معماريون: مؤسستنا "جزر منفصلة".. وهويتنا حصن أمام الاستعمار
"نتجول في شوارع البلدان العربية متلامسين مبانيها المستحدثة، ومن ثم نستحضر ذاكرة التاريخ من خلال التوغل داخل أعماق جدران بعض المباني المرتبطة بزمن قد مضى".. كلمات المعماري حمدي السطوحي عن التحديات التي تواجه المؤسسات المعمارية.
وبمشاركة كل من المهندس الاستشاري ماجد سامي إبراهيم؛ رئيس شعبة العمارة بنقابة المهندسين، والمهندس حمدي السطوحي، ومها أبو بكر، أقام المجلس الأعلى للثقافة؛ بأمانة الدكتور هيثم الحاج عليّ؛ القائم بتسيير أعمال الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، أمسية ثقافية تحت عنوان "المؤسسات المعمارية وتحديات العصر"، نظمتها لجنة العمارة ومقررها الدكتور سيد التوني.
وفي البداية، تطرق المهندس ماجد سامي إبراهيم، إلى أحد أهم المشكلات التي تواجه المؤسسات المعمارية المحلية، وهي العمل بعيدًا عن بعضها وكأنها جزر منفصلة.
وأشار ماجد سامي، إلى أنواع المؤسسات المعمارية، والتي تنقسم إلى مؤسسات معمارية محلية مثل: لجنة العمارة بالمجلس الأعلى للثقافة، ونقابة المهندسين، وجميعية المعماريين، ومؤسسات معمارية إقليمية ضاربًا المثل بهيئة المعماريين العرب التى تأسست عام 1994، وهى منبثقة عن اتحاد المهندسين العرب، وتضم 13 هيئة هندسية عربية.
ولفت المعماري ماجد سامي، إلى ضرورة عمل عمل المؤسسات المعمارية متماسة ولا تعمل متقاطعة كما هو الوضع الحالي.
أما المعماري حمدي السطوحي، فأوضح أنه يؤمن تمامًا بمقولة الراحل حسن فتحي وهي: "الهوية العربية حصن أمام الاستعمار الثقافي".
وتحدث عن تاريخ المعماري حسن فتحي، مؤكدًا أن المعمارى حسن فتحى كان يبحث عن عهود ما قبل السوط وإصلاح ما نتج عن فصل المعمار عن الطبيعة.
وتابع: "كان حلم "حسن فتحي" بناء قرية يتبع فيها الفلاحون أسلوب التشارك والتمسك بالهوية، واستخدام التكنولوجيا المتوافقة مع البيئة، ليتمكنوا من استحضار الهوية العربية التي ستكون الحصن الذى يحمينا من الإستعمار الثقافي والسياسي".
واختتم سطوحي، حديثه قائلًا: "العالم فى حاجة إلى ومضة جديدة، وأنه حتى و إن كان لدينا أزمة، ستظل الفرصة قائمة فى مواجهة تلك الأزمة وحلها، مشددًا على أهمية إلتزام المؤسسات المعمارية بواجبتها، وأن تعمل جميعها بشكل تكاملي".