"أحلام الأوركيدا".. أسطورة رومانسية تُفجرها زهرة

كتب: كرمة أيمن

فى: ميديا

13:51 03 أبريل 2017

"تعرفون اسمي، ولا تعرفون قصّتي، تعرفون ماذا فعلت، ولا تعرفون الظروف التي مررتْ بها، فتوقفوا عن الحكم عليّ، وانشغلوا بأنفسكم".. بكلمات الفليسوف والروائي ألبير كامو، بدأت الكاتبة دلندا الحسن أحداث روايتها..

واختارت الكاتبة الأردنية دلندا الحسن؛ التي عشقت الأوركيدا منذ طفولتها، أن تكون هذه الزهرة بطلت روايتها الأولى والصادرة مؤخرًا عن الآن ناشرون وموزعون، في عمان، والتي تحمل اسم "أحلام الأوركيدا".

وتلعب زهرة الأوركيدا، دور البطولة في الرواية، ونتعرف من خلالها على شخوص وحياة باقي أبطال الرواية، أما دور الجدة فحرصت الكاتبة على تثبيت لهجتها في العمل دون سائر الشخصيات في إشارة إلى أنها تمثل الجذور، وأنها منبع الحياة والحب، فهي التي علّمت بطلة الرواية شيرين كيفية زراعة الأوركيدا والعناية بها وحبها.

وخلال أحداث الرواية تسافر شيرين، إلى الصين للبحث عن أسطورة الزهرة تلك، وتتمحور علاقاتها وحياتها حول تلك الزهرة، من خلال تلك العلاقة تكشف الكاتبة فلسفتها في الحياة، تلك الفلسفة التي انعكست في الرواية على شكل مقولات مقتبسة لمفكرين وفنانين وكتاب معروفين.

وتحوي الرواية عدة اقتباسات منها رسالة الفيلسوف ابن سينا "العشق لا يختص بالإنسان، بل يسري على كل الموجودات من نبات وحيوان والفلكيات والمعدنيات، وهو كالحُسن لا يُدرك"، وتقتبس أبيات لأمير الشعراء أحمد شوقي تتحدث عن الجدة التي هي شخصية رئيسية في العمل:
"لي جدّةٌ ترأفُ بي، أحَنُّ علَيّ من أبي

وكلّ شيء سَرّني تذهبُ فيه مذهبي

إنْ غضبَ الأهلُ علَيّ كلُّهم لم تغضبِ"


وتميز أسلوب الكاتبة باستخدامها لغة شعرية رقيقة، متناسبة مع موضوع الرواية، الذي يصور قصة حب رومانسية مرتبطة بأسطورة زهرة الأوركيدا، كما تحتفي بالمكان بكل تفاصيله، فمثلًا، نرى جبل اللويبدة في عمّان نابضا بالحياة، يتحرك مع الشخوص، لا مجرد مسرح تتحرك عليه الأبطال.

ولجأت الكاتبة إلى وضع عناوين فرعية لكل فصل، كل عنوان له دلالته الخاصة، كما اطلعت الكاتبة الواسع على أساطير في ثقافات عدة شعوب، منها الشعب الصيني، والاستفادة منها في نسج الرواية.

ومن أجواء الرواية:
 

"بحماسة أعيد حديثي عن الأوركيدا على مسمع رهف المنصتة، وتفسـير صديقتي الصـينية "لي" لحُلمي بأنه الحاجة للبحث عن الحب والرومانسـية.

فجأة قطع تميم الواقف عند الباب كلامي قائلاً:

-  شـيرين، بحسب ما قرأته عن المعتقدات الصـينية، معنى الحلم بالأوركيدا هو الحاجة للحفاظ على الحب والرومانسـية، وليس البحث عنهما.

-  لكن.

-  يبدو أنك لم تدركي الحقيقة، لانشغال ذهنك بأشـياء أخرى.

-  هل أنت متأكد؟

-  أكيد، أثرتِ فضولي بزهرتك، فبحثتُ عنها. على كل حال الأوركيدا تشبهك كثيراً أو.."


 

اعلان