في ذكرى وفاته...
بالفيديو| الضيف أحمد.. مخرج الفلسفة بالكوميديا
"عزيزي الضيف أحمد بسأل عنك كل ما بضحك ، بس ما بيجيش الرد، بيني وبينك عندك أحسن، أروق، أنضف، لولا الرب علينا بيلطف، كنا زمانا بناكل بعض، بس بنضحك، نزعل نضحك، نفرح برضه نضحك، عزيزي الضيف أحمد فاكر لما كنا نغني كنا نضحك طوب الأرض، وأهي أيام بتعدي ياضيف، وهنتقابل بلا تكليف، ونقعد نضحك".. بهذه الكلمات رثى الكوميديان سمير غانم صديقه الفنان الضيف أحمد والذي تمر اليوم ذكرى وفاته الـ47.
رغم جسده النحيل، وقامته القصيرة، ووجهه صاحب البشرة سمراء اللون، والذي لم تعرف الابتسامة لوجهه طريق، إلا أن الضيف أحمد كان طريق الابتسامة لكل من يشاهده على الشاشة، أو يستمع إلى أحد اسكتشاته الكوميدية وهو يتوسط الضلعين الآخرين لفرقة ثلاثي أضواء المسرح سمير غانم، وجورج سيدهم.
ففي 12 ديسمبر 1936، بمدينة تمي الأمديد استقبل أحمد الضيف ولده الذي سماه على اسم والده "الضيف" ولم يكن يعلم وقتها أن الموت سيخطفه في منتصف الثلاثينيات، ليكون نصيبه من اسمه أنه كان ضيفًا خفيفا على الدنيا.
برزت موهبة الضيف منذ أن كان طالب بكلية الآداب قسم الاجتماع بجامعة القاهرة فشارك بالتمثيل والإخراج في عدة مسرحيات على خشبة المسرح حتى حاز على الميدالية الذهبية في مسابقة كأس الجامعات، شاهده الفنان الكوميدي فؤاد المهندس في إحدى مسرحياته بالجامعة، ليختاره بأداء أحد الأدوار بمسرحية" أنا وهو وهي".
لمع اسم الضيف بعد أن أسس فرقة ثلاثي أضواء المسرح مع سمير غانم وجورج سيدهم، قدموا من خلالها اسكتشات غنائية منها "كوتوموتو، الكورة، شفت الحليوة، بطل العالم، عودة الندل"، ومسرحيات كوميدية أشهرها "طبيخ الملائكة" كل واحد له عفريت" و"زيارة غرامية".
لم تقف موهبة الضيف أحمد عند التمثيل والغناء فقط، فكتب فيلم ربع دستة أشرار، فأخرج لفرقة ثلاثي أضواء المسرح مسرحية"الرجل اللى جوز مراته"، بجانب إخراج عدد من المسرحيات في الجامعة، وقال سمير غانم عن تلك النقطة إن ضيف كان بداخله مخرج، وشكله هو الذي جعله مطلوبا كممثل.
ومن الأفلام التي شارك بها الضيف أحمد :”منتهى الفرح، القاهرة في الليل، 30 يوم في السجن، شاطئ المرح، آخر جنان، هي والرجال، رجل وامرأتان، شنطة حمزة، العريس الثاني، الشقيقان، عروس النيل، وشباب مجنون جدًا".
وفي لقاء قديم له مع الإعلامية سلوى حجازي، في برنامج "شريط تسجيل"، بصحبة الأديب الكبير ثروت أباظة، قال إنه درس في كلية الآداب علم الفلسفة وعلم النفس، وتابع"ﻻ بد أن يكون هناك دراسة لنفسية الجمهور، فالجمهور بيضحك علشان بيفكر، تناول مشاكل الزوجين أو القضايا الاجتماعية في الأعمال الكوميدية، أصبحت شيء روتيني، ومن الضروري تطوير المسرح الكوميدي، وتناول الأمور الشاذة، وجعله يتخذ شكلا ومضمونا جديدا، وتناول مشاكل علمية وأعمالا خيالية".
وفي تاريخ 16 أبريل 1970، وعن عمر يناهز 34 عامًا خطف الموت موهبة الضيف أحمد، عقب إصابته بسكتة قلبية مفاجأة وغريبة حيث كان في الأردن مع زميليه جورج سيدهم وسمير غانم لإجراء البروفة الأخيرة على مسرحية "الراجل اللي جوز مراته"، التي يخرجها ويمثل فيها دور الرجل الميت الذي يضعه الحانوتي في النعش، ليقبض من حوله قيمة التأمين على حياته، وهو المشهد اﻷخير بالمسرحية.
وبعد أن انتهى من البروفات، وذهب لمنزله أصابته حالة غريبة من الإرهاق وضيق تنفس وإجهاد شديد، وقبل وصول الطبيب الذي طلبته زوجته كان الضيف أحمد قد فارق الحياة.
وفي حديث قديم له تحدث الزعيم عادل إمام عن الضيف أحمد حيث أوضح أن بدايتهما الفنية كانت في نفس الفترة تقريبًا، وتعرّف عليه داخل مسرح الجامعة، وكان يشترك معه في الأصل، وأوضح أنه كان مهتمًا بالتزود بالمعلومات والتثقيف ومطلّع جيدًا على الأدب الإنجليزي، وكان لديه حس درامي عالي، حيث ظهرت ثقافته المسرحية على خشبة المسرح في الجامعة، كاشفًا أنه صاحب فكرة ثلاثي أضواء المسرح.
وفي لقائه مع الإعلامي وائل الإبراشي روى سمير غانم ما مر بفرقة ثلاثي أضواء المسرح عقب وفاة الضيف، حيث توافد عليهم الكثير من الأشخاص تحمل نفس ملامح الضيف، ليحلوا محله بالفرقة، ولكنهم رفضوا وأصبح اسم الضيف رمز للفرقة ﻷنه ﻻ بديل له.