بالصور| هدم سينما جنين.. انتكاسة الثقافة بالأراضي المحتلة

كتب: وكالات

فى: ميديا

13:08 20 ديسمبر 2016

أسدلت "الجرافات" بشكل كامل الستار على معلم ثقافي شكّل أحد واجهات مدينة جنين، وفتحت المجال لتحويله من محطة للثقافة والفنون إلى مجمع تجاري في أكثر نقطة مركزية وسط المدينة الواقعة شمال الضفة الغربية المحتلة.
 

وعلى الرغم من أن البناء ليس معلمًا أثريًا، إلا أنه كان يجب على وزارة السياحة والآثار، حمايته كونه يعود فقط لعام 1958 إلا أن اسم "سينما جنين" ظل أحد المعالم المرتبطة بالمدينة إلى أن اشترى المبنى رجل أعمال أزالها بالكامل الشهر الجاري ليطغى مشهد البناء التجاري بأحجاره الصماء مكانها.
 

وعبثًا حاول نشطاء شبابيون وفعاليات ثقافية التصدي لهدم السينما إلا أن القانون لا يسعف في حماية بناء يقل عمره عن مائة عام، وكذلك فإن ما جرى يعكس الحالة المترهلة للمشهد الثقافي عموما في فلسطين وجنين على وجه الخصوص.
 

ترهل ثقافي

ويشير الصحفي أنس حوشية، إلى أن هدم السينما يعكس حالة الترهل الثقافي بالمحافظة، وضعف الاهتمام بالشأن الثقافي على المستوى الوطني، مشيرًا إلى حالة لا مبالاة عامة تجاه القضايا الثقافية عمومًا، وهي المشاهد التي عدها "ناقوس خطر".
 

ويقول لوكالة "صفا" الفلسطينية: "إن المشكلة أكبر من أن تُحصر في هدم مبنى السينما فقط، بل في مبدأ أن كل شيء يحسب بمنطق رجال الأعمال وبمنطق الربح والخسارة المادية، وعلي هذا المنطق ما يمنع أن نخسر غدًا السيباط والبلدة القديمة لأن مستثمرًا سوف يبني كذا وكذا".
 

من جهته، يقول مدير وزارة الثقافة في جنين عزت أبو الرب، إنه حاول جاهدًا إيجاد مخارج تحمي مبنى السينما نظرًا لدورها الثقافي في جنين، ولكن القانون هو الفيصل.
وأكمل: "وما دام أصحاب الملك قرروا البيع والمالك الجديد وفق القانون يحق له التصرف بملكه، فهنا ينتهي دورنا".

ثقافة يجب صيانتها

بدوره، يشير الكاتب عدنان الصباح، أن النظرة للقضية لا يجب أن تكون بعمر المبنى، وما إذا كان يسمح ذلك بهدمه أو لا، بقدر ما يجب النظر إلى القيمة التي يتمتع بها.
 

ويضيف، "سينما جنين" ارتبطت باسم المدينة وهويتها، وسعينا بتحركات عديدة لإيجاد حلول تحمي حق المالك الأصيل في المنفعة والاستفادة من ملكه، وفي نفس الوقت تحمي شيئًا من السينما، ولكن لم ننجح.
 

ويعود مبنى سينما جنين لشركة مساهمة بها (33) وريث قرروا بيع حصصهم بعدما عرض عليهم رجل الأعمال هاني أبو مويس مبلغًا ماليًا كبيرًا، نظرا لأن أرض السينما تقع في منطقة حيوية وسط مدينة جنين.
 

لكن لمياء الأسير، وهي واحدة من المالكين السابقين، تشير إلى أنها سعت قدر المستطاع لحماية المبنى، "ولكن المشكلة تقع في القطاع الثقافي في البلد".

وتابعت "نحن طرحنا وحاولنا مرارًا وتكرارًا وخلال أشهر عديدة إقناع وزارة الثقافة بشراء المبنى أو إيجاد مؤسسة ثقافية تشتريه لتحافظ عليه، ولكن دون جدوى".

وكانت الناشطة الشبابية لمياء شلبك أطلقت حملة "جنين تُهدم" ولاقت رواجًا من أجل التنبيه لخطورة هدم معالم جنين بهذه الطريقة، لكنها تقول اليوم إن ما حدث "انتكاسة للوسط الثقافي في جنين".

وأُعيد تجديد سينما جنين وافتتاحها عام 2010، حين أصر السينمائي الألماني ماركوس فيشر على عرض فيلمه عن جنين في السينما، فرممها بدعم سخي من الخارجية الألمانية.
 

وأُسست في تلك الفترة جمعية "سينما جنين" لتشرف على تلقي الهبات وتطويرها بمعدات حديثة، لكن كل ذلك تمت إزالته في لحظات هدمت فيها الجرافات مبنى السينما.

اعلان