بالصور| في ذكراه الثالثة.. محطات من حياة ممدوح الليثي
كاتب عشق الصحافة والتليفزيون، كان عشقه لهم سبب تركه الشرطة، كاد أن يكون الخط السياسي في الأعمال التي قرر انتاجها سببًا لمنعها أكثر من مرة، فهو صاحب "الكرنك" و"ثرثرة فوق النيل"، و"ميرامار" و"المذنبون"، طوع قلمه للدمج بين الواقع والرمز، وكانت القضايا الإنسانية مكانة خاصة في أعماله.. أنه المنتج والسيناريست ممدوح الليثي.
على مدار 57 عامًا، قدم ممدوح الليثي 600 فيلم تسجيلي، وما يزيد على 1500 ساعة دراما متمثلة في سهرات تليفزيونية، إلى جانب مجموعة من القصص والأفلام والمسلسلات، ليطلق اسمه على استدويو 10 بمبنى التليفزيون تكريمًا له.
ممدوح الليثي الذي أقنع عمرو الشريف ليقدم فيلم "أيوب" بأجر 2500 جنيه، في وقت كان يتقضى به الشريف 300 ألف دولار، ولد بمنطقة فم الخليج في 1 ديسمبر 1937، وحصل على بكالوريس الشرطة وليسانس الحقوق من جامعة عين شمس عام 1960، كما حصل على دبلوم معهد السيناريو عام 1964.
التحاقه بكلية الشرطة لم يمنعه من ممارسة هوايته، فعمل في بداية حياته في الصحافة وكتب العديد من القصص على صفحات مجلات "روزاليوسف"، و"صباح الخير"، ومجلة "البوليس"، و"جريدة الشعب".
حوار ممدوح الليثي كبار الكتاب، وكان على رأسهم طه حسين، وإحسان عبد القدوس.
"تاكسي" كان أول محطة في إبداع ممدوح الليثي، وذلك عام 1966 ودخل مهرجان التليفزيون وحصد الجائزة الأولى، لتتولى بعدها أعماله ومنها "شرف المهنة" و"جريمة الموسم".
وبعدها قرر الليثي، ترك الشرطة واتجه إلى التليفزيون وتقلد عدة مناصب منها: "رئيس قسم السيناريو عام 1967، ومراقب النصوص والسيناريو والإعداد عام 1973، ومراقب على الأفلام الدرامية عام 1979، ومدير عام أفلام التليفزيون عام 1982، ورئيس أفلام التليفزيون عام 1985، ورئيس قطاع الإنتاج باتحاد الإذاعة والتليفزيون عام 1985.
كما شغل ممدوح الليثي؛ منصب نقيب السينمائيين مرتين، ورئيس اتحاد النقابات الفنية ورئيساً لمهرجان الاسكندرية السينمائي.
وخلال فترة توليه منصب رئيس قطاع الإنتاج، استطاع أن يستقطب أعظم صناع الدراما من كتاب وممثليين ومخرجين، ومنهم عادل إمام ونور الشريف، وحسين فهمي وفريد شوقي، والفنانة فاتن حمامة؛ التي أقنعها بالعودة للتليفزيون بعد فترة انقطاع لنشاهدها في "ضمير أبلة حكمت".
كما ساهم في خروج المئات من الأفلام التسجيلية والوثائقية والأعمال الدرامية الرائعة منها: "عمر عبد العزيز" و"ليالي الحلمية" و"نصف ربيع الأخر" و"المال والبنون" وفوازير "شريهان ونيللي".
أما رصيده في اﻷفلام الروائية، فساهم أثناء منصبه في إدارة قطاع الإنتاج بصناعه 400 فيلم منها: "معالي الوزير"، و"واحد صفر"، و"الطريق إلى إيلات"، و"أنت عمري"، و"الحب تحت المطر"، و"أميرة حبى أنا"، و"لاشيء يهم"، و"امرأة سيئة السمعة"، و"أنا لا أكذب ولكني أتجمل"، و"استقالة عالمة ذرة"، هذا بالإضافة إلى 600 فيلم تسجيلي، وكان له تجربة مسرحية من خلال مسرحية "إمبراطورية ميم" عام 1968.
وبسبب فيلم "المذنبون" أقيل رئيس الرقابة و17 رقيب، ودائمًا ما تعرضت الأفلام التي انتجها أو كتب السيناريو لها، لما فيها من خط سياسي واضح للمنع من العرض، ومنها " الكرنك، وثرثرة فوق النيل، وميرامار"، وعرض فيلمي "الكرنك" و"ميرامار" بأمر من الرئيس الراحل أنور السادات.
قربه من الناس، وانتمائه للطبقة المتوسطة جعله يشعر بألامهم ومعاناتهم وقرر أن يعبر عنهم من خلال كتباته وما ينتجه، فتحدث عن مكافحة الإرهاب في مسلسل "العائلة"، وعلاقة المال وسطوته في "المال والبنون"، وبـ"رأفت الهجان" عبر عن الروح الوطنية، وأشار للإسلام المعتدل في مسلسل "الخليفة عمر عبد العزيز"، و"هارون الرشيدي".
كما ناقش فيلم "واحد صفر" زواج المسيحية بمسلم، وكيفية اختيار الوزراء "معالي الوزير".
حاز السيناريست والمنتج ممدوح الليثي على العديد من الجوائز منها: "جائزة الدولة التقديرية في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 1992"، وجائزة من وزارة الثقافة عن عدة أفلام "السكرية" عام 1974، و"أميرة حبي أنا" 1975، و"المذنبون" عام 1976.
وفي مثل هذا اليوم عام 2014، رحل السيناريست ممدوح الليثي تاركًا ميراثًا سينمائيًا ودراميًا يخلد تاريخ مصر في عصور متعددة.