في مناقشة "الرجل النملة": السُباب جزء من ثقافة مجتمعنا
أقيم بالمقهى الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوة أدبية لمناقشة رواية "الرجل النملة"، للكاتب هشام البواردي، وناقشها الناقد شعبان ناجي، والناقد عمرو عاشور، بحضور عدد من الجمهور.
في البداية تحدث الكاتب هشام البواردي، عن تجربته في رواية "الرجل النملة"، مؤكدًا أنها تتناول تجربة الغربة خارج الوطن، وأنها ليست سيرة ذاتية بشكلها المعروف والتقليدي، لأن من يكتب سيرته الذاتية كما هي، فلن تخرج في قالب روائي، فإذا لم تتشبع السيرة الذاتية بالفن، تصبح تأريخ للحياة، معتبرًا أن روايته تضم القليل من السيرة الذاتية، والكثير من الفن.
وحول "السُباب" الذي تضمنه الرواية عبر حوارات الشخصيات، اعتبر "البواردي"، أن السُباب جزء من الثقافة الخاصة بالمجتمع، وأنها تختلف من المدن، إلى الريف، إلى الصعيد، بحسب ثقافة الشخصيات، وأكد أنه لا يفصل السُباب عن ثقافة شخصياته الروائية، لرغبته في أن يجعلها شخصيات حقيقية من لحم ودم، معبرة عن رجل الشارع، وعن الواقع الذي نعيشه.
من جانبه، تحدث الناقد شعبان ناجي، حول رمزية اسم الرواية "الرجل النملة"، وأوضح أن بطل الرواية لم يستطع أن يكون أسدًا، وليس لديه هذه القدرة والطاقة، ولهذا فاختار أن يكون نملة يعيش على الهامش، ليس لأنه ضعيفًا، لكنه أراد أن يكون مثل النملة في عقلها، وتفكيرها، ودأبها، وصبرها.
وأشار "ناجي"، إلى لغة الكاتب، وأسلوبه السردي، وانتقد تكرار بعض العبارات، معتبرًا أنها زائدة عن النص حتى وإن كانت بهدف التأكيد، مؤكدًا أنه كان عليه أن يبحث عن بدائل لفظية ولغوية، وتعبيرات وعبارات جديدة يؤكد بها فكرته.
وتحدث الناقد عمرو عاشور، عن اختيار المؤلف لفن السيرة الذاتية، موضحًا أنها تعطى متعة للمتلقي، معتبرًا أن المؤلف قدم رؤيته للعالم في بلاغة شديدة، وبلغة ليس فيها رتابة، حتى على مستوى الحوار النابع من ثقافة شخصيات الرواية، ورد فعلها المنطقي حتى في استخدام بعض الألفاظ، أو "السُباب".
وتوقع "عاشور"، أن يكون قارئ الرواية على مستوى أكبر من ثقافة مشاهدي التليفزيون، الذين يشاهدون ممثلا يؤدي دور بلطجي، فيعتقد في قرارة نفسه، أن هذا الممثل بلطجي في الحقيقة، في حين أن القارئ عندما يقرأ رواية تحمل بعض الألفاظ على لسان أبطالها، لا يعتبر ذلك راجع لشخصية المؤلف، وإنما محاولة لنقل الواقع، والتعبير عنه كما هو، وكما يراه المؤلف.