحمد درويش وأشرف عامر رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان، وحسن طلب، وخيري دومة ومحمد إبراهيم أبو سنة، وعزت الطيري ومحمد الشهاوي وأحمد الشهاوي".
وفي كلمته، قال وزير الثقافة حلمي النمنم "يجب أن أعترف أن الشعر هو البوصلة الأولى، رغم أني لست شاعرا وهذا من سوء حظي".
ومن جانبه، يرى هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة العامة للكتاب، أن للشعراء رؤية خاصة للعالم تسهم في صنع الوعي، فهم أجهزة الاستشعار والبوصلة التي تتوجه نحو المستقبل.
وأضاف الحاج على، أن الملتقى يأتي ومصر تجتاز واحدة من أصعب مراحل التاريخ، لتبنى مؤسسات الدولة من جديد لتنطلق بها نحو المستقبل، فمصر هي الشاعرة التي أعادت إنتاج التاريخ، قائلا: "على الرغم من كل التحديات التي جابهها الملتقى، فها نحن في افتتاحه، محملين بتراث ممتد من الشعر ومتطلعين إلى أن تعود القصيدة لدورها الفاعل، لنصنع من خلافتنا نقاشا منتجا".
أما الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، فأثنى على أهمية الشعر التي تكمن في التعبير عن هاجس لكثير من المهتمين متسائلًا هو هل يمكن أن يموت الشعر، موضحا أنه في القرنين الماضيين توالت الكشوفات العلمية وأصبح جسد الإنسان ساحة للتنقيب وانفتحت مجالات التجارة والصناعة وغيرها ولقي الشعراء أنفسهم خارج هذا العالم ومنهم من أصبح يتحدث عن ضياع نفسه الذي لم يعد يجدها.
وأضاف حجازي، أن الشعراء يتحدثون عن الشعر باعتباره مهددًا وكذلك الحب واللغة، لكن وضعنا كشعراء اخطر، فبدلا من أن نشارك الآخرين وعيهم في البحث عن مستقبلنا اندفعنا في التنقيب عن ماضينا في هذا الانتحار الجماعي الذي نعيشه في جميع أنحاء الوطن العربي ولاحل إلا أن نعود إلى الشعر لنستعيد علاقتنا الحميمة بالأرض والسحاب والمطر.
واختتم قائلًا: "في الشعر تجتمع اللغات والثقافات كما تجتمع في الشعر الديانات والمذاهب وبهما نرى الوجود كله، لذلك علينا أن ننقذ الشعر لننقذ العالم وننقذ أنفسنا".
وقال الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة، خلال كلمة المشاركين العرب إن القاهرة تجمع بعد غياب ليس بطويل بين الشعراء في مختلف أنحاء الوطن العربي في محبة وإن كان النيل يخفي دمعته وسط النهر فمصر جبل من مغناطيس تجذب لها كل ما له من حداثة وقد تتردد في بعض الأوقات لكنها إذا اقتنعت لا تتوانى.
وأضاف المناصرة، أن الشعر يقع في منطقة وسط بين ما نقوله وما نشعر به وهناك قصائد تجذبنا لأنها تمتلك عناصر الجاذبية وهناك أربعة أشكال معترف بها العمودي والتفعيلي وقصيدة النثر التي تصارع منذ أمين الريحاني وحتى انفجارها الكبير في التسعينات، بالإضافة إلى الشعر اللهجي وشعر الهجرة اللغوية وهو هجين كتبه شعراء المهجر بين اللغة العربية وعدد من اللغات، وتساءل لماذا نرفض هذا الشعر ولا نقرره خاصة إن الاعتراف بالأشكال المختلفة لم يعد مشكلة فالشعر شغف والشاعر المختلف هو من يمتلك بصمة خاصة به.