حازم حسني:هذه أخطر تصريحات السيسي خلال مؤتمر الشباب بالإسماعيلية

كتب:

فى: ميديا

03:02 28 أبريل 2017

علّق الدكتور حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، على حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال مؤتمر الشباب بالإسماعلية، والذي انتهت فاعلياته أمس الخميس.

 

وكتب عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": تحت عنوان.."دولة ما بعد السيسى ... وعقبات الطريق (5)" قائلا: "لا أعتقدنى أخالف غيرى من المتابعين للشأن العام فى رصدنا لملامح حضور السيسى مؤتمر الشباب بالاسماعيلية ... فبخلاف ما اعتدناه من حديث الرجل الدائم عن صدقه وأمانته وشرفه (هذه الفلاتر الشهيرة) دون أن نعرف ما هو تعريفه لهذه الثلاثية التى أسبغها على نفسه، خاصة وأنه حريص على إقحام إرادة الله عز وجل، وعلى إقحام النصوص القرآنية الكريمة فى خطابه، لكنه يتجاهل دوماً الآية الكريمة التى تأمرنا بألا نزكى أنفسنا !".

 

وأضاف: "بخلاف هذه النرجسية السياسية، وبخلاف ما اعتدناه من تصفيرالرجل الدائم للعداد (من اصبروا سنتين .. إلى اصبروا ستة أشهر إضافية .. ثم أخيرًا مطالبته للمصريين بالصبر والتحمل لمدة سنة)، دون أن نعرف من الذى سيحاسب على مدد الصبر السابقة ! ... بخلاف هذا وغيره مما اعتدناه ولم يعد غريبًا على مسامعنا، بدا الرجل هذه المرة متوترًا وعصبيًا بشكل زائد، بل ومقرًا بفشله فى أن يجعل مصر "قد الدنيا"، مقدمًا حججه الواهية التى لم تقنع حتمًا "العفاريت" التى وعدنا وهو يرشح نفسه بأنها ستنبهر بإنجازاته إذا ما وصل إلى كرسى الرئاسة ! ... الشئ الوحيد الذى صدق فيه الرجل هو أن أيامه - كما وعدنا - قد رأينا فيها "العجب"، وأى "عجب"".

 

وأوضح: "لكن أخطر ما عبر عنه السيسى فى كلماته هو حديثه الواضح عن إمكانية خروج المصريين لإسقاط نظامه، وهو ما تحدث عنه باعتباره عملاً مدمرًا للدولة التى جعل من تثبيت دعائمها (وفقًا لتعريفه لهذه الدعائم) إنجازه الأساسى، بل والوحيد، بعد أن تراجعت أحوال المصريين فى عهده بأكثر مما يجعله قادرًا على الإنكار!".

 

وقال: "هذا الخروج العشوائى للمصريين بهدف إسقاط النظام - الذى صوره الرجل وكأنه إسقاط للدولة - هو أمر يكاد يريده السيسى بكلماته التحذيرية فى ظاهرها، التحريضية فى سياقها، إذ بمجرد استدعائها فى كلمته فإنه يستدرج المصريين للخروج الغاضب، الذى هو طوق نجاة يريده الرجل كى يفرض الأحكام العرفية - لا مجرد حالة الطوارئ - ومن ثم يتنصل من الدستور، ومن ثم من استحقاقات 2018 الانتخابية التى يعلم يقينًا أنه لن يخرج منها رئيسًا إذا ما أجبرته ظروف الضغط الشعبى والدولى على أن تكون انتخابات نزيهة تحت رقابة دولية مشددة!".

 

وأردف: "بيد أن الإيجابى فيما طرحه السيسى فى هذا المؤتمر هو أنه قد بدأ بنفسه الحديث عن منطق أن تكون هناك مصر ما بعد السيسى، وعن أن الطريق لمصر هذه هو الانتخابات الرئاسية القادمة التى وعد بأن تكون نزيهة وأنها لن تكون عرضة للتزوير .. لكنه يكون ساذجًا من يتصور أن مجرد وعد الرجل بنزاهة الانتخابات يكفى كى نثق به وبكونه لن يعمد إلى تزويرها !".

 

ونوه إلى أن : "المعركة الحقيقية خلال الشهور القادمة ستكون معركة انتزاع ضمانات إجرائية حقيقية لنزاهة الانتخابات، ومن ثم إجبار السيسى ونظامه على الخروج من المشهد السياسى بالطريق الدستورية .. أى تفكير فى ثورة جديدة - كما يدعو أصحاب المكايدات السياسية - لن يكون من شأنه إلا تعطيل الخروج من الأزمة لأمد لا يعلمه إلا الله".

 

وتابع: "أخبث ما جاء فى كلمات السيسى هو حديثه الأخرق عن أنه جعل الجيش يعمل "تحت رجلينا" !.. تردد الرجل قبل أن يقولها، متسائلاً عما إذا كانت هذه الكلمات تليق أو لا تليق، وهى حتمًا لا تليق..فلا يليق أن يكون الشعب تحت بيادة الجيش، ولا أن يكون الجيش "تحت رجلين" الشعب.. فالجيش له كبرياؤه وكرامته كما أن للشعب كبرياءه وكرامته، وكلاهما يدعم الآخر.. فلا كرامة للجيش بغير شعب يرفع رأسه، ولا كرامة لشعب بغير جيش يحفظ كبرياءه.. وما هذا الإصرار من جانب النظام على جعل هذا أو ذاك "تحت رجلين" الآخر إلا مظهرًا من مظاهر محاولاته الدؤوبة لضرب إسفين بين الشعب والجيش فلا يتحدان يومًا فى مواجهته ولو بالطرق الدستورية التى تحفظ للوطن وللدولة استقرارهما بعيدًاعن سياسات النظام الخرقاء التى أوصلت الجميع لحافة الهاوية !".

اعلان