عادل إمام.. 77 عامًا على صفيح ساخن
"مشاغب مدرسة التمثيل، وحريف الكوميديا، أثبت موهبته فاستطاع أن يلعب مع الكبار من جيله.. وعلى مدار ربع قرن استطاع أن يتربع على عرش الفن المصري فأصبح الزعيم.. وعلى صفيح ساخن ينتظر جمهوره أحدث أعماله "عفاريت عدلي علام"، إنه الفنان الكوميدي عادل إمام والذي نحتفل اليوم بعيد ميلاده الـ77.
عادل إمام الذي يقول عنه يوسف إدريس "سائق ماهر يعرف الطرق الخفية للوصول إلى قلوب الجماهير بعيدًا عن اختناقات المرور".
ولد عادل إمام، في 1940 بمحافظة المنصورة لأسرة بسيطة، وانتقل بعدها إلى حي السيدة زينب بسبب عمل والده، والتحق بكلية الزراعة جامعة القاهرة وبدأ حياته الفنية من خلال المسرح الجامعي الذي شهد ظهور موهبته الفنية.
ومن تحت الصفر بدأ عادل إمام مسيرته الفنية بـ"هلفوت" وقدم على خشبة المسرح دور بائع العسلية "ثورة قرية" بمطلع الستينيات، وكان يردد جملة واحدة طوال العرض "معايا عسلية .. معايا عسلية".
وظل عادل إمام يعمل بالمسرح على أمل أن يجد فرصته الحقيقة، فكان أحيانًا لا يجد ثمن تذكرة اﻷتوبيس.
وفي أحد اﻷيام تقدم للعمل بمسرحية "أنا وهو وهى" للعملاق الكوميديا فؤاد المهندس، ووقع الاختيار عليه لتكون خطوة فارقة ومهمة في بداياته الفنية.
ووصفه فؤاد المهندس، في أحد الحوارات قائلًا: "تلميذي البِكر.. يتميز بالذكاء فى اختيار الأعمال الفنية التي تعرض عليه".
وبدأت شهرته عادل إمام تزداد في سبعينيات القرن العشرين من خلال أفلام أدى فيها دور البطولة مثل "البحث عن فضيحة، وعنتر شايل سيفه، والبحث عن المتاعب، إحنا بتوع الأتوبيس".
واستطاع عادل إمام في حقبة الثمانينيات أن يسيطر على شباك التذاكر فوصل "للناس اللي جوه" بشخصيات كوميدية جسد فيها دور المصري بمختلف مراحله ومستوياته، مثل الشاب المتعلم أو الريفي البسيط وتصدى لقسوة الحياة.
تقديمه لشخصيات قريبة من الجمهور كان له أثر في نفوسهم، وكون له شعبية طاغية ساعدته على التحول النوعي في أعماله.
ومع بداية التسعينيات استطاع عادل إمام "اللعب مع الكبار" بعد أن اكتسب جماهيرية طاغية فأخذت أفلامه الصبغة السياسية الاجتماعية التي تعكس اهتمامات رجل الشارع العادي في المجتمع المصري والعربي بشكل كوميدي وشكل فريق عمل ناجح جدًا مع السيناريست وحيد حامد والمخرج شريف عرفة.
وفي السنوات الأخيرة حقق نجاحات كبيرة على المستوى المحلي والعالمي، من خلال دور "«زكي الدسوقي" في فيلم "عمارة يعقوبيان" الذي أشاد به النقاد العالميون، وعرض في عدة مهرجانات عالمية.
وعرف عن عادل إمام تشجيعه للمواهب الجديدة بمشاركتهم ببطولته أعماله حيث شاركت أمامه الممثلة نيللي كريم ببطولة فيلم "زهايمر" عام 2010.
رحلة لذيذة
لعبت الثنائيات دورًا هامًا في رحلته الفنية، وكان من أشهرها مع الفنانة يسرا، التي قدم معها: "المنسي" و"رسالة إلى الوالي" و"جزيرة الشيطان" و"الأفوكاتو" و"المولد" و"بوبوس".
كما قدم مع الكاتب وحيد حامد أهم اﻷعمال في تاريخ السينما والدراما التليفزيونية منها "أحلام الفتى الطائر" و"الإنسان يعيش مرة واحدة" و"اللعب مع الكبار" و"مسجل خطر" و"الإرهاب والكباب" و"طيور الظلام" و"النوم في العسل" و"عمارة يعقوبيان".
وكون عادل إمام وسعيد صالح ثنائي كوميدي في عدد من اﻷعمال المميزة مثل مسرحية "مدرسة المشاغبين" ومسلسل "أحلام الفتى الطائر" وفيلم "رجب فوق صفيح ساخن" و" سلام يا صاحبي" و" المشبوه" و"على باب الوزير" و"الهلفوت" و"زهايمر".
قالوا عنه
عبد الحليم حافظ: عادل إمام هو أجمل اختراع للقضاء على الحزن.
الفنان الراحل فؤاد المهندس: اكتشاف دسوقى أفندى الشهير بعادل إمام يعادل اكتشاف كولومبس للقارة الأمريكية.
الفنان السورى دريد لحام: الجمهور لم يمنح عادل إمام النجومية من فراغ إنه يستحقها بكل تأكيد.
الإعلامى مفيد فوزى: إذا كان عبد الحليم حافظ يغني من منطلق الحزن فإن عادل إمام يضحك من منطلق الحزن أيضًا.
على باب الرؤساء
روى الفنان عادل إمام فى أحد لقاءاته الإعلامية، أنه مر بقصة عجيبة بسبب هدية تلقاها من الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات أواخر سبعينيات القرن الماضي.
وقال عادل إمام، إنه كان يقدم مسرحية "قصة الحي الغربي" وتحوي الكثير من الانتقادات للأوضاع داخل مصر لكن بشكل كوميدي، وأثناء العرض تلقى اتصالًا هاتفيًا من زوجته، أخبرته بأن هناك اتصالا جاءه من رئاسة الجمهورية فشعر أن المسرحية نالت سخط السلطة.
وتفاجأ عادل إمام وهو ينظر من شرفة منزله بـ4 أشخاص يرتدون أبيض ويطرقون عليه الباب، ويخبرونه أن السادات يهدي له ذلك، وكان الهدية "كلبًا".
ومؤخرا، منحه رئيس الجمهورية التونسية السبسي، الصنف الأوّل من الوسام الوطني للاستحقاق في قطاع الثقافة، تكريمًا لمنزلته الفريدة على الساحة الثقافية والفنية العربية، خلال مشاركة الفنان عادل إمام كضيف شرف في مهرجان "أيام صفاقس السينمائية" 2016.